الحلم بكتابة رواية ترصد في مسار المرأة المغربية

فاطمة الزهراء أزرويل : لم أطمح في حياتي إلى نيل منصب

الأحد 05 مارس 2006 - 12:06
فاطمة الزهراء ازرويل أمام جامعة جورجتاون بواشطن

عينت مؤخرا فاطمة الزهراء أزرويل عميدة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي في الجديدة، وبذلك تكون قد دخلت مسارا آخر في حياتها النضالية من أجل الثقافة بمختلف مستوياتها الاجتماعية والسياسية وغيرها من ضروب التفاعل التي مافتئت تعبر عنها وتدافع م

وأنت تتحدث إلى فاطمة تشدك قوة شخصيتها وروح المواطنة التي لا تنطق إلا دفاعا عنها ورغبة في تكريسها في المجتمع المغربي.

إن المواطنة هي أساس كل تقدم وهي الطريق نحو تحقيق العدالة والمساواة وأيضا تحقيق الغد الأفضل لكل فئات المجتمع.

حول منصبها الجديد، وما يطرحه عليها من مسؤوليات، وكذلك حول مسارها النضالي وأرائها في واقع المرأة كانت لنا هذه الوقفة مع فاطمة الزهراء ازرويل، الإنسانة والمثقفة والباحثة والنضالية.


٭ انتقال أو تحول الكاتبة المثقفة إلى التسيير الإداري، كيف عاشت فاطمة الزهراء ازرويل على مستوى حياتها ؟
ـ أ تصدقينني إذا ما قلت لك بأنني لم أطمح في حياتي إلى نيل منصب قط ؟ كنت ـ وماأزال ـ أعتبر نفسي باحثة وفخورة بكوني مغربية . سأحكي لك وللقارئات والقراء كيف حدث ذلك . ذات يوم فتحت يومية مغربية لأتصفحها، وجدت إعلانا عن فتح الترشيح لمنصب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة شعيب الدكالي في الجديدة، أغرتني الفكرة فسحبت ملف الترشيح من الجامعة المذكورة وأعددت كما هو مطلوب من كل مرشح مشروعا لتطوير الكلية المعنية.
قد تبدو المسألة في غاية البساطة، ولكن من المؤكد أن هناك عوامل متعددة حفزتني على خوض التجربة، ومن أهمها، اقتناعي المبدئي بالتغيير الذي يعرفه المغرب بقيادة جلالة محمد السادس، وبضرورة المساهمة فيه من الموقع الذي أعرفه أكثر، أي المؤسسة الجامعية.

لعل ما حفزني أيضا إدراكي بأنني راكمت قدرا من التجربة التي تخولني القيام بواجبي كمواطنة من موقع المسؤولية.
لا تنسي أنني من هذه المنطقة إذ ولدت في مدينة آزمور و بها قضيت سنواتي الأولى قبل الانتقال إلى الدار البيضاء أهو الحنين إلى الطفولة؟ لعل في الأمر شيئا من ذلك
ماذا عن الآن ؟أعيش الانتقال إلى موقع المسؤولية في المجال الذي قضيت فيه أكثر من عشرين سنة، أي الكلية، بكل الانشغالات التي يعرفها خوض تجربة التغيير والعمل على تنمية الموارد المادية والبشرية، أشتغل كثيرا ولا أكاد أتوقف، أغادر المكتب لأعود إلى البيت حاملة في الذهن كل القضايا من كل المستويات البيداغوجية والإدارية وغيرها.

فقدت الكثير من حريتي في التحرك والسفر وحضور الملتقيات والكتابة بانتظام، ولكنني أساهم من موقع آخر يجعلني أختبر في كل لحظة مبادئي، وأدرك بل أعاين صعوبة التغيير على أرض الواقع، والجهد الكبير اللازم من أجل ذلك، هو أمر قد لا ندركه في كثير من الأحيان، خصوصا حين نتحدث من موقع خارج المسؤولية.

٭ كنت دائما المناضلة والمدافعة عن المرأة بشكل عام، هل مازالت قضية المرأة تشكل صلب اهتمامك ؟
ـ أعتبر نفسي باحثة في المسألة النسائية التي ترتبط ارتباطا عضويا بالمجتمع في سائر مستوياته الثقافية والسوسيو-اقتصادية والسياسية وغيرها من هذا الموقع كتبت عن المسألة النسائية في المغرب سواء في طرحها النظري، أو من زاوية المسار الذي عرفته أوضاع النساء في المغرب مواكبة مع التحولات التي عرفها مجتمعنا.

