سياح مغاربة يستنكرون ارتفاع الأسعار بمراكش وسلوكات أشخاص يرغبون في الربح السريع

الصحراء المغربية
الخميس 19 ماي 2022 - 14:58

تشهد مدينة مراكش، التي تعتبر وجهة سياحية مهمة على الصعيدين الوطني والدولي، انتعاشة ملموسة في عدد الوافدين عليها من السياح المغاربة أو الأجانب للاستمتاع بسحرها وجمال طبيعتها وحسن ضيافة سكانها.

وجاء ذلك بعد أن تجاوز المغرب مرحلة صعبة بسبب التدابير الصارمة، التي اتخذتها السلطات للحد من تفشي جائحة "كوفيد 19"، التي اضطرت السلطات بسببها إلى الحد من تنقلات المواطنين وإغلاق الحدود.

وتأتي هذه الانتعاشة بعد الإكراهات التي عانتها الأسر المراكشية على الخصوص بسبب ارتباط شريحة عريضة منها بقطاع السياحة والصناعة التقليدية المحرك الأول للاقتصاد المحلي الذي تضرر بشكل مباشر جراء الجائحة، ليبدأ المراكشيون صفحة جديدة في استعادة حيوية هذه المدينة وتجاوز الآثار السلبية ولو بشكل نسبي، لهذه الأزمة الصحية التي دامت أزيد من سنتين.

واستأثر انتباه السكان المحليين، وأيضا زوار المدينة المغاربة على الخصوص بعض السلوكات غير المفهومة من بعض التجار وأيضا أصحاب الفنادق الراغبين في الربح السريع من خلال الرفع من تسعيرة المواد والخدمات التي يقدمونها دون وجه حق، مستغلين بذلك الآثار السلبية للجائحة التي توقفت معها عجلة الاقتصاد المحلي وأيضا الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا.

وشهدت أسعار الشقق المفروشة، ارتفاعا صاروخيا، خصوصا مع نهاية كل أسبوع، حيث انتقل ثمن الكراء من معدل 300 درهم لليلة الواحدة في سكن بسيط داخل حي شعبي، ليتجاوز 500 درهم لليلة الواحدة، في حين تجاوز ثمن الليلة الواحدة في الإقامات بحي جليز 1000 درهم، إذ لوحظ تهافت زوار المدينة الحمراء القادمين من مختلف مدن المملكة وعدد من البلدان الأوروبية، وسط مضاربة أصحاب الشقق الذين يحاولون تعويض الخسارة التي تكبدوها بعد ركود النشاط السياحي بالمدينة، في حين انتعشت مختلف الفنادق المصنفة وغير المصنفة، من خلال توافد السياح الأجانب من مختلف دول العالم.

وعبر عدد من زوار المدينة الحمراء عن استنكارهم واستيائهم من الارتفاع الكبير في الأسعار، التي وقفوا عند بعض مظاهرها لدى حراس السيارات وبعض المطاعم وسيارات الأجرة الصغيرة، واستغلال البعض إقبال السياح الأجانب على المدينة لجني الأرباح بطريقة جشعة.

وأكد نور الدين أحد زوار (من مدينة الدارالبيضاء)، لـ"الصحراء المغربية"، أن بعض سائقي سيارات الأجرة يعملون بشكل مزاجي دون تشغيل العداد، ويطلبون من الزبون تأدية مبالغ مضاعفة للتسعيرة الأصلية ثلاث مرات، مشيرا إلى أن التنقل بين فندق وساحة جامع الفنا وسط المدينة وفي واضحة النهار يكلف حوالي 60 درهما.

من جانبه، أشار عز الدين العطراوي، فاعل جمعوي، إلى أن الترويج للسياحة بحاجة إلى مجهود، لأن المواطن المغربي يجد أن قدرته الشرائية لا تتماشى والأسعار الموجودة في المناطق السياحية، مؤكدا ضرورة العمل على توفير عروض تغري المواطن للقيام بزيارات لمختلف المناطق السياحية.

من جهة أخرى، يشتكي زوار مدينة مراكش الذين يتوافدون على ساحة جامع الفنا وأسواقها في الفترات المسائية، من التسعيرة المرتفعة التي يفرضها عليهم الأشخاص الذين يعملون بالمواقف المخصصة للسيارات خصوصا بالمناطق المجاورة لساحة جامع الفنا، حيث تعرف نوعا من الفوضى في التسعيرة التي يحددها الحارس ضاربا عرض الحائط القانون الذي وضعه المجلس الجماعي، ما يسيء إلى سمعة المدينة الحمراء كوجهة سياحية عالمية.

وخلال جولة قامت بها "الصحراء المغربية" بعدد من مواقف السيارات بمحيط ساحة جامع الفنا التاريخية، توقفت عند الفوضى التي تعم بعض هذه المواقف بخصوص التسعيرة رغم القانون الذي وضعه المجلس الجماعي لمراكش، حيث عاينت انتشار الحراس العشوائيين في عدد من الأماكن، يعملون على استخلاص الأموال من المواطنين مقابل حراسة السيارات دون أية وثيقة أو ضمانات تذكر تخول له الاشتغال، الغريب في الأمر هو أن الحارس المفترض يترك مكانه لشخص آخر في أية لحظة ليجرب حظه في جني دراهم معدودة لمدة معينة.

وكثيرا ما يدخل أصحاب السيارات في مشادة كلامية مع الحراس المفترضين الذين أصبحوا مصدر إزعاج لكثير من الوافدين على مراكش، إما بسبب الثمن حين يرفض الحارس تسلم درهمين أو ثلاثة دراهم ويطلب المزيد، أو عندما يطالبه الزبون بوصل أو ورقة معينة تضمن المعاملة، كما أن بعض المواطنين يتفادون تلك الحوارات مع الحراس.

وسبق للمجلس الجماعي لمراكش، أن أحدث خلية مكونة من أربعة عشر عونا محلفا، لتتبع الشكايات المتعلقة بتجاوزات يرتكبها حراس مواقف السيارات والدراجات والتنقل إلى الواقع للوقوف على المخالفات المسجلة وإرسالها إلى الإدارة الجماعية المركزية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة، والتي تتجلى أساسا في فرض غرامة مالية، كما فرض المجلس الجماعي إجبارية الإعلان عن الأثمنة ونشرها بجل محطات الوقوف التابعة للجماعة، حيث تم إعداد ملصقات من طرف المصالح الجماعية وإلصاقها بجل هذه المحطات، وكذا لوحات إشهارية ووضعها على مستوى المحاور الكبرى ومداخل ومخارج المدينة، وتم تحديد التسعيرة الجديدة في درهمين بالنهار بالنسبة للسيارات، وأربعة دراهم بالليل، ودرهم ونصف الدرهم لحراسة الدراجات النارية بالنهار، وثلاثة دراهم بالليل، أما بالنسبة للدراجات الهوائية فخصص لها درهما واحدا بالنهار، ودرهمين بالليل.

ورغم أن القانون الذي وضعه المجلس الجماعي لمراكش، مازالت الفوضى هي السائدة في مواقف السيارات القريبة من محيط ساحة جامع الفنا، حيث يتم الاستيلاء وإحداث مواقف عشوائية، ويتم كراؤها والاستفادة من ريعها دون وجه حق، إلى جانب المواقف الأخرى " القانونية " التي أصبحت جميعها تحدد الاثمان وفق أهوائها، فبعضها يطالب بعشرة دراهم للساعة الواحدة مع إضافة درهمين على رأس كل ساعة، وعشرين درهما مقابل ركن السيارة.

     




تابعونا على فيسبوك