السيدا أحد نتائج العنف ضد النساء

الأربعاء 18 يناير 2006 - 13:10

أكد بيان لمنظمة الصحة العالمية، أن العنف الممارس ضد النساء تنجم عنه تأثيرات خطيرة على صحتهن العقلية والبدنية، إذ غالبا ما تصبن بأمراض ارتفاع ضغط الدم والأمراض النفسية وأمراض سوء التغذية ومشاكل صحية عديدة.

أوضح البيان الصحفي الذي أصدرته المنظمة أخيرا، أن الأخطار الجنسية تتزايد لدى المراهقات اللائي تعرضن للعنف، بتنامي الحمل غير الشرعي وانتقال الأمراض المنقولة جنسيا في أوساطهن بما في ذلك داء"السيدا".

وأبرز البيان ذاته، أن داء فقدان المناعة المكتسبة والحمل غير المرغوب فيه، يعرضان النساء إلى الاعتداءات والإقصاء الاجتماعي بإقحامهن في دائرة من التعاملات السيئة، مضيفا أن العنف ضد النساء، يمكنه أن يتسبب لهن في حدوث عاهات مستديمة وشلل جزئي أو كلي، كما يمكن أن يقودهن إلى وضع حد لحياتهن عبر إقدامهن على الانتحار .

واعتبرت منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي الأخير حول "العنف ضد النساء"، أن هذا الأخير يحد من اليد العاملة النشيطة ويخلق مناخا من الخوف وفقدان الأمن والأمان، وأن 30٪ من النساء اللواتي جرى تعنيفهن، اضطررن للتوقف عن أعمالهن و50٪ أخذن رخصا مرضية، فيما تبين أن مداخيلهن تنخفض بنسبة 46٪ عن النساء الأخريات.

ووضع خبراء دوليون بتعاون مع منظمة الصحة العالمية استنادا إلى التقرير نفسه، تعريفا لمفهوم العنف ضد النساء جرى تحديده في أنه "يشمل كل أعمال العنف الموجهة ضد الجنس الأنثوي والمسببة أو القادرة على إحداث أضرار أو مضاعفات جسدية ونفسية وجنسية أو مجرد التهديد بممارسة هذه الأفعال أو الحجز والحرمان من الحرية، سواء تعلق الأمر بالحياة العامة أو الخاصة".

واعتبر التقرير أن الظاهرة تشمل العنف الجسدي والجنسي والنفسي الممارس داخل الأسرة أو المجتمع أو مجموعة ما، بما في ذلك اللكمات والجروح والتحرشات والاستغلال الجنسي تجاه الإناث، هذا إلى جانب العنف المتعلق بالمهور والمشاكل العائلية وعمليات الختان الممارسة ضد النساء، والعنف الممارس في مؤسسات التشغيل والمدارس والوساطة في الدعارة والدعارة بالعنف أو العنف المسموح به من طرف الحكومات.

وأوضح تقرير منظمة الصحة العالمية في هذا الصدد، أن مختلف الدراسات التي أجريت حول العنف ضد النساء بمختلف الدول الأعضاء بالمنظمة، أثبتت أن ما بين 10 إلى 50٪ من النساء المستجوبات، صرحن بأنهن سبق أن تعرضن لتعنيف جسدي من قبل أزواجهن وزملائهن في مسار حياتهن، وبينت الدراسات نفسها أنه ما بين 12 إلى 25٪ من النساء لديهن شريك حميمي سابق أو حالي، أرغمهن على القيام بممارسات جنسية.

وأشارت أبحاث المنظمة ، إلى أن ظاهرة العنف تشكل السبب العاشر للوفاة لدى النساء اللواتي تعرضن للعنف ما بين 15 و44 سنة من عمرهن.

و كشف تقرير المنظمة عن وجود ارتفاع غير عادي في الدعارة والتعنيف الجنسي والسياحة الجنسية، إذ تشير الإحصاءات إلى وجود 000 500 امرأة وطفل بالاتحاد الأوروبي يعانون من الاستغلال وسوء المعاملة.

وتبين الدراسات المنجزة من قبل المنظمة حول العنف ضد النساء، أن أغلب ممارسات العنف ضدهن من فعل ذكوري، وأن النساء والفتيات هن في غالب الأحيان ضحايا لأعمال عنف ممارسة من طرف رجال يعرفونهن، وأن الإناث هن أولى ضحايا العنف الممارس داخل الأسرة، وأن العنف الجسدي في إطار العلاقات الشخصية غالبا ما يقترن بالعنف النفسي واللفظي، وأن المؤسسات الاجتماعية المكلفة بحماية المواطنين غالبا ما تتجاهل أو تحمل المسؤولية للنساء ضحايا العنف.

وأرجع تقرير المنظمة العنف الممارس ضد النساء، إلى مجموعة من المميزات البيولوجية والنفسية للشخص المعنف وإلى عوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية.

وخلص التقرير إلى أن مناهضة العنف ضد النساء، يتطلب إنعاش المساواة بين الأجناس والتحام المكونات الأسرية والتعليم ومحو الأمية وإحداث المقاولات الصغرى وتجهيزات القرب لفائدة النساء، و تقدير الذات وجعل المرأة نتاج إمكانياتها وتأثيرها على المستوى الهيكلي والوسط المؤسساتي.




تابعونا على فيسبوك