وجهت جمعية "دعم الديمقراطية والحريات الجماعية" رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمناسبة تولي فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي لستة أشهر المقبلة.
وكتب رئيس الجمعية نورالدين عيوش، مخاطبا الرئيس الفرنسي في موضوع الصحراء المغربية "سنكون سعداء لو استغلتم هذا التفويض للمساعدة في إغلاق ملف الصحراء المغربية، من خلال قيادة دول الاتحاد الأوروبي لاتخاذ قرار ملزم للجميع، وهو اعتراف الاتحاد الأوروبي بمغربية الصحراء".
وذكر نور الدين عيوش الرئيس الفرنسي في رسالته المفتوحة إلى ماكرون، بالموقف الأمريكي الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية في دجنبر 2020، والقاضي بالاعتراف بالسيادة المغربية على أقاليمه الصحراوية، مشددا في الوقت نفسه على الأخطار التي تحدق بالمنطقة بالتزامن مع التصعيد اللفظي الذي يمارسه النظام الجزائري.
وتضمنت رسالة جمعية "دعم الديمقراطية والحريات الجماعية" الموجهة إلى رئاسة الاتحاد الأوروبي من خلال فرنسا، تذكيرا بالدور الاستراتيجي للأحداث التي تدور في منطقة شمال إفريقيا وتأثيرها على الاتحاد الأوروبي، وجاء في الرسالة " سيدي الرئيس، كما تعلم، كل ما يحدث في شمال إفريقيا له تأثير على الاتحاد الأوروبي. ستؤدي الحرب إلى نزوح جماعي إلى الدول الأوروبية، وهو مصدر مشاكل سياسية واقتصادية وإنسانية على جانبي البحر الأبيض المتوسط".
ولأجل تجنب كل العواقب الوخيمة، أشاد نور الدين عيوش للرئيس الفرنسي بالدور الذي يمكن للاتحاد الأوروبي أن يقوم به لإغلاق هذا الملف دون الإضرار بمصالح أي طرف بما في ذلك الجزائر، وجاء في الرسالة "إن اعتراف الاتحاد الأوروبي بمغربية الصحراء أمر ضروري، لنزع فتيل الصراع الذي يمكن أن تؤدي تداعياته إلى زعزعة استقرار كل من المغرب العربي والاتحاد الأوروبي.
وبعيدًا عن الإضرار بالجزائر، فإن هذا الاعتراف سيوفر فرصا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة بأسرها".
من جهة أخرى، ناشدت الجمعية صاحبة الرسالة الرئيس الفرنسي من أجل إيلاء الاهتمام بوضعية الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف في الجنوب الغربي للجزائر، وجاء فيها "بصفتنا جمعية للدفاع عن الحريات، نحن قلقون بشكل خاص بشأن مصير المغاربة الصحراويين الذين تم اقتيادهم إلى مخيمات تندوف واحتجزوا ضد إرادتهم لأكثر من أربعة عقود، دون أي احترام للقانون الدولي، ولا لحقوقهم الفردية وفي ظروف غير إنسانية".
وختم عيوش رسالته متوجها إلى الرئيس ماكرون بالقول "نعتمد على قيادتكم المعترف بها دوليا ورؤيتكم الجيوسياسية، وهي مصدر قوة لإقناع الأعضاء الآخرين في الاتحاد الأوروبي بالتأثير الكبير الذي سيحدثه الإقرار بمغربية الصحراء على السلام في المنطقة".