نفى أن يكون مصابا بمرض خبيث

الغرباوي يعد بالعودة قريبا

الأربعاء 01 مارس 2006 - 10:36

نفى الفنان أحمد الغرباوي أن يكون مصابا بمرض خبيث، وقال لـ "الصحراء المغربية، إن ما صرح به لإحدى الصحف الوطنية مؤخرا، لم يكن يقصد من ورائه أنه مصاب بالسرطان بل هو تعبير مجازي فقط، عن كون كل مرض يمكن أن يشل الانسان ويهزم قواه فهو خبيث.

وطمأن جمهوره بقرب عودته إلى الساحة الفنية من خلال عمل جديد بعنوان "مالو" من ألحانه، كلمات وأداء الفنان عبد الواحد التطواني، إلى جانب أعمال فنية أخرى في المستقبل القريب.

وقال الفنان أحمد الغرباوي، إنه سعيد بدعوة النقابة الحرة للموسيقيين، التي قررت تكريمه غدا الجمعة بالمحمدية، في إطار حفل فني سيشارك فيه مجموعة من الفنانين، أمثال محمود الادريسي، انور حكيم، حياة الادريسي، أمال عبد القادر، نزهة الشعباوي، موكدا أنه سيحضر هذا الحفل كدليل على أن حالته الصحية ليست حرجة للغاية وأضاف الغرباوي، أن مفاجأة هذا التكريم ستكون في أداء الفنان عبد الواحد التطواني لرائعة "إنها ملهمتي".

وشدد أحمد الغرباوي على أن وضعه الصحي الحالي هو تراكم طبيعي لمجموعة أحداث مختلفة تعرض لها في حياته، منذ سنة 1979، حيث كان ضحية حادثة سير، تلقى خلالها رعاية خاصة من قبل المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، وكان لهذا الحادث أثرا على حياته وصوته أيضا، ثم في سنة 1997 أصيب بشلل نصفي ومرة أخرى شمله المغفور الحسن الثاني برعاية خاصة.

وأكد الغرباوي أنه استطاع بفضل العناية الإلهية أن يتجاوز هذه المصاعب وان يتحدى ما أصابه، فقد تعرض أيضا إلى كسر على مستوى الرجل، علما بأنه يعاني من مرض السكري والروماتيزم، موضحا أن الطقس البارد ساهم بشكل كبير في جعله طريح الفراش هذه الأيام.

ان الفنان هو إنسان قبل كل شيء، يقول أحمد الغرباوي، وبالتالي فهو معرض للمرض وللمعاناة، غير أن كبرياءه يبقى دائما فوق ذلك، لاعتبارات عديدة أهمها وضعه وصورته في عيون محبيه، لذلك، يضيف، فأنا لا أنتظر اعترافا أو تكريما ماديا، بقدر ما أتطلع إلى اعتراف معنوي، وهذه مسؤولية الجهات المعنية عن الثقافة والفنون في مغربنا الحبيب، التي من واجبها دعم وتشجيع الفنان والرفع من معنوياته، والمحافظة أيضا على وضعه الاجتماعي والفني من خلال تمتيعه بحقه في بطاقة الفنان التي تميز الجيد من الزائف
.
يعترف الفنان أحمد الغرباوي أنه مدين لجمهوره بالكثير، لأنه المساند الرئيسي له في مختلف مراحل حياته الفنية، كما يدين بنجاحاته إلى زوجته التي يعتبرها المحرك الرئيسي لإبداعاته من خلال ما توفره له من ظروف ملائمة للعمل.

من جهته قال الفنان عبد الواحد التطواني أنه فوجئ بما نشر مؤخرا عن إصابة احمد الغرباوي بداء السرطان، موضحا أنه على اتصال دائم به بحكم العلاقة المتينة التي تجمع بينهما، ولم يلحظ في يوم ما أن حالة الغرباوي الصحية متدهورة إلى حد كبير.

