لا يمكن لزوار الأبواب المفتوحة للأمن الوطني أن تكتمل زيارتهم دون الوقوف عند فضاء الأوراش التي فتحت أبوابها للإجابة عن أسئلة المواطنين، بل وفتح المجال والفرصة لأول مرة في القيام ببعض التجارب اليدوية والتطبيق الفعلي لما يقوم به رجال الشرطة بمختلف شعبهم وتخصصاتهم.
توقفت "الصحراء المغربية"، اليوم الجمعة، عند ورشة خاصة يعمل رجالها ونسائها على صون الاقتصاد والأمن الوطني من خلال المراقبة الحدودية للمسافرين وكل ما يحملونه من وثائق ومبالغ مالية، للتحقق من سلامتها القانونية.
يتقدم جلال، 21 سنة، نحو العميد الممتاز، عبد الله مفتاح، ليتعلم بعض القواعد الأساسية في التفريق بين الأوراق النقدية المزورة والأوراق النقدية السليمة، فضلا عن بعض الطرق لمعرفة سلامة بعض الوثائق الإدارية.
جلال، الذي لم يخف إعجابه بهذه العملية، قال لـ"الصحراء المغربية" إن زيارته لهذا الرواق كانت مفيدة جدا، لأنه استطاع أن يتعلم كيف يمكنه التفريق بين الوثائق العادية والمزورة من خلال البطاقة النحاسية، والتي يتغير لونها بحسب الأشعة المتمركزة عليها، مضيفا أنه قد أصبح اليوم يستطيع التفريق حتى بين الأوراق النقدية العادية والأخرى المزورة.
وبعد انتهاء الشروحات للضيوف، حل العميد الممتاز عبد الله مفتاح، ضيفا على "الصحراء المغربية" حيث أكد في تصريح خاص، أن ورشة التحقق من الوثائق من الأوراش لقيت تفاعلا كبيرا من لدن زوار المعرض في نسخته الثالثة، مبرزا أن المديرية العامة للأمن الوطني اعتمدت على نظام معلوماتي جد متطور، المعروف بـ "اي جي بي إف" والذي يمكّن موظفي شرطة الحدود أثناء مراقبة المسافرين من المراقبة الآلية لوثائق المسافرين، التي تستطيع بشكل آلي التثبت من صحة الأوراق وسلامتها، وذلك من خلال الاعتماد على منهجية وقائية ثلاثية من خلال (اللمس والنظر والإمالة).
وأوضح أن هذا النظام يمكن، أيضا، من الاعتماد على الوسائل الحديثة وتنويع زوايا النظر باستعمال الأشعة الفوق بنفسجية أو تحت الحمراء أو حتى الضوء العادي للكشف عن كل ما يطال وثائق السفر من تحريف أو تدليس أو محاولة لأي استعمال غير مشروع للوثائق، مضيفا أن هناك تقنيات أخرى تمكن الشرطي من التعرف على حامل الوثيقة من خلال ملامح الوجه.
وقال العميد الممتاز مفتاح إن المديرية العامة للأمن الوطني تواكب عملية مراقبة الوثائق سواء على مستوى مصالحها المركزية وكذا المصالح اللاممركزة من خلال تزويد مواردها البشرية بالتكوين والتكوين المستمر والاضطلاع على آخر المستجدات المرتبطة بطرق الاحتيال الجديدة أو التدريبات التي ترفع من كفاءة موظفي هذه الشعبة.