منتجع مولاي إبراهيم.. وجهة الباحثين عن جمال الطبيعة و"بركة" الأضرحة

الصحراء المغربية
الخميس 05 غشت 2021 - 15:51

تأخذ المسارات السياحية الدينية بعدا كبيرا بالنسبة لعدد من السياح المغاربة وأيضا الأجانب لما تكتسيه من أهمية كبرى في استحضار المناقب الحسن لعدد من الأولياء الصالحين وما قاموا به من أعمال جليلة رفعت مكانتهم داخل المجتمع المغربي وحظوا بالتقدير والاحترام.

ومن بين هذه المسارات التي تعزز المنتوج السياحي لمدينة مراكش وتعزز إشعاعها على المستوى الوطني والدولي، منطقة مولاي ابراهيم التي اتخذها هذا الولي مقرا له بين مجموعة من الجبال للتعبد والعمل الصالح ونشر وترسيخ المبادئ الدينية السمحة حتى أصبحت محجا كبيرا للموردين وللمستكشفين والباحثين عن الهدوء والسكينة وسط الطبيعة وبين الجبال الشاهقة.

وتتصدر منطقة مولاي إبراهيم السياحية باقليم الحوز، التي  تقع على بعد حوالي 60 كلم من مدينة مراكش قائمة زوار هذه المدينة، ليس فقط لموقها الجبلي المتميز، بل لتميزها بمجموعة من الخصائص التي يقدمها للزوار من أنشطة ترفيهية وسياحية وثقافية، إضافة إلى منح الزوار فرصة لاكتشاف معالم الطبيعة وخصائصها والتجول بين أحضانها إما مشيا على الأقدام أو ركوب الدراجات الهوائية أو الدراجات الثلاثية العجلات "الكواد" فضلا عن ركوب الإبل أو الجياد والقيام بجولات في المنطقة والاستمتاع بمناظرها التي قلما تجدها مجتمعة في مكان واحد.

وحرصت السلطات المحلية على تعزيز البنيات التحتية لهذه المنطقة وذلك من خلال على الخصوص توسيع المسالك المؤدية إلى الضريح وأخرى للولوج إلى مناطق صعبة للاستمتاع بانسياب المياه الباردة  للوادي الذي يشق طريقه الملتوية نحو المنحدرات في منظر خلاب ومبهر ينسى معه الزوار الحرارة المرتفعة التي تعرفها المدينة الحمراء كل سنة خلال فترة الصيف.

لن تكتمل زيارة منطقة مولاي إبراهيم من دون الركوب على ظهر الإبل، أو امتطاء صهوة حصان، إذ أصبح أهل المنطقة خصوصا الذين يتوفرون على جياد أو إبل من استثمارها في من يرغب في اخذ صور معها، أو فوق ظهورها، حيث يفضل أغلب زوار هذه المنطقة أخذ صور في هذا الوادي، خصوصا في فترة المساء، لأن ريحا لطيفة تهب من شمال الوادي، وأنت على ظهر الحصان يتهادى فوق الحصى مشكلا إيقاعا زاده خرير الماء حسنا وجمالا.

الزائر لهذا المنتجع الذي ينعت حسب العديدين بسياحة الأضرحة،  سيقف على جملة من الظواهر والطقوس الغريبة المتفشية  بالقرب من ضريح  مولاي إبراهيم، والتي تدر على ممتهنيها مداخيل مهمة  وفي مقدمتها الشعوذة،حتى أصبح ممتهنو هذه المهنة يؤكدون للزوار بأنهم قادرين على شفاء مختلف الأمراض المستعصية وحل مختلف المشاكل التي يتخبط فيه الزائر للمنطقة من خلال ترديد عبارة"غير دير النية واجلس والله تاي حيد منك العكس".

ويعرف ضريح مولاي  إبراهيم الذي يصطف بمدخله  طابورا من المتسولين يجلسون جنبا إلى جنب  في انتظار ما سيجود به  زوار الضريح الذي يتكون من بهو كبير تتوسطه نافورة للوضوء ، توافد مجموعة من الزوار خصوصا النساء والفتيات من مختلف الأعمار، يتحلقن حول الضريح للتبرك بكرامات وبركات الولي الصالح من اجل "قضاء الحاجة" وتلبية الطلبات مقابل قربان يقدم في شكل هدية للولي التي تختلف باختلاف الفوارق الطبقية حيت يكتفي الضعفاء بالضوء(قرطاس الشمع).

ولا شك أن منطقة مولاي ابراهيم تنتعش كثيرا في هذه الفترة من السنة وتعلو محيى ساكنتها الابتسامة والسرور عند استقبال وفود السياح المغاربة والأجانب  في ظل الاحترام التام  للتدابير المتخذة في إطار الحد من انتشار فيروس كورونا، آملين أن تسترجع المنطقة بهجتها وإشعاعها الثقافي والديني الذي يميزها عن المناطق الأخرى المادية لمدينة مراكش.

وتعتبر منطقة مولاي إبراهيم من الوجهات السياحية التي تستقطب السياح المغاربة والأجانب، زوار مدينة مراكش، حيث الهواء المنعش والهدوء وطيبوبة الأهل وحسن المعشر، إنها منطقة تجمع كل المتناقضات السهل والجبل والمياه الجارية والواد الذي نحت مجراه بصورة التوائية، حيث الماء يبحث عن مساره، ولا يعترف بالحدود.

وتجلب هذه المنطقة الجبلية الزائرين لما تتمتع به من خصائص طبيعية ساحرة ومميزة تخطف الأنظار وتسحر العيون والزائر لا يكل من طقسها وفضائها الطبيعي المتنوع من أشجار ونباتات وشلالات ووديان وأنهار ومنابع وعيون مائية صافية تروي عطش الروح والجسد معا.

 ومازالت منطقة مولاي ابراهيم تحتفظ بجغرافيتها الطبيعية والبشرية معا، فهي تمنح للسائح كل أسباب الراحة والطمأنينة وتجدد فيه الحيوية وتضخ فيه دماء جديدة، للعودة من جديد والاستمتاع بتلك المناظر الخلابة، كلما أتيحت الفرصة سواء في منطقة اسني المنتمية لجغرافية مولاي إبراهيم، أولماس أو سيتي فاطمة أو أغبالو التي تصنف ضمن التراب المجالي لأوريكا، أو غيرها من المناطق التي تسحر الألباب وتنعش الأجساد.

 




تابعونا على فيسبوك