سجل المعهد الوطني للجيوفيزياء خلال الشهرين الأخيرين حوالي 40 هزة أرضية يوميا في عرض البحر قبالة إقليم الدرويش، بلغت لحد الآن في أقصى درجاتها 4.5 درجة على سلم ريشتر.

وقال ناصر جبور، رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، إن الهزات المسجلة يمكن أن تتراجع إلى غاية 30 هزة أو 25 هزة يوميا، وتعاود الارتفاع إلى حدود 60 هزة في بعض الأحيان، مشيرا إلى أن المعدل المتوسط المسجل يظل محصورا في حوالي 40 هزة يوميا.
وأضاف ناصر جبور، في تصريح لـ"الصحراء المغربية"، أن هذا النشاط يعتبر نسبيا مرتفعا بالنسبة لما شاهدناه في السنوات السابقة، باعتبار أن شبكة الرصد تسجل تقريبا معدل 40 هزة أرضية بشكل يومي قوتها ما بين كأقصى حد 4.5 درجات على سلم ريشتر إلى أقل من درجة على سلم ريشتر.
وأوضح جبور أن هذه الهزات تعتبر ضعيفة بالمقارنة مع الهزات التي تعرفها باقي المناطق في العالم، مبرزا أنها جاءت متأخرة بخمس سنوات بعد الهزة الرئيسية التي سجلت بالمنطقة في 25 يناير 2016.
وذكر أن أسراب الزلالزل انطلقت بهذا الشكل في هذه المنطقة التي كنا أشرنا إلى أن فيها هدوءا غير معقول في عرض البحر، كما أنها منطقة عرفت هدوءا غير معقول بالنسبة لجوارها.
وأعلن رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء أن المعطيات الحالية بينت أن تلك المنطقة كان فيها حاجز أو واقي يمنع تسرب الزلازل إليها، مشيرا إلى أن هذا الحاجز الذي كان يحمي تلك المنطقة الموجودة في عرض البحر انكسر الآن، وتسربت إليها أسراب الزلازل بهذا الشكل، بمعدل 40 هزة يوميا.
وأكد ناصر جبور أنه لحسن أن المنطقة توجد في عرض البحر على مسافة حوالي 35 كلم، في حين أنه لو كانت في اليابسة، سيظل الناس يشعرون بها باستمرار وينشغلون بها، ويمكن أن تتسبب في نوع من القلق.
وشدد على الهزات توجد الآن في عرض البحر، وبالتالي فغالبها لا يحس بها السكان، وتلتقطها فقط أجهزة الرصد وتسجلها لأنها أجهزة حساسة.
وتوقع جبور أن يستمر هذا النشاط، لأن المنطقة معقدة جيولوجيا وتعرف صدوعا كثيرة، وحتى الخرائط الجيولوجية تظهر أن فيها صدوعا كثيرة، سواء على اليابسة أو في البحر.
وخلص إلى القول إن هذه الزلازل تضع إشارة قوية بكون أن هذه المنطقة هي الخط الفاصل أو الحدود بين الصفيحة التكتونية الإفريقية والصفيحة التكتونية الأوروأسوية في هذا الجانب الغربي من المتوسط.