وأضاف التطواني أن كبرياء الفنان، سيما إذا كان مثل أحمد الغرباوي، لاتسمح له بأن يجعل من وضعه الصحي وسيلة للاستجداء، علما بأن وضعه الاجتماعي على أحسن حال، وبالتالي فإن ما يحتاجه أي فنان، يحمل بين ضلوعه قلبا نابضا وكبرياء لاينتهي، هو وقفة للاعتراف بما أسداه من عطاءات فنية وما حققه في سبيل دعم الفن والأغنية بشكل خاص.

للإشارة فقد سبق للإذاعية سميرة الأشهب، ان استضافت الفنان أحمد الغرباوي في إحدى حلقات برنامجها "الأغنية المغربية أولا" انطلاقا من فكرة نفض الغبار عن أسماء من جيل المبدعين الأوائل وخلق فرصة للمصالحة مع الجيل الجديد الذي انجذب إلى موجة الاغنية الشبابية، عن طريق تقريبه من ابداعات هؤلاء الرواد.

والجميل في هذه الحلقة، هو ان الفنان أحمد الغرباوي كان متفائلا بمستقبل الأغنية المغربية، مهووس بالفن إلى حد النخاع، لم يثنه مرضه عن التحليق في سماء النشوة مرددا "الآهات" عند سماع مقاطع بعض أغانيه مثل "إنها ملهمتي" وغيرها.


فاطمة الإفريقي، هي الأخرى شدت الرحال نحو الفنان أحمد الغرباوي حيث سجلت حلقة خاصة ببرنامجها التلفزيوني مساء الفن، والتي من المنتظر أن تبث قريبا، اهتمام إذن إعلامي بهذا الفنان الذي قدم الكثير لصالح الأغنية المغربية إلى جانب رواد من جيله، وما زال لحد الآن يواصل مسيرته حيث من المنتظر ان تشهد الأيام القادمة ميلاد أعمال جديدة له.

ويمكن القول إن استحضار مثل هذه الأسماء يحيلنا بشكل تلقائي على مراحل الازدهار، حيث شكلت الأغنية المغربية في وقت معين نقطة مضيئة في مسار الفنون المغربية، وكان الإشعاع والتألق حليف كل المبادرات والانتاجات سواء على مستوى الكلمة أو اللحن أو الموسيقى، فترة ظلت راسخة وأرخت بعطاءاتها لمراحل جميلة من حياة الإبداع الغنائي المغربي الذي قاوم مختلف الضغوطات واستمر مناضلا معبرا عن إصرار مرتاديه في تحقيق الأفضل والارتقاء في ظل الحفاظ عن كل ما هو أصيل ولكن معبر عن زمانه في الوقت نفسه.

أغاني راكمت تجربة العديد من الفنانين الذين عملوا في صمت واجتهدوا في البحث عن الجديد وعن كل ما يمكن أن يدعم من قريب أو بعيد استمرار العطاء الجميل، فاستحقت أن تكون شاهدة على عصرها معبرة عن زمانها، فارضة لوجودها أيضا، سواء في الساحة الوطنية أو العربية.

أسماء كثيرة مازالت تكافح، اعتمادا على إمكانياتها الخاصة، من أجل المحافظة على الوجه المشرف للاغنية المغربية, كلمة ولحنا وأداءا أيضا، ولا أحد ينكر ان تجارب شبابية جديدة أثبتت انها قادرة على المحافطة على روح الاغنية المغربية من خلال تجارب فنية جديدة، وبالتالي إعطاء صورة واضحة على استمرارية الفن الجميل، وهذا هو المطلوب، التجديد مع المحافطة على الهوية.

ان الاعتراف بحضور هذه الأسماء وبمسيرتها الطويلة والمتجددة في خدمة الأغنية جزء من الاهتمام الذي من المفروض أن يحظى به كل مبدع، ومن الدعم الذي هو المحفز من أجل الاستمرار بغض النظر عن كون الفنان من الجيل القديم أو الجديد.




تابعونا على فيسبوك