مثقفون من غاليسيا

نسعى إلى مد جسر ثقافي مع المغرب

السبت 18 فبراير 2006 - 13:56
ألفارو كونكيرو

تعزيزا للعلاقات الثنائية بين المغرب وغاليسيا شارك وفد من المثقفين الغاليسيين في فعاليات الدورة الثانية عشرة للمعرض الدولي للكتاب الذي ينظم بالدارالبيضاء خلال الفترة الممتدة من 10 الى 19 فبراير الجاري، وذلك عن طريق إقامة ندوات وموائد مستديرة حول موضوع الأد

التقينا الوفد الغاليسي المكون من "فيرناندوبالس" كاتب وأستاذ الأدب المعاصر بجامعة "أوتونوما" ببرشلونة يدير مجلة "كيميرا" ويشارك في نشر جريدة "الايل يايس" في طبعتها الكتالانية.

"وتوتشو كالبو" كاتب ورئيس تحرير "اكسيونس إسبيثيايس دي لابوث دي غاليسيا" وكذا مدير "بيبلوس كلوب دي لكتوريس"، و "لويس غونساليس توسار" كاتب وأستاذ الأدب الغاليسي، وكان مؤسسا ورئيسا لمجلة "دورنا" التعبير الشعري الغاليسي، حاليا يترأس المركز الغاليسي للقلم الدولي، كما يعتبر عضوا بشعبة الآداب التابعة للمجلس الثقافي الغاليسي.

في مستهل اللقاء أبدى الكاتب والصحافي توتشوكالبو عدة ملاحظات فهو يعتبر ان تقديم أول رواية مترجمة عن اللغة الغاليسية إلى العربية يهدف الى خلق أول جسر للثقافة الغاليسية والثقافة المغربية والعربية بشكل عام، وان اختيار الترجمة والكاتب كونه تعامل كثيرا مع التراث الغاليسي وله إطلاع واسع على التراث العالمي والعربي، وان السندباد.

بطل الرواية كبحار يلعب الدور الرابط بين الأطلسي، واختيار هذه الرواية جيد لأن كاتبها "ألفارو كونكايرو" لعب دورا أساسيا في إحياء الثقافة الغاليسية التي كانت مضطهدة أثناء مرحلة فرانكو وهي تعد من أكبر الروايات المكتوبة بهذه اللغة.

ويضيف أنه أثناء مشاركة الوفد الغاليسي بالمعرض فوجئوا ببعض الأشياء : منها تلقي الجمهور المغربي كان إيجابيا أساسا لأن الحضور كان من شباب يتميز بحب الفضول الفكري والتفتح وحب التطلع والتعرف على ثقافات أخرى.

ويتدخل "لويس غونساليس دتوسار" مضيفا ان الثقافة والأدب الغاليسيين يعتبر من أقدم الثقافات في الأدب الأوروبي كانت بدايته مهمة وغنية بالأفكار والرؤيا والإبداع وأثرت كثيرا على ثقافة شبه الجزيرة الإيبيرية خلال القرون 12 و 13 و 14، في هذه الحقبة ما كان يكتب من شعر كان يكتب باللغة الغاليسية التي كانت تعتبر آنذاك لغة الشعر والإبداع في ذلك الزمن، هذا الشعر المكتوب بالغاليسية له جذران : تأثير من شعر البروفانسيال Langue doc، وتأثير كبير من الموشحات العربية التي تكتب وتغنى في الأندلسي، ومن القرن 14 الى 21 كان هذا الأدب حاضرا بطريقة أو بأخرى، وكان حضور الفكر والأدب العربيين في الأدب الغاليسي خاصة في النثر الغاليسي المعاصر واضحا أساسا حضور ثقافة شمال المغرب الريف.

من كل هذه التأثيرات يواصل "توسار" اخترنا رواية "عودة السندباد" لأنها إعادة قراءة غاليسية للتراث الثقافي العربي، ولكن هذه القراءة تؤكد على احترام الآخر أي الثقافة العربية، ان الثقافة واللغة الغاليسية يمكن أن تكون جسرا للثقافة المغربية في اتجاهين : اتجاه العالم الناطق بالإسبانية وكذلك العالم الناطق بالبرتغالية والدول الإفريقية الناطقة بالبرتغالي، ان الجغرافيا تساعد على هذا فإقليم غاليسيا يقع جغرافيا في منطقة غرب شمال الجزيرة الإيبيرية ويطل على المنطقة الشمالية للمغرب.

