عناصرها يعاملون معاملة النجوم في الأبواب المفتوحة للأمن بطنجة

"الصحراء المغربية" تكشف عن وجه فرقة "النخبة" التي أنشئت بعد اعتداءات 16 ماي بالبيضاء

الصحراء المغربية
الجمعة 04 أكتوبر 2019 - 14:19

نسمع عنهم أكثر مما نراهم، لكن رغم ذلك نعرف عنهم ما يجعلنا نعتز بهم ونضعهم في مكانة رفيعة لما يبذلونه من غال ونفيس للحفاظ على أمن الوطن والمواطن.. وهذا يكفي. إنهم عناصر القوة الخاصة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الذين لا يمكن لظهورهم العلني إلا أن يكون حدثا. وهذا ما كان في طنجة، حيث سرق أفراد هذه الفرقة الأضواء في النسخة الثالثة للأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، بعدما أتاحت هذه المناسبة للزوار لقاءهم بشكل مباشر، وهي فرصة لم تفوت استغلالها لا "الصحراء المغربية" ولا كل من وطأت قدماه الفضاء المخصص للتظاهرة بساحة "مالاباطا" لمحاولة التعرف أكثر على هذه الوحدة التي تضطلع بـ"مهام صعبة" لتحييد خطر الإرهاب والجريمة المنظمة.

أنت تسأل.. وهم يجيبون

 

قد تكون بعض المناسبات كالفرص إن ضيعت استغلالها في وقتها لن تكون هناك فائدة من محاولة ذلك حتى وإن تكررت. والأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني إحداها. ففي هذه المناسبة تفتح الأبواب فعلا ويكون للضيف "سلطة السؤال". هي ليست مبالغة منا، بل حقيقة وقفنا عليها خلال التجول في الفضاء المخصص لاحتضان الدورة الثالثة.

فبمجرد ما تجد نفسك داخل هذا الفضاء، بعد تجاوز البوابات الأمنية وتمرير حقيبة الظهر في جهاز التفتيش، يثير انتباهك حالة الاستعداد التي كان عليها الأمنيون بمختلف رتبهم لاستقبالك وإرشادك، ما ينتظرونه منك فقط ممارسة السلطة المخولة لك في التظاهرة لطرح السؤال ليجري التفاعل معه. هذه الفرصة الاستثنائية، وكما عاينتها "الصحراء المغربية"، لم يفوتها الزوار. فما إن بدأنا جولتنا، التي انطلقت من أمام واجهة علقت عليها صور شهداء الواجب، الذين يشكل تذكرهم لحظة اعتراف وتقدير بمجهودات كل من قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن وحماية أمن وسلامة المواطنين، حتى لاحظنا كيف حول كل من حضر من فئات عمرية مختلفة الأروقة إلى خلايا نحل. سؤال من هنا وآخر من هناك، وإجابات تقدم بابتسامة عريضة يرسمها نساء ورجال الأمن على محياهم للتأكيد على أن هذه المهمة لا تضجرهم، بل ينفذونها بكل سرور، وهو ما لمسه الأطفال أكثر خلال الأنشطة الترفيهية والتوعية التي شاركوا فيها.

بتكرار هذا المشهد في مختلف الأروقة، اعتقدنا أن أكثر ما قد ننقله من مظاهر تشد الانتباه قد لا يتجاوز هذا الإطار، باستثناء إذا ما صادف موعد جولتنا تمارين محاكاة لعمليات تدخل لفرق مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، أو عروضا تشويقية لمجموعات أمنية أخرى. غير أنه كان لدينا رهان على سيادة أجواء خاصة في رواق أثث فضاء الأبواب المفتوحة للسنة الثانية على التوالي، ويتعلق الأمر برواق عناصر "القوة الخاصة"، الذين شكلت أول مشاركة لهم في دورة مراكش حدثا استثنائيا.

 

أبطال حرب الإرهاب

 

لا يمكن للعين أن تخطئهم. فإلى جانب تميزهم بلباسهم الفريد المتطور وبنيتهم الجسمانية القوية التي تظهر تمتعهم بقدرات غير عادية، يعامل أفراد "القوة الخاصة" معاملة النجوم في دورة طنجة. ففي الرواق المخصص لهم يخيل لك وكأنك تعيش أجواء المناسبات العالمية التي تعرف حضور مشاهير في مجالات مختلفة نظرا لكم الصور التذكارية التي تلتقط معهم من قبل الزوار.

