توقعات المنظمة العالمية للصحة

وفاة 84 مليون شخص بداء السرطان ما بين 2006 و2015

الثلاثاء 28 فبراير 2006 - 10:43

أكدت المنظمة العالمية للصحة OMS أن داء السرطان أودى بحياة 7,6 مليون مصاب سنة 2005، وأنه يتوقع أن يقضي خلال العشر سنوات المقبلة على 84 مليون شخص في حال ما إذا لم تتخذ الإجراءات الناجعة لمواجهته.

واقترحت المنظمة استنادا إلى بلاغ لها، حصلت "الصحراء المغربية" على نسخة منه، تخفيض نسبة وفيات الأمراض المزمنة بـ 2 بالمائة سنويا انطلاقا من السنة الجارية إلى غاية عام 2015، وهو ما سيمكن برأي المنظمة من تفادي ما يناهز ثمانية ملايين وفاة سنويا بسبب السرطان ضمن 84 حالة وفاة يتوقع حدوثها خلال العشرية المقبلة.

وأورد البلاغ الصادر عن المنظمة في السادس من شهر فبراير الجاري، أن أكثر من 70 بالمائة من وفيات السرطان تقع بالدول الفقيرة والسائرة في طريق النمو، التي تعاني في غالبيتها من محدودية وانعدام الموارد والإمكانات المرصودة للوقاية وعلاج وتشخيص هذا المرض.

واعتبر البلاغ ذاته، أن التدخين يتسبب لوحده في وفاة ما يقارب 1,5 مليون مصاب سنويا بداء السرطان، الأمر الذي دفع بالمنظمة للتفاعل مع هذا المعطى، إذ تبنت خلال شهر ماي الماضي اعتماد توصية دعت من خلالها الدول الأعضاء بالمنظمة إلى أخذ التدابير الاستعجالية للوقاية من داء السرطان.

وأعدت المنظمة استراتيجية عالمية ضد المرض إلى جانب عزمها خلال السنة المقبلة 2007 على نشر سلسلة من ستة أجزاء لمساعدة الدول الأعضاء على التخطيط الجيد لأجل الحماية من السرطان وإيجاد السبل الكفيلة لمعالجته.

وأوضحت نائبة الرئيس المدير العام للمنظمة المكلفة بالأمراض غير المنقولة وبالصحة العقلية، الدكتورة "كاثرين لوكاليس كاموس" أنه "يتوجب علينا قبل كل شيء التركيز على تقليص الهوة القائمة بين البلدان المتقدمة والتي مازالت في طور النمو على مستوى الوقاية والعلاج من داء السرطان، في حين أن هناك حالات عدة من السرطان بالإمكان تفاديها أو علاجها إذا ما جرى التعرف عليها بسرعة وعلاجها بشكل جيد، إذ غالبا ما يجري التعرف على هذا المرض في وقت متأخر، مع عدم توفر العلاج الملائم
وعلاوة على ذلك، فان علاج الألم الناتج عن داء السرطان يمكنه أن يساعد على تحسين حياة العديد من المرضى".

وتقدر المنظمة العالمية للصحة، أن 40 بالمائة من حالات السرطان بالإمكان تفاديها، غير أن الارتفاع في العوامل المسببة لحدوث السرطان كالتدخين والسمنة ، يساهم في تنامي الإصابة بهذا الداء، خاصة بالدول ذات الدخل المحدود.

وعلى الرغم من تحرير التجارة العالمية وارتفاع نسبة التحضر، فإن المنظمة سجلت تطورا سريعا بمختلف دول المعمور أدى إلى ارتفاع استهلاك المواد الدهنية والسكرية وكذا الأملاح المعدنية والمنتجات التبغية، ومقابل ذلك لاحظت تراجعا في استهلاك الفواكه والخضر واتجاها قويا نحو التمدن مما يؤدي إلى الزيادة في نسبة الاصابة بالسرطان وباقي الأمراض المزمنة.

وتتوفرعوامل أخرى كان بالإمكان تفاديها بالقضاء على فيروس التهاب الكبد نوع ب وفيروسات أخرى في المحيط البيئي، وأوضح البلاغ ذاته، أن الاتفاقيات الإطار التي جرى تبنيها من طرف منظمة الصحة العالمية لمحاربة التدخين، تشكل في حد ذاتها خطوة أساسية للتخفيض من استهلاك المواد التبغية التي تعد السبب الرئيسي وراء الإصابة بالسرطان.

وذكر البلاغ أن الأطراف الموقعة على هذه الاتفاقية اجتمعت بجنيف مقر المنظمة ما بين السادس والسابع عشر من شهر فبراير الجاري للتخطيط من أجل الحد من ظاهرة التدخين، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاستراتيجية العالمية حول التغذية والعمل الجسدي والصحة تمنح مقاربة متعددة الاتجاهات للتخفيض من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الإصابة بداء السرطان وبالأمراض المزمنة الأخرى.

ويشير البلاغ إلى أن البرنامج الخاص بالأمن الكيميائي الذي يجري العمل به من خلال شبكة دولية عاملة تحت إمرة المنظمة، يسعى إلى التخفيض قدر الإمكان من التعرض للمواد المسببة للسرطان، ذلك أن برامج التلقيح ضد التهاب الكبد الفيروسي تدخل ضمن أولويات التلقيح العالمي للمنظمة.

وأقرت المنظمة العالمية للصحة أنها أقدمت على تنسيق الجهود مع مجموعة من الفعاليات العاملة في نفس المجال، كما هو الحال بالنسبة للوكالة الدولية للطاقة الذرية والجمعيات غير الحكومية وكما هو الشأن بالنسبة للاتحاد الأوروبي ضد السرطان ومعاهد دولية للسرطان.




تابعونا على فيسبوك