يحرضهن بالمال على الفساد

ست سنوات سجنا نافذا لمتهم بتغرير قاصرات

الأربعاء 18 يناير 2006 - 13:22

قضت الغرفة الجنحية التلبسية بمحكمة الاستئناف في أكادير بإدانة المتهم أحمد 41 سنة، وينحدر من مدينة خريبكة، بست سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها خمسون ألف درهم. كما قبلت هيئة المحكمة الدعوى المدنية شكلا ومضمونا، وقضت بتعويض مدني قدره خمسة آلاف درهم لكل

وقضت لفائدة جمعية "ماتقيش ولدي" بتعويض رمزي قدره درهم، بعد أن تابعت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية لتيزنيت في وقت سابق المتهم "أحمد" بتهمة "تحريض قاصرات يقل عمرهن عن ثماني عشرة سنة على الدعارة وتشجيعهن عليها و الإخلال العلني والهجوم على مسكن الغير".

ألقي القبض على المتهم أحمد، بعد شكايتين تقدمت بهما طفلتان قاصرتان، لم يتجاوز عمرهما 13 سنة، واحدة اسمها رحيمو والثانية شمس الضحى، بحضور والديهما، الأولى تقدمت بالشكاية في شهر فبراير الماضي، لدى رئيس الدائرة بالمنطقة الإقليمية لتيزنيت، تفيد بتعرضها للذعر وهي في طريقها إلى المنزل، من طرف شخص ذي بشرة سمراء، وبنية قوية، ويرتدي قميصا مزركشا بالأصفر والأحمر يمكن لها التعرف عليه بكل سهولة، إن شاهدته مرة أخرى، إذ ألح عليها مرافقته وهو يفتح باب سيارته من نوع "بارتنير"، مؤكدة أنه طمأنها على أنه لن يلحق بها سوءا إن رافقته، مما أثار خوفها وارتباكها منه، وانصرفت راكضة في اتجاه منزلها بحي الموظفين بالمدينة، دون أن تلتفت وراءها لشدة الهلع الذي لحقها.

أما الثانية، فاستمعت الشرطة لأقوالها، حوالي الساعة الثانية صباحا، إذ أفادت بحضور والدها ويدعى حفيظ، أنها عندما كانت متوجهة نحو مدرسة المعالي، فوجئت بسائق سيارة من نوع "ستروين بيرلانكو" تمكنت من ضبط رقم لوحة سيارته، يتحرش بها ويطلب منها محادثته ويغريها ببعض النقود، وعندما لم تعره بمعية صديقتها أي اهتمام، تصرف بسلوك وصفته بـ "المشين" اتجاههما، مما جعلهما تلوذان بالفرار، وفي المساء اليوم نفسه أخبرت والدها بالأمر.

وهو الأمر نفسه، الذي أكدته مريم صديقة شمس الضحى التي كانت برفقتها، بحضور والدتها، إذ أكدت أن المتهم عاود الكرة مرتين، حيث فوجئت به "يغريها بالصعود معه على متن سيارته مقابل بعض المال وعندما رفضت رفقة صديقتها شمس الضحى شرع في التلويح عليهما علانية بحركات لا أخلاقية.

أرشدت الضحيتان الشرطة إلى مكان الحادث، حيث ضبطه والد إحداهما وتعقبه، لكنه لاذ بالفرار إلى وجهة مجهولة، وعند وصول عناصر الشرطة إلى هناك، وجدت السيارة متوقفة، في حين لا وجود للمتهم.


وبعد تحريات دقيقة، توصلت الشرطة إلى شهود عيان، أكدوا توجه المتهم إلى سطح أحد المنازل القريبة من مكان تواجد السيارة، فانتدبت عنصرين من الشرطة لحراسة مكان السيارة، في حين توجهت باقي العناصر نحو المنزل المذكور، فطرقت بابه ففتحه صاحبه ويدعى مصطفى و سمح لها بالدخول، لتجد الظنين أحمد مختبئا في ركن مظلم من سطح المنزل، فألقي القبض عليه، وعرض على القاصرتين شمس الضحى وزميلتها مريم، فتعرفتا عليه وسيق إلى مصلحة الشرطة ووضع تحت الحراسة النظرية.

أنكر المتهم أحمد ضمن محضر الاستنطاق، استدراج المشتكيات القاصرات لممارسة البغاء، كما نفى الكشف عن عورته أمامهن، متراجعا بهذا الخصوص أمام الضابطة القضائية، مؤكدا إلقاء القبض عليه من سطح أحد المنازل التي فر إليها خوفا من قبضة الشرطة.

وأثناء الاستماع إليه تمهيديا من لدن عناصر الشرطة، أكد أنه مصاب بأمراض نفسية تتمثل في عقدة تجاه الفتيات الصغيرات، وأصبح كلما شاهد فتاة جميلة القوام ترتدي ملابس بهية يتلذذ بها ويحاول استدراجها واستمالتها بسيارته، كما يعرض عليها مرافقته مقابل مبالغ مالية، مؤكدا أنه قدم إلى مدينة تيزنيت منذ يناير الماضي، ليعاود الكرة إبان نهاية أبريل الماضي، فتبين أنه مبحوث عنه من قبل شرطة العيون من أجل إصدار شيك بدون رصيد.

وعند الاستماع إلى مالك المنزل مصطفى، الذي اختبأ به المتهم، أكد أنه كان يتواجد بمنزله وهو نائم إلى حين إشعاره بتواجد المتهم بسطح بيته ليسمح لعناصر الشرطة بولوج منزله، وأصر على متابعته أمام العدالة بالهجوم على مسكن الغير.




تابعونا على فيسبوك