فحتى رغم عدم ظهور غالبيتهم بوجه مكشوف نظرا لحساسية مهمته، إلا أن كل من يحل ضيفا عليهم إلا ويوثق هذا اللقاء المباشر مع هذه العناصر، الذين ينظر إليهم كافة المغاربة على أنهم أبطال.

وما شجعهم على ذلك أسلوب التعامل معهم الذي اتسم بالتفاعل الراقي وبرحابة صدر في التجاوب مع طلبات الزوار بمختلف فئاتهم العمرية، وأيضا لكون هذه الفرصة قد لا تتكرر إلا بعد سنة ووجب استغلالها بالحصول على ما يفوق صورة تذكارية بمحاولة إشباع فضولهم بالتعرف أكثر، وفي حدود المسموح به، على "القوة الخاصة" من خلال الاستفسار عن طبيعة عملها والمعدات والزي الخاص بها. وهي نوعية أسئلة أكد إطار في هذه الوحدة، في حديث إلى "الصحراء المغربية"، أنها طرحت عليهم بكثرة في الدورة، وزاد موضحا "قدمنا لهم في الرواق تفسيرات حول المعدات التي نتوفر عليها واستخدامات كل واحدة منها ومعلومات حول الأسلحة، وتصنيفات كل بذلة من البذل التي يرتديها عناصر الفرقة".

وعن تفاعل الزوار مع وجودهم في التظاهرة، قال "هذه السنة والحمد لله كانت مشاركة قيمة وفي المستوى وهذا بفضل حنكة العناصر التي تقوم بتقديم عروض احترافية أمام الجمهور".

 

ما تحتاج لمعرفته عن "النخبة"

 

تشتهر "القوة الخاصة"، أو كما يطلق عليهم المهتمون بالشأن الأمني "نخبة النخبة"، بأنها فرقة أمنية مدربة تدريبا عاليا على أداء مهام بالغة الخطورة. وتتكون هذه الوحدة، التي أحدثت بعد اعتداءات 16 ماي الدموية في 2003 بالدارالبيضاء، لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، حسب ما أكده الإطار في "الديستي"، لـ"الصحراء المغربية"، من 200 عنصر استفادوا من تدريب خاص على مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة. كما تتوفر على فرق متعددة الاختصاصات، بما فيها القناصة ومجموعة الاختراق والتسلق بالحبال، وتفكيك المتفجرات، وأخرى مكلفة بحماية الشخصيات، ومهمتها الأساسية هي محاربة الإرهاب وإلقاء القبض على الإرهابيين وتتبع تحركاتهم.

وذكر المتحدث نفسه أن المواصفات التي يجب أن يمتاز بها عنصر التدخل بالفرقة هي التوفر على كفاءات جسمانية عالية وشهادات رياضية عليا، أقلها الحصول على الحزام الأسود، مشيرا إلى أنه عندما يلتحق بالمجموعة يخضع لتدريب أساسي حول تقنيات التدخل والتعامل مع الأسلحة والمعدات.

وفي ما يخص الجانب اللوجيستيكي، أوضح أن القوة لديها معدات اختراق مختلفة وأسلحة متطورة جدا، وسيارات من نوع "4X4" وأخرى مصفحة مضادة للرصاص تتوفر على سلالم يفوق طولها 9 أمتار، كما أن عناصرها يتمتعون بمهارة في التحكم والتعامل مع الأسلحة.

وتتكلف هذه الوحدة بعمليات دقيقة. وفي إطار التنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني، تقدم دعما مهما للمصالح الأمنية الأخرى خلال المهمات الخاصة. كما أن حجم المهام المنوطة بها يسمح لها بالتدخل لإيقاف تجار المخدرات الأكثر خطرا، والتدخل في إطار العمليات ذات حساسية كبرى تتطلب النجاعة والسرعة.

وتشتغل القوة أيضا، بتنسيق مع الذراع القضائي للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وهو المكتب المركزي للأبحاث القضائية، غير أنها ليست تابعة له. فهي يجري الاستعانة بها من طرف "البسيج" للقيام بالعمل الميداني، كما أنها تسهر على تأمين المبنى الذي يضم المكتب المذكور.

وتبقى المسألة الملفتة في ما يخص هذه الفرقة أن العنصر النسوي حاضر فيها بشكل محتشم، وهي مسألة تعمل عليها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني التي هي حاليا بصدد تدريب مجموعة لتلتحق بالوحدة. وتتكون هذه المجموعة من عناصر متمرسة وحاصلة على درجة عالية من التكوين، إذ تستفيد من تدريبات منتظمة في الفنون القتالية والرماية.

 

تصوير: عادل غرفاوي




تابعونا على فيسبوك