القناة الثانية لعبت دور الخاطبة بين سجينين قررا الزواج

العريس يقضي عقوبة المؤبد بالقنيطرة والعروس محكومة بالإعدام ونزيلة بفاس

الجمعة 27 أبريل 2007 - 09:29

رفع السجين الحياني مبارك، نزيل السجن المركزي في القنيطرة، أخيرا طلبا إلى مديرية السجون وإعادة الإدماج، لمنحه رخصة الزواج، وضمن طلبه اسم العروس التي ينوي الزواج منها، ويتعلق الأمر بفاطمة بلفقير نزيلة سجن عين قادوس في فاس، والتي تواجه عقوبة الإعدام.

وقالا إنهما ينويان الزواج ولا مانع لهما في الإقامة في سجن واحد.

ويحكي الحياني (رقم اعتقاله 2535799،) الذي كان بدوره محكوما بالإعدام، قبل أن يستفيد أخيرا من عفو ملكي بمناسبة ازدياد صاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، ليتحول حكمه إلى المؤبد، أن خطيبته فاطمة هي من بادرت بالاتصال به، حين شاهدته في إحدى حلقات برنامج مختفون الذي تقدمه القناة الثانية دوزيم، إذ كان يبحث عن ابنته التي لم يرها منذ عدة سنوات، وقالت خطيبته فاطمة (رقم اعتقالها 5589)، المتحدرة من منطقة ميسور، إنها انتهزت فرصة وجود أحد الأشخاص أثناء فترة الزيارة، في سجن عين قادوس، وكان هذا الشخص الذي أسمته بـ »فاعل خير« يتردد على السجن المركزي في القنيطرة لزيارة أحد معارفه، فسلمته رقم هاتفها وطلبت منه تسليمه لامبارك، قصد الاتصال بها .

تواعد السجينان خلال أول مكالمة بينهما على الزواج، وظلا يتحادثان ولمدد طويلة عبر الهاتف، وأعلن مبارك الذي قضى في السجن أزيد من 16 عاما، لـ "المغربية"أنهما اتفقا على كل التفاصيل، وأن مبادرتهما إنسانية بالدرجة الأولى، ولم يغفل الحديث عن قانون السجون الذي قال عنه إنه متطور ويضمن مثل هذه الحقوق الإنسانية والطبيعية.

وقالت فاطمة لـ "المغربية" إنها تعاطفت مع مبارك، حين سمعت حكايته، وشاهدته في برنامج »مختفون«، فبذلت جهدها للحصول على فرصة للاتصال به، مشيرة إلى أن محاولاتها من أجل التوصل إليه، والحديث معه تكررت، وأضافت" تعاطفت معه لأننا نعيش الوضع نفسه" معلنة عن فرحتها لسماع استفادته من العفو الملكي الذي خفض عقوبته من الإعدام إلى المؤبد وعادت لتردد"كنترجاو الخير".

ولا يعتبر الخطيبان المسافة الفاصلة بين سجني المركزي في القنيطرة وعين قادوس في فاس، عائقا للقاءاتهما، ففاطمة تعي أن السجن المركزي لا يتوفر على جناح خاص بالنساء، ولكنها لا تعير الموضوع أهمية، فهي تقول »حين نتزوج سنفكر في الأمر« في حين يتحدث مبارك عن هذا الموضوع بكثير من التفاؤل، إذ قال إن "الحق في الخلوة الشرعية يستفيذ منه النزلاء مرة في الشهر، ما سيسهل على إدارة السجن تدبير وضعنا، حتى نتمكن من اللقاء بصفتنا زوجين"، وعاد ليوضح أن نقله إلى سجن فاس، قد يكون الحل الذي ستلجأ إليه الإدارة.

وكشف مبارك أن فكرة الزواج وهو داخل أسوار السجن، كانت تراوضه باستمرار، لكن أمله في وجود من تقبل الزواج منه وهو سجين ظل ضعيفا، إلى أن ظهرت في حياته فاطمة التي قالت بدورها إنها كانت تأمل أن يتقدم للزواج منها شخص ما، قبل أن تستدرك متألمة "من ذا الذي سيقبل بي وأنا سجينة، وكلما قفزت الفكرة إلى خيالي خاطبت نفسي قائلة، إنك يا فاطمة تحلمين بالمستحيل".

مبارك الحياني شديد القناعة بأنه سيغادر السجن قبل فاطمة، فهي قضت في السجن أقل من ستة أعوام، في حين قضى هو أزيد من 16 عاما، ولذلك قال "إني سأظل وفيا لفاطمة حتى ولو أفرج عني وظلت بعدي وراء القضبان"، وشدد الحياني على الدور الذي تلعبه الصحافة، واعتبر قناة دوزيم هي »الخاطبة«، ولها كل الفضل في الجمع بينه وبين فاطمة.




تابعونا على فيسبوك