جواز التلقيح.. مظاهر تفاعل "متضاربة" للمواطنين في ثلاثة أيام الأولى من التطبيق بفاس

الصحراء المغربية
الإثنين 25 أكتوبر 2021 - 12:06

اختلفت طريقة تفاعل مواطنين مع وثيقة جواز التلقيح، التي أضحت سارية المفعول منذ يوم الخميس 21 أكتوبر بمدينة فاس والمناطق المجاورة.

ورصدت "الصحراء المغربية" في بعض الأماكن العمومية قبل يومين من بداية سريان جواز التلقيح، مبادرات بعض أصحاب المقاهي والمطاعم التي وضعت إشارات تفيد بضرورة التوفر على جواز التلقيح لتيسير الولوج إلى مرافقها تبعا لقرار السلطات العمومية التي أقرت فيه جواز التلقيح وألغت الرخص الاستثنائية المسلمة من طرف السلطات المحلية.

ودخل مواطنون في نقاش حاد بأبواب بعض المتاجر الكبرى التي حاولت تطبيق جواز التلقيح قبل يوم الخميس، مما شكل ردود فعل أدانت التسرع في تطبيق الإجراء الجديد قبل دخوله لحيز التنفيذ، والشيء نفسه بالنسبة لبعض المقاهي المعروفة.

ومع بداية تطبيق جواز التلقيح في اليوم الأول اختلف حجم تفاعل المواطنين مع القرار الجديد، حيث تم تسجيل احتقان كبير بمداخل المتاجر والأسواق الكبرى بين مواطنين وحراس الأمن الخاص، الذين طالبوا الزبناء بالإدلاء بجواز التقيح قبل الولوج لهذه المرافق، والشيء  ذاته بالنسبة لمجموعة من المقاهي والمطاعم، التي حاولت تطبيق قرار السلطات العمومية، كما سجل مجموعة من المواطنين رفضهم للطريقة التي يتم بها منعهم أو التصدي لهم من الولوج لعدد من الأماكن، وفي المقابل استحسن مواطنون الإجراء الجديد وقالوا إنهم أدلو بجواز التلقيح بشكل عادي قبل احتساء كأس الشاي أو القهوة.

وفرضت الفنادق المصنفة والوحدات السياحية تطبيقا صارما على زبنائها من أجل الولوج إلى مرافقها، إذ يتم منع أو توقيف أي شخص ولو كان من الزبناء لا يتوفر على جوار التلقيح، الأمر الذي سبب في إرباك عملية الولوج إلى الفنادق والاستفادة من الخدمات المقدمة.

 

محطة القطار توفر اللقاح للمسافرين غير الملقحين

وبمحطة القطار، اختلف الوضع كثيرا عن باقي المرافق الحيوية الأخرى التي يرتادها المواطنون، وذلك لما للمرفق من إقبال كبير من لدن الناس التي تحتاج يوميا للتنقل إلى أماكن مختلفة إما للعمل أو قضاء بعض الأغراض أو لزيارة الأهل والأصدقاء...

وتم بمحطة القطار نصب حواجز حديدية لتيسير تدبير المسافرين مع وضع إعلان يقول "الولوج لمحطة القطار مشروطة بتقديم جواز التلقيح"، سهر عليها السلطات المحلية وعناصر الأمن، إذ تم توقيف أي مسافر لا يتوفر على وثيقة جواز التلقيح، وألزمت السلطات العمومية المسافرين بأخذ الجرعة الأولى من اللقاح ضد كوفيد-19 بمحطة القطار التي عرفت تجهيز مركز تلقيح يمكن المسافرين غير الملقحين بالجرعة الأولى من التلقيح ثم يتم بعدها السماح لهم بالسفر إلى الوجهة التي يقصدونها.

 

جواز التلقيح يربك المتاجر والمحلات الكبرى

وبحسب شهادات مواطنين وفاعلين، أربك الإدلاء بجواز التلقيح مجموعة من المؤسسات خاصة الإدارية سواء بالنسبة للمستخدمين أو المرتفقين غير الملقحين الذين وجدوا أنفسهم في وضعية حرجة مطالبين بالتوفر على جواز التلقيح أو التوجه مباشرة لأقرب مركز تلقيح للحصول على الجرعة الأولى من اللقاح.

وقامت عدد من المقاهي والمطاعم بوضع إعلانات في واجهتها الأمامية تفيد بضرورة التوفر على جواز التلقيح قبل الولوج (حمل جواز التلقيح إجباري، المرجو من زبنائنا الكرام التوفر على جواز التلقيح، الجواز الصحي إجباري، ليكن في علم الزبناء أن الجواز الصحي أصبح إجباريا لولوج المقهى...)، فيما لم يلاحظ ذلك على المتاجر الصغيرة ومحلات القرب التي حافظت على طبيعة السير العادي لنشاطها التجاري والمهني دون مطالبة الزبناء بتقديم جواز التلقيح.

وسجل على بعض المتاجر الكبرى والمقاهي والمطاعم وضع إعلانات في واجهاتها الأمامية تدعو الزبناء إلى التوفر على جواز التلقيح، لكن عند ولوج الزبناء لهذه المرافق لا يتم مطالبتهم بجواز التلقيح، تفاديا لأي صدام أو تشنج مع المواطنين قد يؤثر على سمعة المحل خصوصا بعد حوادث اليوم الأول من تطبقي جواز التلقيح.

 

مراكز التلقيح تشتغل بالسرعة القصوى

واشتغلت مراكز التلقيح بسرعتها القصوى يوم تطبيق جواز التلقيح، إذ توافد مئات من المواطنين على هذه المراكز (قاعة 11 يناير، دار الشباب القدس، دار الشباب الزهور...) أغلبها من الفئات التي تريد الجرعة الأولى من اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد خوفا من الوقوع في إشكال الإدلاء بجواز التلقيح عند الدخول للعمل أو الولوج للمرافق العمومية والخاصة أو الدراسة أو التنقل خارج المدينة...

وعرفت مراكز التلقيح ازدحاما شديدا لمختلف الفئات العمرية المسموح لها بأخذ الجرعات من اللقاح، وصعب على مراكز التلقيح في مراحل كثيرة تنظيم الصفوف المتوافدة من المواطنين جلهم يريد الجرعة الأولى وجزء منهم يبحث عن الجرعة الثانية والجزء الآخر يبحث عن الجرعة الثالثة المعززة.

وتميز اليوم الثالث من تطبيق جواز التلقيح بمرونة في مجموعة من الأماكن العمومية التي اكتفت فقط بوضع إعلانات تذكر المواطنين بالتوفر على جواز التلقيح، في حين جددت مختلف المؤسسات دعوتها لأطرها غير الملقحة إلى الإسراع بأخذ الجرعة الأولى من اللقاح.

 

فاس: محمد الزغاري




تابعونا على فيسبوك