فرضت حالة الطوارئ الصحية التي طبقت منذ 20 مارس الماضي، للتصدي لفيروس كوفيد-19، تكييف معظم الناس حياتهم مع الوضع الجديد، المتسم باليقظة والحذر من الإصابة بالفيروس، من خلال اتخاذ احتياطات وقائية صحية مختلفة.
هذا الوضع لم يمنع مجموعة من الشباب بمختلف مناطق تراب المملكة، من إبداع وابتكار أساليب مواطنة للتوعية أولا بخطر فيروس كورونا المستجد، وثانيا نشر الأمل في استعادة الحياة من جديد لوضعها الطبيعي، من خلال مبادرات خلاقة وهادفة تروم تحفيز الشباب على ابتكار أساليب وصيغ إبداعية للتعايش مع فيروس كوفيد-19 إلى غاية محاصرته والقضاء عليه.
ومن فاس كنموذج، خرجت مبادرات عديدة من رحم حالة الطوارئ الصحية، تبعث على الأمل في المستقبل، وتنشر الوعي بخطورة الفيروس، وتعيد رسم البسمة على شفاه الأطفال والكهول، أملا في استعادة الحياة لمجراها الطبيعي.
ودفع عشق اللون الأصفر والأسود والجنون بفريق "النمر الصفر" كما يلقبونهم شباب مدينة فاس، إلى رسم جدارية ضخمة طولها حوالي 30 مترا، بحي عين النقي، استغرقت وقتا طويلا(من نهاية شهر ماي إلى بداية شهر يونيو)، بعثت الأمل في عودة فريق المغرب الفاسي إلى طليعة الفرق الكروية المتصدرة، مع تحقيق ألقاب جديدة تحيي أمجاد الفريق الذي تأسس إبان العهد الاستعماري الفرنسي، وسنتين بعد إعلان وثيقة المطالبة بالإستقلال.
وقدمت جمعية أجيال، التي تنشط بحي عين النقبي والأحياء المجاورة بمقاطعة جنان الورد، نموذج لعدد من المبادرات الإنسانية والتطوعية منذ بداية حالة الطوارئ الصحية، سعت فيها إلى تأطير المواطنين ورفع درجة وعيتهم بضرورة البقاء في منازلهم، وتنظيم صفوف الاستفادة من الدعم المالي للأسر...
واشتغلت جمعية أجيال مع مجموعة من الشباب من حي عين النقبي، على إنجاز جداريات ورسومات مختلفة بأحيائهم في احترام تام للتدابير والإجراءات الصحية، ومن بين أهم المحطات الأساسية في هذه العملية اللوحة الفنية لفريق المغرب الفاسي التي أبدعها الفنان الشباب محمد لشهب الذي شارك في برامج ومسابقات جهوية ووطنية للرسم، كما صمم اللوحة الشباب محمد مكاوي.
واعتبرت جمعية أجيال، أن إخراج لوحة فنية عن فريق المغرب الفاسي يظهر فيها رئيس الفريق الحالي اسماعيل الجامعي وبعض اللاعبين على رأسهم هداف الفريق الإيفواري ديدجي غيزا الذي خضع مؤخرا لعملية جراحية بمدينة الدار البيضاء كللت بالنجاح، والمدرب الحالي للفريق منير الجعواني، ومؤسس الفريق ادريس بنزاكور، هو ثمرة مجهود جماعي تطوعي يقدم صورة حية لنموذج شباب يحاولون تقديم إبداعات فنية راقية بأدوات بسيطة.
وأشارت الجمعية إلى أن هذا العمل وأعمال أخرى منها تزيين بعض الأزقة والدروب الخلفية بمقاطعة جنان الورد، يؤكد الروح التطوعية للشباب الذين دفعهم حبهم لوطنهم إلى تزيين فضاءات اعتاد سكان هذه الأحياء مشاهدتها دون الاكتراث لأهميتها، غير أن تطوع أفراد الجمعية وشباب آخرين من جمعيات محلية أخرى، وبوسائل ذاتية، ألهم تجارب شبابية بالمقاطعة ومقاطعات أخرى على تزيين أحيائها وتحويلها إلى فضاءات جميلة تأسر القلب قبل العين.
فاس: محمد الزغاري