ما من شك أن المضاد الحيوي، الذي بإمكانه القضاء على جميع الفيروسات الخطيرة التي أصبحت تفتك بالأرواح وتردي الأجساد والنفوس عليلة مضطربة خائفة ومتوجسة، هو عملية بسيطة وتقليد يجب اكتسابه، حتى يكون ضرورة حتمية في حياتنا، وأعني بذلك مسألة الوقاية، فالوقاية طبعا

ويمكن أن تجعلنا في منأى عن أمراض العصر المتعددة والمتزايدة والتي أبرزها السيدا والوباء الكبدي والسرطان ومنها أيضا أنفلونزا الطيور وسل البقر وغيرها من الأمراض التي تأتي نتيجة طبيعية لعدم الاحتراس والتزام قاعدة "الوقاية خير من العلاج"، باعتبار النظافة هي التي تمتعنا بالمناعة اللازمة، ضد مثل هذه السموم التي تجد مرتعا لها في الإهمال واللامبالاة الذي نتعامل به عادة مع ذواتنا.

ولاكتساب هذه المناعة والمضاد الحيوي للوقاية من مثل هذه الأمراض الفتاكة، من الضروري أن تفعل المؤسسات التعليمية أدوار التربية الصحية وجعلها ذات مفعول ومؤثر على السير العادي للتلميذ، لأن ما لا ينمو بتوازن مع نمو الوليد البشري ويعتاد ويتعود عليه، من الصعب أن نكرسه في ثقافته عندما يبلغ من العمر العشرين، ولا شك أن تجذير حضور هذا المعطى في منظومتنا التربوية من شأنه أن يستجيب بوفاء إلى الحكمة القائلة "العقل السليم في الجسم السليم".

---