المراهقة السياسية

الثلاثاء 29 مارس 2011 - 12:42

حركة 20 فبراير لم تغير في المغرب المؤسساتي شيء لأن التغيير في المغرب بدأ منذ عقد من الزمن, يمكن أن نقول أن هذه الحركية توقفت في وقت ما لأسباب ما لكن كانت هناك إرادة و كان هناك تصور.

إن ما غيرته هاته الحركة هو طريقة تعامل ا لأحزاب السياسية مع المواطن الذي أصبح سيد نفسه في التعبير عن مواقفه وبالتالي الاستغناء عن المرور عبر القنوات الحزبية التي كانت تغتال آراءه وتفكيره بل أصبح بمقدوره رفع صوته عاليا ليسمعه كل العالم حتى الأصم )عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة( و فتحت المجال أمام ما يسمى بالحزب المفتوح الذي لا يحتاج إلى ترخيص أو إذن.

بالعودة إلى خطاب 9 مارس الذي دشن المغرب من خلاله نوع جديد من الثورة ألا وهي الثورة العمودية التي باحتفاظها على الثوابت الأساسية للأمة ستغير ملامح المغرب و ستدخله في ملكية تشاركية, ملكية سيحتفظ التاريخ باستثنائيتها التي سيتغذى منها الشرق و الغرب.

لكن ما يثير الانتباه هو ارتفاع بعض الأصوات التي وجدت في هذه الحركية غطاءا لهجمات بألوان قوس قزح لا شرقية ولا غربية تغني و ترقص على نغمات أوتار غير متساوية تدفعها إلى ذلك بعض المومياءات السياسية التي لم تجد مكانها في الماضي محاولة اختراق الحاضر لكنها نست أنها أصبحت لا تفزع إلا الأطفال فلا داعي للظهور من فضلكم .

إنه من الواجب علينا أن نجعل المصلحة الوطنية فوق كل شيء لأن مصلحة الجماعة من مصلحة الفرد, أما أن نجعل من آثار الخمول الإلكتروني و المذهبي قضية وطنية فهذا جنون أو جمود. و الأهم في هذه المرحلة هو أن يخرج الفريق المكلف بصياغة الدستور مع كافة المكونات الاجتماعية بتصور في حجم التطلعات الشعبية و أن يتميز هذا المشروع بالانفرادية التي جعلت المغرب ومكوناته عبر التاريخ في التحام دائم, و أن يكون هذا المشروع تعبيرا صادقا وصورة أصلية لما نحبه و نتمناه أن يكون عليه هذا البلد الأمين.

مع أصدق الدعاء بأن يكون المولود الجديد في صحة وعافية و أن يقر عين الشعب به وأن يديم عليه نعمة الإصلاح والتطور و الرفاهية.




تابعونا على فيسبوك