حكواتيون يفردون بساط الفرجة ومتعة الكلام المرصع في ليالي رمضان بساحة جامع الفنا

الصحراء المغربية
السبت 09 أبريل 2022 - 15:58

تعيش مدينة مراكش، نهاية كل أسبوع من شهر رمضان الجاري على إيقاع فنون الحكي، في مهرجان ليالي رمضان لإحياء فن الحكايات بساحة جامع الفنا المعلمة التاريخية التي تم تصنيفها من طرف "اليونسكو" تراث شفوي لامادي للإنسانية.

ويهدف هذا المهرجان المنظم، أيام الجمعة والسبت والأحد من كل أسبوع،  بمبادرة من جمعية رواد الحكي بشراكة مع جمعية حرفيي الحلقة للفرجة والتراث بالساحة التاريخية، الى إعادة الاعتبار لفن الحكاية الذي يصنف في خانة الثقافة الشفهية والشعبية، وللحكواتيين الذين ما فتئوا يكافحون من أجل الحفاظ على هذا التراث اللامادي، وضمان استمراريته، وإحياء تراث ساحة جامع الفنا المعنوي والفرجوي.

ويتخلل هذا المهرجان، المنظم بدعم من جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته، تنظيم كرنفال يتكون من رواة القصص الشباب والشيوخ، يوم غد الجمعة، انطلاقا من مقر جمعية منية بالجبل الأخضر بالمدينة العتيقة لمراكش في اتجاه ساحة جامع الفنا، وتقديم وصلات غنائية غيوانية من عمل مجموعة أمل الساحة، وحصص موسيقية من الأشعار الصوفية، وتقديم عروض تبرز روح الدعابة والفرجة بمسرح الحكواتي المسيح.

وتشكل جلسات الحكي مناسبة للمولعين بهمس الكلام، للاستمتاع بلحظات التشويق في سرد ومتابعة حكايات متنوعة، وكذا للالتقاء بالحكواتي عبد الرحيم الأزلية ومحمد باريز وتلاميذ مدرسة مراكش للحكي، لاكتشاف عدد من طرق الحكي في سرد أحداث الحكايات، والأساطير، وقصص 

البطولات والخوارق التي روجها الرحالون والمغامرون والمستكشفون بعد عودتهم من رحلاتهم في أقصى بقاع الدنيا في كل الأزمان.

وحسب مولاي جعفر الكنسوسي رئيس جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته، فإن  الحكايات تعتبر بمثابة الروح من جسم جامع الفنا، التي تستأثر باهتمام الكتاب والباحتين في مسرح الحكواتي والممثلين والشخصيات المهتمة بعالم الثقافة.

وأوضح الكنسوسي أن الحكاية تتداول بطريقة شفوية في دوائر الحلقة، الكرسي المنفرد الذي يمكن زوار ساحة جامع الفنا التاريخية من تلقي بدائع الأخبار الخاصة بسير الأنبياء ومناقب الأولياء وعبر حكايات وقصص ألف ليلة وليلة، والتعابير الهزلية الساخرة.

وأشار إلى أن عالم الحكي يختلف عن عوالم الصورة والكتابة، مبرزا أن الحكواتي يحفظ عن ظهر قلب نصوصا وحكايات قديمة  لكنه يحاول أن يطبعها بأسلوبه الخاص، وإدارة جيدة لفعل الإلقاء.

من جانبه، أكد الحكواتي عبد الرحيم الأزلية المشرف على مادة تلقين فنون الحكاية بمدرسة مراكش للحكي، التي أحدثتها جمعية منية مراكش، أن مهرجان ليالي رمضان لإحياء فن الحكاية  يقام في مدينة ذات تقليد قديم في الحكايات عمرها ألف سنة، لأنها مدينة تشتهر بالنكتة وفن الحكايات والفنون الشعبية ، مشيرا إلى أن هذا النوع الفني يجتذب الآن جيلا جديدا من الشباب رواة القصص الذين فازوا بجوائز من مؤسسات التعليم العالي، بعد إخضاعهم للتكوين وتلقينهم لقواعد هذا الفن من شيوخ الحكاية رواة القصص في ساحة جامع فنا.

وأوضح عبد الرحيم الأزلية أن هذا الجيل الجديد من رواة القصص قادر على بث حياة جديدة في هذا النوع الفني وبالتالي ضمان استدامته، مؤكدا أن الحكايات تعاد صياغتها كلما انتقلت من لغة لأخرى ومن مجال ثقافي لآخر ومن شعب لآخر، وفي كل مرة يتم تطعيمها بعناصر دلالية ورمزية مستوحاة من الأرضية الثقافية للحكواتيين والمتلقين.




تابعونا على فيسبوك