نجوم في الواجهة

سعيد التغماوي من المحلية إلى العالمية

السبت 11 مارس 2006 - 12:30
سعيد التغماوي

قاد حملة إشهارية ضد حوادث السير بالمغرب عاد من خلالها إلى الواجهة لنسج علاقة جديدة مع جمهور بلده، أنه الممثل المغربي ذو الجنسية الفرنسية سعيد التغماوي.

كبر سعيد في فرنسا وسط عائلة كبيرة العدد تسعة إخوان وأخوات، وبالضبط في إحدى ضواحي باريس حيث تكدس العمال المهاجرين وبين حيطان غيثو من الصعب أن يمنح فرص النجاح لأبنائه المهمشين اجتماعيا وثقافيا.

لم يحقق أي نجاح يذكر في الدراسة ولكن طموحه كان كبيرا بعد أن حول قبلته الى السينما ،لعب في فيلم "الأخوة : العجلة الحمراء" للمخرج أوليفيي دهان، أما البداية الحقيقية فكانت مع المخرج الفرنسي المتمرد ماتيو كاسوفيتش في فيلم "الكراهية" سنة 1995 حيث مثل دور أحد المهاجرين من الجيل الثاني ومن خلاله قدمه المخرج إلى الجمهور العريض فكان نجاحه من نجاح الفيلم الذي عرض في مهرجان كان كمحطة مهمة لانطلاق الفنانين وقناصي الفرص من المخرجين والفنانين، وشد اليه أنظار الجمهور والنقاد بعد أن فاز الفيلم بعدة جوائز وبالتالي فتح له أبواب العمل في العديد من الأفلام الفرنسية كالسجن لألان روباك، "غرفة للكراء" لخالد الهجار، "البطلات" لجيرارد كراو سكي.

فلم تعد تقنعه المساحة التي خصصتها له السينما الفرنسية والأدوار التي تعرض عليه بالاضافة إلى شعوره بأن هناك جوا من العنصرية يكتوي به العديد من أبناء المهاجرين ممن سولت لهم أنفسهم خوض مغامرة المنافسة مع الفنانين الفرنسيين أو الأوروبيين العاملين في فرنسا حتى لو كانوا ذو امكانيات تجعل منهم أسماء لامعة.

وضع بدأ يتراجع مع مرور الزمن ومع بروز فنانين أصبحت لهم شعبية كبيرة كجمال الدبوز ، جاد المالح ورشدي زم بالأضافة إلى فنانين من الجزائر و تونس، توجه سعيد التغماوي إلى مدينة الأضواء حيث مصانع الأفلام أملا في إيجاد فرصة ينطلق من خلالها نحو سماء العالمية وهي هوليوود.

وقد كان تحديه في مستوى طموحه وأمله لأنه بالفعل صمد في وجه كل العوائق التي يمكن أن تعترض كل فنان له ملامح عربية وهوية مغاربية، فدرس اللغات الأجنبية كأول حاجز يحول دون انطلاق الفنان لتصبح تأشيرة مرور له الى المؤسسات الانتاجية الغربية.

عمل في كل من ألمانيا حيث شارك في مسلسل ذو شعبية كبيرة، إيطاليا ووصل رصيده الفني فيها إلى أكثر من عشرة أفلام طويلة من بينها شريط لأليساندرو دلاتري وسطيفانو انسيرتي، و هوليوود حيث شارك في شريط "ملوك الصحراء" للمخرج الأميركي دافيد روسل، وفيلم "رجل الريفييرا" لنيل جور دان في حين وقف أمام النجمة كيت وينسلت في فيلم "مراكش اكسبريس" للانجليزي جيل ماكينون، لتأتي محطة المغرب بعد أن صنع له مكانة في الوسط الفني العالمي فتعرف عليه الجمهور في شريط "علي زاوا" لنبيل عيوش، ولعب فيه دور أحد المهمشين الذي نصب نفسه زعيما على أطفال مشردين يستغلهم على أكثر من مستوى ولو أن مساحة الدور كانت صغيرة إلا أن الشخصية بدت كبيرة الحجم لما أضفاه عليها من قوة عبر عنها بقسمات وجهه وطريقة أدائه.

تعددت الأدوار واختلفت ولم يكن يهمه نوعية السينما التي يقدم رومانسية كانت أو بوليسية أو أي نوع من أجناس السينما ما كان يثيره ويشده هو أن يتقمص الشخصية و ينصهر فيها و لهذا اتخذ من هوليوود محطة مهمة وتجربة استفاد منها ماديا ومعنويا حتى وان كان الدور ثانويا.

انطلاقا من تجربته يبدو سعيد التغماوي أنه اختار استراتيجية فنية سطر فيها الخطوات التي ستودي به إلى ما يطمح إليه دون أن يتسرع في التسلق الهرمي والبحث عن الأدوار الأولى، يمشي خطوة خطوة ويعرف أين يضع رجليه.

لعب تحت إدارة عمالقة الإخراج العالمي ووقف بجانب نجوم عالميين كجورج كلوني، كيت وينسلت، نيك نولطي وأنجلينا جولي ووداتسين هوفمان وغيرهم، بدأ سعيد يصدر صورته إلى البلدان العربية وتوجت هذه الخطوة بفوزه بجائزة الأوسكار المصري أي الهرم الذهبي الذي سلمه إياه الفنان العالمي عمر الشريف وبالمناسبة قال له: "أنت وريثي الذي سيحمل المشعل من بعدي" وهي شهادة يعتز بها التغماوي لأنها صادرة عن فنان له قيمة ومكانة عالمية وربما يرى فيه صورته بعدما سلك الطريق نفسها التي تبناها النجم المصري في بداية مسيرته الفنية و قد سبق أن لعب سعيد بجانب عمر الشريف في شريط هيدالكو للمخرج الأميركي جو جونسطن من إنتاج شركة والت ديزني، ومن آخر أعماله فيلم الخبز الحافي للمخرج الجزائري رشيد بنحاج انتاج سنة 2004.

ومنذ سنة 2000 وعجلة سعيد تدور في الاتجاه الايجابي لتسويق صورته وهي في تصاعد مستمر فمن ملاكم الى ممثل محلى مرورا بالاقليمية ومنها إلى العالمية ليطرق باب الإشهار وها هو يستعد لتقديم و تنشيط برنامج سينمائي على شاشة كنال بلوس الفرنسية وهذا أكبر عربون للاعتراف بسعيد كأحد أبناء الجيل الثاني من المهاجرين الذي استطاع أن يحصل على شرعية الفرنسيين في هذا المجال كبقيه زملائه من أبناء بلده
2006 إذن تقدم الوجه الآخر لسعيد عبر برنامج "سينما العالم " الذي سيقدمه للجمهور مرتين في الشهر، هذا وقد فاز أخيرا بجائزة ريمي جوليين التي تمنح للممثل الموهوب الذي يقدر على تقمص كل الشخصيات في سينما المؤلف و يبدع فيها وهي جائزته الأولى عن مسيرته الفتية سبقه لهذا التتويج كل من الممثل الفرنسي فانسون بيريز و بونوا ماجيمل ثم غيوم كاني.




تابعونا على فيسبوك