انتعاشة القطاع السياحي تحيي مشروع دراجات الخدمة الذاتية الهوائية لجعل مراكش حاضرة نموذجية

الصحراء المغربية
الأربعاء 18 ماي 2022 - 12:01

تزامنت الانتعاشة التي يعرفها القطاع السياحي بمدينة مراكش، بداية شهر ماي الجاري، مع عودة مشروع دراجات الخدمة الذاتية الهوائية الذي تم إطلاقه بمناسبة افتتاح مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية "كوب 22"، وذلك بعد أزيد من سنتين من التوقف والركود الذي شهدته المدينة الحمراء بسبب الأزمة الصحية التي تسببت فيها جائحة كوفيد 19.

واشتهرت مدينة مراكش  بسيلها الجارف من الدراجات العادية، التي استوطنت منذ بداية القرن الماضي دروب وشوارع وأزقة وفضاءات مراكش المتنوعة، بعد دخول الأوروبيين المدينة، حيث وجدوا فيها الوسيلة المريحة لقطع المسافات معتمدين على سيقانهم، وعلى جغرافية المدينة المنبسطة التي تساعد على التحرك عبر الدراجة.

وكانت الدراجة الهوائية، التي تسير في الأزقة والدروب بدرجة مناسبة لضيقها، الوسيلة الأكثر تكيفا مع طبع المراكشيين، فهي حركة أكثر من البطء وأقل من السرعة تجمع بين التأني والحزم، تنتقل في الأماكن المزدحمة بسلاسة المياه التي تخط لنفسها مجرى بين الأحجار المتكدسة.

وعاينت "الصحراء المغربية" خلال جولة قامت بها لمختلف الفضاءات العامة بالمدينة الحمراء، اخضاع الدراجات الهوائية التي جرى توزيعها على 10 محطات روعي في اختيارها أن تكون ضمن الأماكن ذات الرمزية بالمدينة، كساحة الكتبية، وحدائق ماجوريل، وعرصة مولاي عبد السلام، وشارع محمد السادس، لجدولة تعريفية بما في ذلك تسهيل استخدام هذه الدراجات من قبل كافة فئات المجتمع، خاصة الطلبة، والسياح المغاربة والأجانب، والموظفين والمواطنين ذوي الدخل المحدود.

ويعد هذا المشروع النقلي النظيف لبنة أخرى تعزز مجموعة من المشاريع الخضراء بهدف تقوية التنمية المستدامة بالمدينة الحمراء، علما أن هذا المشروع يندرج ضمن قطاع النقل الذي  يعتبر قطب الراحة في مجال البيئة، إذ يساهم بحوالي 14.7 في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة، ويعتبر من أولويات كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، حيث يحظى بمكانة هامة في التنزيل المحلي للسياسة الوطنية في مجال التغيرات المناخية.

وحسب بوحمعة بلهند، الرئيس المنتدب المكلف بالشؤون المالية والإدارية لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب ، فإن الدراجات  الهوائية ينظر إليها فى مراكش على أنها وسيلة لتخفيف زحام شوارع المدينة إضافة إلى أنها تتطابق مع التزام المغرب بتنفيذ سياسات خضراء، ومشاريع صديقة للبيئة.

وثمن بلهند في تصريح ل"الصحراء المغربية" هذا المشروع الهادف إلى الرقي بمستوى التنقل المستدام بالمدينة، التي تعد وجهة سياحية عالمية بامتياز، مما سيساهم في جعلها منصة لإدماج النظام الايكولوجي المتضمن لبرنامج عمل خاص يروم ارساء سياسة ترابية قطاعية مستدامة.

من جانبها، قالت كانتال باكر رئيسة جمعية بيكالا بايسكال الهولندية، "نحن نعيش في زمن من التمدن حيث أن أكثر من نصف سكان العالم يعيش في المدن، هذه الإحصائيات ستزيد فقط خلال السنوات القادمة،  هناك ضغط قوي على المدن لتلبية احتياجات المواطنين للتنقل، وسهولة الوصول إلى المدينة وضمان بيئة صحية".

وأضافت باكر أن من أهداف هذه الدراجات الصديقة للبيئة، التقليص من الكربون. والنقص من الازدحام لان بإمكان الناس أن يتنقلوا عن طريق هذه الدراجات التى هى صديقة البيئة وتمكن الناس بالتنقل بسلاسة داخل المدينة، مشيرة الى أن الدراجة الهوائية مفيدة للصحة وللبيئة، كما أنها تساهم في التربية وخلق مناصب شغل، ذلك أن دراسة أنجزت من قبل الوكالة الأوروبية للبيئة أظهرت أنه يمكن تقليص انبعاث الغاز عشر مرات إذا تنقلنا بالدراجة بدل السيارة.

وأشارت الى أن مدينة مراكش يمكن أن تصبح أول مدينة للدراجات الهوائية على الصعيد الإفريقي، خاصة وأن عدد من المدن طوروا  بنجاخ استعمال الدراجات وهيؤوا كيلومترات من الممرات الخاصة بالدراجات الهوائية، مؤكدة ان مراكش معروفة باستعمال الدراجة لان  كل شوارعها مستوية، كما أن المدينة العتيقة مخصصة فقط للدراجات.

وعاشت مدينة مراكش خلال الست سنوات الأخيرة،  على إيقاع إطلاق مجموعة من المشاريع البيئية والايكولوجية، تزامنت مع احتضان المؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية "كوب 22"، ومن بينها اعتماد حافلات للنقل الحضري صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الكهربائية، وإحداث محطة لمعالجة النفايات وأحياء إيكولوجية وإحداث مشتل لإنتاج الطاقة الشمسية وتطبيق النجاعة الطاقية ببعض  البنايات العمومية.




تابعونا على فيسبوك