من هنا، كان دفاعي عن حقوق النساء المغربيات حين دعت الضرورة إلى ذلك، طبعا كان كل ذلك من موقعي كباحثة ساهمت بقدر في رصد التحولات وتحليل أبعادها والمطالبة بالمساواة وبإنصاف النساء.
أعتقد أن المسألة النسائية راهنا تفترض مقاربة أخرى تفرضها التطورات التي عرفتها أوضاع النساء خلال السنوات الأخيرة.

٭ بمناسبة 8 مارس، أين هي المرأة المغربية اليوم في ظل التحولات السياسية والاجتماعية التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة، انطلاقا من المدونة وعدد من المكتسبات التي حققتها ؟
ـ صدقيني أنا فخورة بالانتماء إلى هذا البلد ونسائه تاريخ المجتمعات لا يعد بالسنين بل هو تاريخ طويل ومتشعب، وقد حققت النساء المغربيات تطورا ملموسا في فترة وجيزة لا تتعدى بضعة عقود. أنبهر حقا حين أرى المغربيات متواجدات في كل المواقع التي كانت في السابق ذكورية صرفة.

من المؤكد أن الاختيار الديمقراطي الذي سيتعزز كثيرا بعد المرحلة الانتقالية أساسي في هذا التطور الذي تشهده أوضاع النساء في المغرب.
وبكل صدق أعتبر أن جلالة محمد السادس أهدى المغربيات والمجتمع المغربي مدونة الأسرة التي ستساهم دون شك في ترسيخ دعائم المساواة، وكل من يتتبع الشأن المغربي يدرك أبعاد ذلك القرار الحاسم في التغيير. طبعا, هناك أوراش كبيرة تخوضها الدولة والمجتمع المدني وسائر الهيئات راهنا التنمية البشرية ومحاربة الفقر والأمية والتهميش وكل ذلك من شأنه أن يؤهل النساء لأنهن من الفئات الأكثر تضررا في المجتمع.
المهم . أعتقد أننا تجاوزنا الفترة المطلبية، وأن المفروض الآن هو ترسيم مكتسبات التغيير، وتأهيل المجتمع بنسائه ورجاله على شتى المستويات لكي يتقبل التغيير ويساهم فيه ويصبح معنيا به، وأعتقد أيضا أن دور النساء المغربيات سيكون حاسما بالمعنى الإيجابي في ترسيخ المكتسبات التي ناضلن من أجلها.

٭ لو طلب منك اليوم أن تكتبي عن المرأة ماذا تقولين ؟
ـ أحلم بكتابة رواية ترصد في قالب متخيل التحولات التي عرفتها أوضاع النساء، وهي تحولات عايشت الكثير منها لأنني أنتمي إلى الجيل الأول بعد الاستقلال هل سأحقق ذلك ؟ لا أدري.

*لو شئنا أن نقترب أكثر من فاطمة الزهراء ازرويل، عن ماذا سنسألها ؟
ـ عن ارتباطي بالمغرب وبالشعب المغربي الذي أشتاق إليه كلما غادرته، أحب العيش في حي شعبي وأحقق تواصلا كبيرا مع سائر الفئات.
قد تسألينني عما منحته لي الحياة ؟ أجيبك بأنها أخذت مني أشياء كثيرة، ولكنها منحتني إنسانا رائعا هو ابني "أسامة" الذي يعمل الآن صيدليا، منحتني أيضا صداقات جميلة في المغرب وعبر العالم، حيث التقيت شخصيات ما كنت أحلم بالاقتراب منها منحتني جائزة المغرب وجائزة الأطلس وحب المغاربة الذي أشعر به في كل مكان عام أرتاده.
منحتني أيضا هذا المنصب الذي سيمكنني من تحقيق مبادئي وأفكاري في الواقع الملموس، إلى جانب طاقم رائع من الأساتذة الأكفاء والإداريين أنا مؤمنة بالله كثيرا وأحمده في كل لحظة على نعمه.

٭ هل تؤمنين بالحظ ؟
ـ لا ولذلك لا تغريني قط برامج الحظ في التلفزيون أو غيره
أعرف بأنني لن أشتري قط ورقة يانصيب لأنني عملت طيلة حياتي ولم أنل شيئا بسهولة

٭فيم تقضين أوقات فراغك ؟
ـ وهل بقيت لدي أوقات فراغ ؟ كنت أقضيها سابقا في الرياضة والرسم والأشغال اليدوية التي أتقن بعضها (التريكو، الكروشيه ـ الماكراميه ـ الراندا)وقد تعلمت الكثير منها من والدتي، وكانت تريحني من المجهود الفكري.
أعود إلى استقراري في "الجديدة" شيئا فشيئا، وآمل أن تخف وتيرة العمل بعد البدايات التي تكون بالغة الصعوبة إذا شئنا التغيير وخضنا معاناته آمل أن تتاح لي الفرصة لكي أعود إلى كل ذلك.




تابعونا على فيسبوك