وعن دور الترجمة في مد جسور بين الثقافتين الغاليسية والمغربية يقول "فيرنادو بالس" أنه قبل الحديث عن الترجمة، يرى ان حضورهم في المغرب ـ الذي يشكل جسرا إعلاميا ـ لأول مرة يقدمون للمغرب فوجئوا باللقاء مع كتاب وشعراء وصحافيين مما يلعب دورا في مد الجسور بين الجهتين، شيء آخر ـ يضيف ـ هذه الترجمة من الغاليسية الى العربية لها توابث ديدا كتيكية تتناول التعددية الثقافية والتنوع في الثقافة الإسبانية وإطلاع القارئ المغربي على التعددية والتنوع الثقافي الاسباني وكان الاختيار جيدا لأنه تناول مسائل متعلقة بالثقافة المغربية والعربية.

وعن أسباب غياب التواصل الثقافي بين غاليسيا والمغرب يقول "توتشوكاليو" أنه يعرف عن كتالونيا أكثر مما يعرف عن الدارالبيضاء على الرغم من وجود نفس المسافة التي تفصلهما عن غاليسيا، وهناك جانب آخر يجمع المغرب وإسبانيا هو المحيط الأطلسي، وقد أتاح الانفتاح على هذا المحيط قدرة على التخيل وقدرة على السرد والحكي.

وعن علامات المد والجر بين الثقافتين الغاليسية والعربية وفيما اذا كان هذا الجفاء نتيجة قرار سياسي أم لأسباب تاريخية يجيب "لويس غونساليس توسار" أن الحروب الصليبية لعبت دورا أساسيا في قطع الصلة بين الثقافتين المغربية والإسبانية، وابتداء من القرن 20 تبدلت العلاقات شمال ـ جنوب واختارت اسبانيا أميركا.

ويلاحظ "فيرناندو باليس" ان هناك طلبا مغربيا حاليا لخلق علاقات مستمرة مبنية على العقل، يلعب فيها الاستمرار الدور الكبير، هناك مفكرون يساريون على الخصوص يطالبون بتجاوز الماضي إذ ان اليسار الاسباني كان محظوظا لانه يتفاعل مع شخصية كبيرة هي : خوان غوتيصولو الذي يلعب دورا كبيرا في النقاش الدائر داخل الأوساط الثقافية والفكرية والاسبانية وقدم صورة جيدة عن المغرب للقارئ الإسباني، لقد حاول أن يبني صورة حية عن المغرب مبينا ان الثقافة المغربية متعددة الجذور .

ويضيف "توسار" أن المغاربة الموجودين على بواخر الصيد البحري الغاليسي ووجود عائلات مغربية بإقليم غاليسيا يلعب دورا إيجابيا في تقليح الثقافات,ويعتبر "توتشوكاليو" أن هذه الزيارة للمغرب أعطتهم قناعة بأنه حتى نبني جسور التواصل لابد من ربط وتقوية العلاقات الإنسانية والتحسيس بوجود الآخر وثقافة الآخر وأعطى مثالا عن رحلات سندباد وتعلمه من أي بلد يزوره الكاتب الغاليسي المترجم تدخل في صلب الزيارة للمغرب.

إن الشعب الغاليسي يعتبر شعبا مهاجرا، ولهذه فهو يتفهم الآخر وهذا ما تجده في إحدى الروايات الغاليسية التي صدرت بعنوان : مهاجر غاليسي تحكي عن شخص مهاجر من غاليسيا إلى الأرجنتين واصفا ما لاقاه من أهوال ومصاعب السفر والاحتكاك بالاخرى ومن هنا نرى ان التاريخ يعيد نفسه .

وعن سؤال كيف تم إحياء اللغة الغاليسية وهل هي لغة أدبية يجب "توسار" انه في مجرى القرن العشرين تعرضت اللغة الغاليسية الي التجديد على مبدعين ومثقفين أمثال : "رامون أوطيلو" "إدواردو بلانكو أمور" الفاروكونكايرو" ومن الشعراء "مانويل أنطونيو" "لويس ليماتكال" "سوشو لويس ماندير فيرنيغ" "كارلوس كسا ليس".

وفي غاليسيا ينشر اليوم أكثر من 1500 عنوان جديد باللغة الغاليسية وعن المشاريع المستقبلية في تعزيز الأواصر الثقافية بين غاليسيا والمغرب هناك مشروع ترجمة "انطولوجيا الشعر العربي المعاصر" الى غاليسيا، ومشروع ترجمة أعمال مبدعين غاليسيين إلى العربية وكل هذا بدعم من معهد سيرفانتيس.

َACCR تلقي الجمهور المغربي كان إيجابيا، أساسا لأن الحضور كان من شباب يتميز بحب الفضول الفكري والتفتح وحب الإطلاع على ثقافات الآخر َACCR الأدب الغاليسي يعتبر من أقدم الثقافات في الأدب الأوروبي، بدايته كانت مهمة وغنية بالأفكار والرؤى والإبداع وأثرت كثيرا على ثقافة شبه الجزيرة الإيبيرية.





تابعونا على فيسبوك