تجاوزت الجماهير المصرية الحديث عن مباراة الافتتاح التي سيخوضها منتخبها الأول الجمعة المقبل ضد ليبيا في ملعب القاهرة الدولي، وانتقلت للحديث بشدة عن المواجهة الثانية لمجموعة المدرب حسن شحاتة ضد المنتخب المغربي، الذي مازال ينظر إليه من طرف المهتمين بشؤون كرة
ويسود التخوف في أوساط المصريين من أن يتواصل إخفاق منتخبه أمام أسود الأطلس، الذين قال بشأنهم مدرب النخبة المصرية "المنتخب المغربي سيظل قوة كروية كبيرة في القارة السمراء، والحديث عن حدوث مشاكل بداخله بفعل تغيير المدربين ليس صحيحا، لأن قاعدته ظلت مستقرة، من جانبي أضع ألف اعتبار للمغرب، لكن التفكير فيه سأتركه الى ما بعد المباراة التي سنلعبها الجمعة المقبل ضد ليبيا".
ويبدو أن الإعلام المصري لم يرغب في الإكثار من الحديث عن المنتخب المغربي وإبراز نقاط قواه والتحذير من فعالية بعض لاعبيه، ولعل هذا راجع إلى الانتقادات التي قوبلت بها في المناسبات السابقة.
فبعد كل هزيمة للمصريين يرمي المسؤولون في الاتحاد المصري باللوم على وسائل الإعلام المصرية، باعتبارها سببا في إحباط اللاعبين، كما وقع في دورة بوركينافاسو الإفريقية لعام 1998 التي تلقى فيها المنتخب المصري هزيمة قاسية من هدف أسطوري لمصطفى حجي مازال عالقا في أذهان كل المصريين.
وتكرر الإخفاق نفسه للفراعنة في التصفيات القارية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان العام 2002، وكان الأسود تعادلوا بدون أهداف في القاهرة وفازوا في لقاء العودة بالرباط بهدف من توقيع مصطفى حجي.
لكن هذا لا يمنع من إثارة الصحف المصرية لبعض أخبار الأسود قبل وصولهم إلى القاهرة اليوم الأربعاء، إذ تم التطرق إلى الصورة التي ظهرت بها العناصر الوطنية في المبارتين الوديتين ضد الكونغو الديموقراطية والزيمبابوي.
وكان إجماع الصحافة المصرية على أن المنتخب الوطني استعاد قواه تحت قيادة المدرب امحمد فاخر، وسردوا بالمناسبة أهم الإنجازات التي حققها سواء مع حسنية أكادير أوالجيش الملكي مذكرين بتوفره على تجربة افريقية من خلال قيادته الفريق العسكري الى الظفر بكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
ومع اقتراب موعد افتتاح البطولة الإفريقية الخامسة والعشرين بمباراة مصر وليبيا الجمعة المقبل، بدأت ترتفع حرارة الترقب في الشارع المصري الذي يؤاخذ المدرب حسن شحاتة لضمه حسام حسن الذي دخل عتبة الأربعين.
ومن خلال الإجراءات التي اتخذت من طرف المنظمين بتنسيق مع الجهات الحكومية يتضح أن هناك رغبة جامحة لدى الجميع لضمان نجاح البطولة على المستوى الجماهيري أولا، لأنه مصدر الحماس، لكن في المقابل لا ترغب في تعطيل كل الأنشطة غير الرياضية التي يتزامن تنظيمها في مصر مع كأس الأمم الافريقية في الفترة الممتدة من 20 يناير الحالي إلى 10فبراير المقبل.
فمعرض الكتاب الذي تنظمه الهيئة العامة للكتاب التابعة لوزارة الثقافة جرى تمديد فترة تنظيمه خمسة أيام، لتعويض الأيام الثلاثة التي سيغلق فيها مبكرا عصرا لإتاحة الفرصة للجمهور لمتابعة مباريات المنتخب المصري في المجموعة الأولى، التي تضم كلا من المغرب وكوت ديفوار وليبيا، وتدور منافساتها في الملعب الدولي بالقاهرة.
وكما هو جار على المستوى الأمني، فاجتماعات المسؤولين على القطاعات التي لها ارتباط بكأس أمم افريقيا متواصلة، وفي هذا الاطار عقد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة المصري اجتماعا ترتيبيا مع المشرفين على المستشفيات في المدن الأربع التي ستحتضن المنافسات، وهي القاهرة والاسكندرية والاسماعلية وبورسعيد.
وأعلن بالمناسبة أن الرئيس حسني مبارك يتابع الخطوات العملية التي تقوم بها وزارة الصحة لضمان السلامة لكل الوفود المشاركة، ومن جانب الاحتياط تم فرض فحوصات خاصة على كل الوافدين على مصر من الدول التي تشهد انتشار أوبئة أو أمراض معينة، وتم تزويد المطارات بطائرات خاصة لنقل المصابين والذين يتطلبون تدخلا استعجاليا، هذا بالإضافة الى تجهيز ملاعب البطولة بقاعات للإسعافات الأولية تتوفر على أحدث المعدات الطبية.
وترغب مصر في أن تمزج في فترة البطولة بين الرياضة والسياحة، وفي هذا الباب جندت مختلف وكالات الأسفار العديد من مستخدميها الذين يرابضون في مطارات المدن الأربع لتقديم مختلف الخدمات السياحية على الوافدين خاصة الجماهير .
ومن خلال المعاينة الميدانية يتضح أن حجم الإقبال كبير جدا لكون كل الفنادق التي زرناها تؤكد أن لديها حجوزات من دول إفريقية، بالإضافة إلى أوروبيين وآسيويين اختاروا المجيء لمصر للغرض نفسه.
مايؤكد قوة الإقبال أيضا هو إعلان اللجنة المنظمة عن بيع نصف مليون تذكرة قبل أسبوع من انطلاق البطولة.
وبالنظر إلى شساعة العاصمة المصرية القاهرة وصعوبة التنقل بين مختلف مناطقها، فقد عمل عبد العظيم وزير محافظ القاهرة على توفير 200 سيارة نقل عام حديثة ستخصص لنقل حاملي التذاكر بالمجان من الملاعب التي ستقام فيها المباريات حيث ستنطلق من مختلف الميادين بالقاهرة في اتجاه ملعبي القاهرة الدولي والكلية الحربية.