الأطلس المتوسط .. شبح الجفاف وغلاء الأعلاف يؤرق الفلاحين في ظل انهيار أثمان المواشي

الصحراء المغربية
الإثنين 07 فبراير 2022 - 13:59

​بدأ الاصفرار يعلو أوراق مزروعات الحبوب، في مناطق متفرقة بإقليم الخميسات والأطلس المتوسط عموما، بسبب ضعف نسبة التساقطات المطرية المسجلة، خلال الموسم الفلاحي الجاري وانحباسها طيلة الشهرين الأخيرين مع ارتفاع درجة الحرارة، ما أثر سلبا على نمو المزروعات والأعشاب الكلئية في المراعي الطبيعية التي تشكل المصدر الرئيسي لتغذية المواشي خلال هذه الفترة.

وفي الوقت الذي مازال بعض الفلاحين متمسكين بخيط الأمل في انتظار التساقطات المطرية في الأيام المقبلة، على اعتبار أن المزروعات قادرة على مقاومة الظروف الطبيعية الراهنة لمدة معينة.

وبسبب هذه الظروف، يعاني سوق المواشي من انهيار الأثمان، كما يسجل تراجع في نسبة إنتاج الحليب، بسبب الزيادة الحاصلة في أثمان الأعلاف بشكل بات يدعو إلى القلق ويدفع الكسابة إلى تقليص عدد المواشي، وخصوصا الأبقار والأغنام.

وعبر عدد من الفلاحين عن مخاوفهم من استمرار انحباس الأمطار، موضحين في تصريحات متفرقة لـ"الصحراء المغربية" أن المزروعات مازالت قادرة على مقاومة شح الأمطار لمدة تقارب الشهر رغم ضعف نموها في الفترة الراهنة وفي حال استمرار انحباس التساقطات المطرية لأكثر من شهر، فإن مردودية القطاع الفلاحي ستكون هزيلة في الشق المتعلق بالزراعة وكذا تربية المواشي، لأن ارتفاع أثمان الأعلاف يجبر الكسابة والمستثمرين في الإنتاج الحيواني عن التخلي عن أنشطتهم وتقليص عدد رؤوس المواشي.

 

ارتفاع أثمان الأعلاف

 

ويتهافت الفلاحون على الأعلاف بشكل يومي وملفت للنظر، رغم ارتفاع أسعارها حيث يبلغ ثمن النخالة العادية بالمحلات التجارية المختصة في بيع الأعلاف 5 دراهم للكلغرام الواحد فيما تجاوز سعر كيس الشمندر من فئة 50 كلغرام 210 دراهم، أما التبن فبلغ ثمنه بسوق خميس ايت يدين 25 درهما للقطعة الواحدة من (البال) اقل من متر في الطول، ودفعت هذه الوضعية عدد من الكسابة الصغار إلى تقليص عدد رؤوس الأغنام والأبقار لتخفيض النفقات الموجهة لتغذية المواشي.

وقال بادي عكي فلاح ورئيس تعاونية فلاحية سابقا بجماعة خميس سيدي يحيى، في حديثه مع "الصحراء المغربية "، أن القطاع الفلاحي يمر بظروف عصيبة خلال هذه الفترة جراء انعدام التساقطات المطرية واستمرار ارتفاع درجات الحرارة خاصة أن منزلة الليالي، التي تتميز بهطول الأمطار بنسبة كبيرة مقارنة مع باقي الفصول على وشك الانتهاء ما ينذر بموسم زراعي متدهور، بسبب الجفاف، موضحا أن الوضع الحالي للقطاع الفلاحي يحتاج إلى معالجة مبكرة للحفاظ على القدرة الإنتاجية للفلاحين في مجال الإنتاج الحيواني، سواء في ما يتعلق بالمنتجات الحليب ومشتقاته أو اللحوم الحمراء والدواجن.

وأوضح بادي أن الوضعية الراهنة تستوجب تدخلا عاجلا لوزارة الفلاحة لإنقاذ الفلاحين والكسابة من التداعيات السلبية لانحباس الأمطار التي نجم عنها ارتفاع أثمان الأعلاف وانهيار أثمان المواشي في الأسواق الأسبوعية والتراجع الخطير في نسبة إنتاج الحليب ما يجعل الفلاحين الصغار في وضع لا يحسدون عليه، عبر دعم الأعلاف واتخاذ إجراءات تمكن من استفادة الفلاحين الصغار أو المتعاطين للفلاحة المعيشية باعتبارهم النسبة الأكبر من عموم الساكنة النشيطة بإقليم الخميسات، إما بإدماجهم في جمعيات أو تعاونيات أو عبر إحصاءات تنجزها السلطات المحلية لتعم الاستفادة كل المتعاطين للأنشطة الفلاحية البسيطة والمتوسطة، بالإضافة إلى ضرورة العمل على تثمين المنتجات الفلاحية المحلية عبر إحداث وحدات إنتاجية متخصصة وتحديدا في مجال الحليب ومشتقاته، وكذا اللحوم الحمراء على اعتبار أن إقليم الخميسات من المناطق الفلاحية بامتياز، وتحتاج إلى اهتمام خاص للرفع من مردودية القطاع.

 




تابعونا على فيسبوك