تساءل مصطفى الشاذلي عن السبب، الذي جعل مسؤولي الرجاء يتخذون قرار إبعاده، وأنه لا يعلم بعد سر ذلك القرار، ولا كيف جرت الأمور، رغم أن الجمهور الأخضر، من حقه أن يعرف السر الذي جعلهم يتخلون عن حارس جرب خبرة سنين قضاها في الدفاع عن شباك النادي.
يشير في المقابل إلى أن الرجاء أخذ من الشاذلي الشيء الكثير من العطاء والانضباط والتفاني في الدفاع عن القميص، وبرهن على ذلك بتغلبه على الإصابة التي كانت تمنعه من اللعب، لكن إصراره جعله يتناول مسكنات من أجل الظفر باللقب، وإنقاذ الفريق من موسم أبيض، لكن رغم ذلك، يضيف الشاذلي، لم يقدر أحد من هؤلاء المسؤولين كل ذلك، وعومل بطريقة خالية من اللباقة والاحترام تبرهن على تنكرهم للاعب الذي سيظل خالدا في تاريخ الفريق، رغم صنيعهم.
في الحقيقة أنا سعيد جدا للثقة التي وضعها في الناخب الوطني محمد فاخر لأكون ضمن لائحة الحراس الوطنيين التي من المنتظر أن تدافع على شباك الأسود خلال نهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، التي من المقرر إجراؤها في مصر، وأظن أن محمد فاخر مدرب كبير ويعرف جيدا قيمة الحارس الشاذلي الذي قدم خلال مسيرته الكروية الشيء الكثير.
أتمنى من كل قلبي، رغم أنني لا أركز الآن إلا على تداريبي وتقديم مستوى جيد في المعسكر الإعدادي ليكون باستطاعتي أن أكون ضمن الثلاثي الذي سيسافر إلى القاهرة، لحراسة مرمى الأسود، كما أن الكلمة الأخيرة تبقى بطبيعة الحال للناخب الوطني محمد فاخر الذي يتوفر على صلاحية اختيار الجيد والأفضل لدفاع عن عرين الأسود.
أظن أن تلك الصفحة أصبحت في طي النسيان، ودخلت إلى دولاب الماضي، المدرب السابق بادو الزاكي كانت له اختياراته ونحن نحترمها، كما أن ذلك لم يزد الشاذلي إلا إصرارا، وطموحا لمواصلة عمله وتألقه، بالإضافة إلى أنني لم أعتبر قط اختيارات الزاكي تهميشا لي بقدر ما هو جزء من رؤية المدرب الذي ربما لم يكن الشاذلي ضمن مخططاته، وبدوري لم أكن إلا لأتقبل الأمر، وأحترم قرارات المدرب كلاعب محترف.
أظن أن مسألة القميص والمستشهر، أخذت أكبر من حجمها، وكانت بالأحرى أن تنسى، لأن الحارس الشاذلي لم يكن في نيته أي شيء مما دار، وكل ما في الأمر أنه كانت لدي رغبة تغيير القميص لا أقل ولا أكثر، لكن للأسف فوجئت بتطور الأمور، وأخذها مسارا وحجما أكبر من الذي تستحقه، لكن سمعة اللاعب مصطفى الشاذلي كانت الشاهد الذي أثبت براءتي، المهم أنني الآن استفدت كثيرا من هذا الدرس ومن كل ما حدث.
أعتقد أن سمعة الحارس مصطفى الشاذلي ومسيرته الموفقة، من الأمور التي جعلت الكثير من الأندية الوطنية ترغب في الاستفادة من خدماته، فبعد رحيلي عن الرجاء ظهرت عدد من الفرق دخلت على الخط ، وتنافست من أجل ضمي إلى صفوفها، مثل أندية اتحاد الزموري للخميسات وأولمبيك آسفي، واتحاد طنجة والمغرب التطواني، ونادي الوداد الرياضي، الذي ظل بعض المنخرطون بالنادي على اتصال دائم معي من أجل الانضمام للفريق الأحمر وبهذه المناسبة أشكرهم كثيرا، تمنوا كثيرا أن أنضم للوداد، إلا آن الأمور أخذت منحى آخر وحطت بي الرحال في مدينة تطوان، حيث وقعت لفريقه المغرب الرياضي، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن جمهوره ومسيريه الذين كانوا بصراحة كرماء معي ووفروا لي جميع الظروف للانضمام إلى صفوفهم.
