حوارات مع منشدين مغاربة

العاطفي: الإنشاد الدينى يخاطب الروح قبل أي شيء

الصحراء المغربية
الخميس 07 يونيو 2018 - 12:25

أجرى الحوار: عبد الكريم ياسين

مع حلول شهر رمضان الكريم، يجدد المغاربة موعدهم مع عدد من الطقوس الروحية العريقة، ومن أبرزها أمسيات الإنشاد، والسماع الصوفي، والمديح النبوي، التي يتم إحياؤها عبر ربوع المملكة في إطار مهرجانات وحفلات خاصة.

ويتميز فن الإنشاد في المغرب بتنوع أساليبه ومواضيعه، فهناك من ينشد هذا المديح بالطريقة الشرقية، وهناك من ينشده بالطريقة المغربية الأصيلة، إما في قالب يطبعه الملحون، أو الأندلسي، أو السماع الصوفي، أو في إطار المزج بين كل هذه الفنون.

للتعريف أكثر بفن الإنشاد في بلدنا، تجري "الصحراء المغربية"، طيلة شهر رمضان، حوارات مع العديد من المنشدين المغاربة، لتسليط الضوء على مساراتهم الفنية وإبراز مشاركاتهم القيمة في المحافل والمسابقات الدولية التي تخص الإنشاد، والتي بوأت العديد منهم أعلى المراتب وأسماها.

 

ماذا يعني الإنشاد الديني لعبد الغني العاطفي؟

 

الإنشاد الدينى فن روحانى يعتمد على الحناجر البشرية، من خلال أداء صوتي يتناول موضوعات لها سمات روحانية ودينية كالعشق الإلهي، أو مدح الرسول، أو الوحدانية، ويتم معظم الأحيان في حلقات الذكر أو الحضرات، سواء كانت خاصة أو عامة، وتعد المدائح أو الأناشيد من أهم التعبيرات الوجدانية والروحانية بعد الأذان والتهاليل والتراتيل الدينية.

 

- كيف جاء اختيارك لهذا الفن الروحاني؟

 

الفضل في ذلك يعود لوالدي الذي كان يصحبني إلى ضريح الولي الصالح سيدي بلعباس، أحد رجالات مراكش السبعة، وعمري آنذاك لا يتجاوز 12 سنة، لتلاوة مجموعة من المدائح النبوية التي تصف روح الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وتعاليمه وسيرته، في الفترة المسائية قبل صلاة العشاء. مع مرور الأيام كان تأثير الإنشاد الديني فى نفسى كبيرا، وهذا شرف لى بالطبع، أنا لست جديدا علي هذا المجال، فقد نشأت في أحضانه، لأنني أنتمي لعائلة تعشق المديح والإنشاد، وقد نشأت في هذا الجو وعشقت الإنشاد الصوفي، وأنا أعتبر نفسي امتدادا لأجدادي في فن الإنشاد.

 

- هل يمكن لك الحديث عن المنشدين الذين تأثرت بهم وتعتبرهم قدوة لك؟

مولاي عبد الله الوزاني هو من رموز الإنشاد الدينى فى مراكش، فقد تشربت منه الكثير، ونهلت من علمه فى هذا المجال، لكن تأثيره فى نفسي كبير، وهذا شرف لى بالطبع، لكن الحمد لله أصبح لى مرجعياتي ولوني وطريقتى فى الإنشاد والمديح.

 

- في نظرك، ماهي السمات التى يجب توافرها فى المنشد؟

 

أن يكون موهوبا أولا وإحساسه مرهفا وان يكون حافظا لبضع الآيات والسور من القرآن الكريم، ولديه دراية بفنون الشعر والإلقاء وذا خلفية موسيقية وصاحب حضور وكاريزما.

 

- ماهي النصائح التى تود تقديمها للمنشدين الشباب؟

 

كلنا وسيلة والغاية لله ورسوله، فالمنشدون يرون أنهم غاية للاشتهار ويذهبون للحفلات من أجل الشهرة والنجومية، ولابد أن يعلموا أن غايتهم هو الله، فالحالة الروحية للمنشد هى من عند الله وهى أساس نجاحه، فالإنشاد الدينى يخاطب الروح قبل أي شيء، وهناك عوامل معنوية ستحقق لهم النجاح، وهى إصرار المنشد وعزيمته فى أنه لابد أن يثقف نفسه، وأن يكون فاهما لأصول الإنشاد ويفهم علم النغم والمقامات الموسيقية.




تابعونا على فيسبوك