أعلن المنتج المصري تامر مرسي بدء التحضيرات لإنتاج مسلسل ديني يتناول سيرة سيف الله المسلول «خالد بن الوليد »، تمهيدا لعرضه رمضان 2020 ، إخراج رؤوف عبدالعزيز، وتأليف الكاتب الشاب إسلام حافظ، والمسلسل مأخوذ عن كتاب «عبقرية خالد »، للكاتب الكبير عباس محمود العقاد.
هذا العمل بمثابة عودة للمسلسلات الدينية في مصر، التي اختفت منذ فترة طويلة، كما يعد مغامرة جديدة للمخرج رؤوف عبدالعزيز، الذى يعمل على هذا المشروع منذ 4 سنوات، ويتمنى أن يعرض في رمضان 2020 .
وبدأت الشركة المنتجة للمسلسل خلال الأيام الماضية عقد جلسات عمل مع المخرج رؤوف عبدالعزيز، لاختيار بطل العمل بشكل نهائي. ويعد مسلسل «خالد بن الوليد » العمل الثاني، الذي يجمع إسلام حافظ بالمخرج رؤوف عبدالعزيز، بعدما حقق مسلسلهما «قمر هادي ،» الذي عرض في رمضان الماضي، وقام ببطولته
النجم هاني سلامة، نجاحا كبيرا.
يشار إلى أن الإنتاجات الدينية العربية سجلت تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة، لأسباب إنتاجية وأخرى إبداعية. ورغم الإنتاج الغزير، الذي يحتويه أرشيف السينما المصرية، فإنه لا يتضمن سوى عدد محدود من الأفلام الدينية من أهمها “ظهور الإسلام” إنتاج عام 1951 ، الذي شارك في بطولته أحمد مظهر وسعد أردش، وفيلم “فجر الإسلام” في 1971 الذي ضم نخبة من الفنانين الكبار مثل محمود مرسي وسميحة أيوب ويحيى شاهين. وفي الدراما التلفزيونية لا توجد أعمال دينية كثيرة، رغم التاريخ الطويل للتلفزيون، فلا تتعدى المسلسلات الدينية 20 عملا، وبمرور الأياموتعاقب السنوات اختفت تماما الأعمال الدينية. وفي هذا السياق يقول الفنان رشوان توفيق، الذي شارك في العديد من الأعمال الدينية “من المؤسف أن تغيب المسلسلات والأفلام الدينية، والسبب الحقيقي لهذا الأمر هو ارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم وجود المنتج المغامر الذي يتحمس لهذه النوعية من الأعمال الفنية”. ويضيف “لو تأملت الأرشيف الفني جيدا ستكتشف أن أغلب الأعمال، التي خرجت للنور كانت من إنتاج الدولة، لأن المسلسلات والأفلام الدينية تحتاج إلى ملابس معينة وديكورات ضخمة وخيول وأعداد كبيرة من الكومبارس، لذا أتمنى أن يعود قطاع الإنتاج بالتلفزيون المصري إلى مجده الغائب ويقدم أعمالا دينية وتاريخية مهمة”.
وقالت الفنانة سميرة أحمد “شاركت في بطولة فيلم “الشيماء” وجسدت دور أخت الرسول صلى الله عليه وسلم في الرضاعة، وفخورة بهذا الفيلم وأعتبره علامة بارزة ومهمة في السينما المصرية، وخضت تجربة الإنتاج الفني وأعرف جيدا أن تقديم مثل هذه الأعمال ليس سهلا، ويحتاج إلى مبالغ كبيرة لا يتحملها المنتج الفرد”.
وتابعت “تحملت مؤسسة السينما التابعة للدولة ميزانية إنتاج فيلم “الشيماء”، ولم يستطع أي منتج القيام بهذه المهمة، فإذا أردنا أن تعود الأعمال الدينية من جديد يجب أن تعود الدولة إلى الإنتاج، فكل شركات الإنتاج الموجودة على الساحة الآن تريد تقديم أعمال ذات تكلفة محدودة وجني أكبر نسبة من الأرباح”. وعلقت الفنانة نهال عنبر على غياب الأعمال الدينية بقولها “قدمت أعمالا دينية كثيرة، وكان أغلبها من إنتاج التلفزيون المصري ومنها )المرأة في الاسلام( لكن لم أجد عبر مشواري الفني شركة إنتاج خاصة تتحمس لمثل هذه الأعمال ربما بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وربما لأنها تجد صعوبة في التسويق”. وتابعت “الحل الوحيد لعودة الأعمال الدينية
هو اندماج أكثر من شركة إنتاج في كيان واحد لتقديم عمل ديني محترم ويحمل كل مواصفات
الجودة”.