أريد أن أجدد اعتذاري لفريق أولمبيك آسفي الذي عمل مسؤولوه بشكل جدي لأكون ضمن صفوفه، لكن للأسف لم نتوصل إلى اتفاق نظرا لأن الوقت لم يكن كاف للتفكير، وبهذه المناسبة أريد أن أؤكد للجمهور المسفيوي أنه يتوفر على فريق كبير وأن أي لاعب يتمنى اللعب في صفوفه.
في الحقيقة لم يكن للجانب المادي تأثير كبير في أمر انتقالي وتوقيعي لفريق المغرب التطواني وكل ما في الأمر أنه بعد مشاورات مع الأسرة الصغيرة التي ستضطر لمرافقتي إلى أي وجهة من وجهاتي، توصلنا إلى التوافق على اقتراح الاستقرار في تطوان، وقبلت عرض التطوانيين الذين أتمنى أن أساعد فريقهم على تحقيق نتائج جيدة في البطولة الوطنية.
بالتأكيد لا، لم أكن أتوقع ولو للحظة أن أعامل بالطريقة التي عاملوني بها، بل ظننت أن اللاعب الذي قدم لفريقه الشيء الكثير، وقضى معه سنين طوال، وضحى بالغالي والنفيس من أجله، أن يعامل بتلك الطريقة التي عامل بها الرجاء مع مصطفى الشاذلي، والتي بصراحة استغرب لها الجميع وانتقدها، لأنه كان الأحرى بالمسؤولين على الرجاء أن يقدموا للشاذلي مقابل ما قدمه للفريق وأن يوضع على الأقل في مرتبة عالية ويحظى باحترام كبير.
هنا أتساءل بدوري عن السبب، ويمكن أن تسأل أولائك الذين اتخذوا قرار إبعادي، لأنني لا أعلم بعد سر ذلك القرار، ولا كيف جرت الأمور، رغم أن الجمهور الأخضر، والذي أكن له كل الاحترام، لا زال يقدرني بدوره، لازال يتساءل عن سر إصرار المسؤولين عن إبعادي عن التركيبة البشرية للفريق، في فترة كان في أوج الحاجة إلي، لأنني وكما يعرف الجميع أملك خبرة سنين قضيتها في الدفاع عن شباك النادي، لكن أعيد الكرة لأقول إنني لحدود الساعة لا أعلم سبب قرار التخلي عن خدماتي ومن المسؤول عنه.
أعتقد أن هذا السؤال ربما الإجابة عنه لدى المسؤولين عن اتخاذ قرار إبعادي عن النادي، والذين يجب عليهم توضيح الأمور للرأي العام، لا بد أن يفسروا للجمهور المغربي عموما والرجاوي على الخصوص، السبب الحقيقي الذي دفع بهم للتخلي عن حارس في حجم الشاذلي، قضى 13سنة في حراسة مرمى النادي، وخاض معه جميع المنافسات، وجال معه جميع أنحاء العالم، وفي كل الملاعب سواء الأوروبية أو الإفريقية أو الآسيوية، حمل قميص الرجاء ودافع عنه بكل إخلاص وتفان، وأسعد الجماهير المغربية والرجاوية على الخصوص، في أكثر من مناسبة، ومهما كان حجم الخطأ الذي ارتكبه الشاذلي أعتقد أن القرار المتخذ، لم يكن لبقا ولا الطريقة المثلى لمعاقبته.