قرار أثار انتقادات الأدباء

نجيب محفوظ يشترط موافقة الأزهر لنشر

الأربعاء 18 يناير 2006 - 14:20
نجيب محفوظ

أثارت صحيفة الفجر المصرية المستقلة غضب نجيب محفوظ عندما أعادت أخيرا نشر الرواية دون الحصول على إذن صاحبها، وهو ما كانت تعتزمه أيضا "دار الهلال" المصرية شبه الحكومية التي كانت قررت طبع نسخة شعبية من الرواية لنشرها احتفالا بالذكرى الرابعة والتسعين لميلاد م


وجاء في بلاغ المحامي أن محفوظ ودار الشروق طالبا بتعويض قدره 10 ملايين جنيه تعويضا لما لحق بموكليه من أضرار مادية وأدبية طبقا لما جاء في قانون حماية الملكية الفكرية، ومعلوم ان رواية "أولاد حارتنا" مازالت محط الأنظار خصوصا وان وكالات الأنباء تناقلت أخيرا أخبارا حول وضع الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ شرطين غريبين لإعادة طبع رواية "أولاد حارتنا" في مصر بعد 47 عاما من قيام الأزهر بحظرها، وهما أن يوافق الأزهر على نشر الكتاب وأن يقوم أحد المقربين من جماعة الإخوان المسلمين بكتابة مقدمة له، وهو الأمر الذي أثار انتقادات الأدباء المصريين الذين اعتبروا أن محفوظ يقر بذلك مبدأ الرقابة على الإبداع.

ونقلت مصادر صحفية عن عدد من المثقفين المصريين رفضهم لموقف الأديب المصري الحائز على جائزة نوبل للاداب المتمثل في اشتراطه موافقة الأزهر قبل نشر روايته "أولاد حارتنا".

فقد أكد يوسف القعيد ـ أحد أبرز المقربين من الروائي المصري الحاصل على جائزة نوبل في الآداب ـ أن محفوظ وضع شرطين لنشر روايته "أولاد حارتنا" في مصر هما "أن يوافق الأزهر على نشر الرواية، وأن يكتب أحد المقربين من جماعة الإخوان المسلمين مقدمة لها" .

وأشار إلى اعتقاده بان مطالبة محفوظ بهذين الشرطين تعود إلى "محاولة تبرئة ساحته من الموقف الذي أثاره علماء الأزهر في أيلول 1959 عند البدء بنشر الرواية في صحيفة "الأهرام" على مدار ثلاثة أشهر، ومطالبتهم بوقف نشر الرواية في الصحيفة وعدم نشرها في كتاب".

واعتبر الأزهر وقتذاك أن الرواية التي نشرت في بيروت قبل أكثر من 46 عاما تتعرض للذات الإلهية وللأنبياء، وهذا ما دفع بأجهزة الأمن المصرية إلى تبني موقف معاد للرواية اتهمت فيه محفوظ بالقدح بالزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر وأعضاء قيادة مجلس الثورة، ومع ذلك استمر نشر الرواية يوميا في "الأهرام" بدعم من رئيس مجلس إدارتها آنذاك محمد حسنين هيكل بعدما رفض ادعاءات كلا الطرفين وشرح الموقف الأدبي في الرواية لعبد الناصر.

من جهته، قال الروائي محمد البساطي : "على رغم أن هذا الشأن خاص بمحفوظ، إلا انني لو كنت مكانه لما أوليت أي اهتمام لموقف الأزهر، فانا كاتب وصاحب رأي وموضوع وفكر وقضيتي أن أوصل ذلك للناس بعيدا من أي تهديدات" .

ودعا إلى "وضع حد لسلطة الأزهر وفكر الأزهر الذي أحيانا يكون متخلفا، وهذا ما يدفعني إلى عدم الموافقة على موقف محفوظ الذي ربما لديه أسبابه الخاصة وربما كعادته، لا يريد أن يغضب أحدا".

أما الروائي عزت القمحاوي فاعتبر أن "نجيب محفوظ في موقفه هذا كأنه يخون نصه، لان الكاتب عندما لا يدافع عن نص كتبه يكون حريا به الا يكتبه أصلا، لأنه في موقفه هذا يكرس سلطة غير شرعية للوصاية على الأدب خارجة عن القانون والدستور".

وأشار إلى أن موقف محفوظ هو "جزء من سياق عام لدى نجيب محفوظ يتجلى فيه احترام السلطة إلى أقصى حد أيا تكن هذه السلطة".

وأكد أن شخصية الكاتب الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1988 "لم تكن من الشخصيات صاحبة الموقف أو النشاط العام المساند لحرية الإبداع أو للحريات عموما على رغم ما تتمتع به من شهرة توجت بنوبل".

وذكر موقع "العربية نت" ان الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين كان قد زار الروائي نجيب محفوظ في عيد ميلاده الرابع والتسعين وأشاد بإنتاجه وأكد على احترام الإخوان له، إلا أنه عاد وأوضح أن الإخوان تظل لهم انتقادات على بعض ما جاء في رواية أولاد حارتنا.




تابعونا على فيسبوك