أمر فرناندو غارندي مارلاسكا، قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية، أول أمس الأحد، بسجن سبعة إسلاميين، يشتبه في "انتمائهم إلى جماعة إرهابية واستقطاب عناصر للجهاد بالعراق.
كما أمر قاضي المحكمة الوطنية بتمتيع معتقلين آخرين، يحقق معهم بشأن التهم نفسها، بسراح مشروط مع إلزامهم بالمثول أمام أقرب هيئة قضائية لمحل إقامتهم كل 15 يوما، وبعدم مغادرة إسبانيا.
ويشتبه القضاء الإسباني في انتماء العناصر، التي حقق معها فرناندو غارندي مارلاسكا، بـ "الانتماء إلى خلية ثانية جرى اعتقالها الثلاثاء المنصرم إلى جانب خلية أولى، اعتقل أفرادها من قبل وحدات الحرس المدني ببلدات كطلانية، وأمر القاضي فرناندو أندريو، الجمعة المنصرم، بسجن سبعة منهم وتسريح واحد بشروط".
وجاء اعتقال الخليتين المذكورتين، الثلاثاء المنصرم، في إطار حصول السلطات الإيطالية على عينات من الحمض النووي للشخص الذي نفذ عملية انتحارية بقاعدة إيطالية بالناصرية جنوب العراق، في نونبر 2003، وأدت إلى مقتل 28 شخصا بينهم 19 جنديا إيطاليا.
وبعد تنسيق بين السلطات الإيطالية والإسبانية جرى التوصل إلى أن منفذ عملية الناصرية ضد الجنود الإيطاليين، هو جزائري يقيم بإسبانيا ويدعى بليل بن غاسم، وبناء على بياناته الخاصة المتوفرة لدى السلطات الإسبانية، جرى رصد الخلية التي اعتقل عناصرها ببلدات كطلانية، وتتكون أغلبها من مغاربة.
أما العناصر الثلاثة الأخرى، التي اعتقلت الثلاثاء المنصرم، فبدأ التحقيق معهم أمس الإثنين، وينتظر أن يحدد مصيرهم اليوم الثلاثاء.
ويوجد ضمن العناصر المذكورة عمر النقشة، المشتبه بتزعمه الخليتين الإرهابيتين، والمتهم أيضا بالإشراف، من بلجيكا، على تسهيل عملية فرار ثلاثة عناصر متورطة في اعتداءات الحادي عشر من مارس بمدريد، إلى سوريا ومن ثم إلى العراق.
يشار إلى أن السلطات الإسبانية حصلت على هذه المعلومات المتعلقة بأنشطة النقشة، المزداد بمدينة القصر الكبير، بعد التحقيق مع مشتبه فيه مغربي يدعى محمد العربي بن سلام الذي اعتقل ضمن عملية "تكريت" التي نفذتها وحدات من الجهاز الأمني ضد مشتبه بهم إسلاميون بعدد من المواقع داخل إسبانيا.
وكانت وزارة الداخلية الإسبانية أعلنت في بيان لها أن "النقشة، الذي يشتبه في مساعدته الجماعة على تنظيم سفر المقاتلين المتطوعين بين العراق وأوروبا، زود الإرهابيين بوثائق مزورة، وكذلك الذين عادوا إلى أوروبا للانخراط في خلايا إسلامية بعدما قضوا بعض الوقت في العراق".
ويبدو أن داود وهنان، الذي يشتبه في أنه حصل على مساعدة من النقشة، هو الرجل ذاته الذي تعرفت عليه الشرطة في ماي 2004 باسم وهنان داود كمشتبه به في تفجيرات مدريد بعد اكتشاف أن بصمات أصابعه تطابق بصمات عثر عليها على حقيبة بلاستيكية تحوي سبعة أجهزة تفجير.
لكن متحدثا باسم وزارة الداخلية لم يستطع تأكيد إن كان هو الرجل ذاته
وكان خوسي أنطونيو ألونسو، وزير الداخلية، أكد، الأسبوع المنصرم، أن السلطات تمكنت يوم الثلاثاء من اعتقال 20 عضوا مشتبها بانتمائهم إلى الخليتين المذكورتين بالعديد من المدن الإسبانية.
وأكد المسؤول الحكومي أن الشرطة قامت بتفتيش منزلين بسانتا كولوما دو غرامانيت واحتجزت العديد من الوثائق وكانت السلطات الإسبانية قامت، في 19 دجنبر الماضي، بعملية مشابهة أسفرت عن اعتقال 15 شخصا من مختلف الجنسيات، أعضاء بخلية لاستقطاب "المجاهدين" لإرسالهم إلى العراق التي يرأسها مواطن عراقي( 25 سنة) والذي له اتصال مباشر بزعيم شبكة "القاعدة" بالعراق الأردني أبو مصعب الزرقاوي
وأفادت الأرقام التي قدمتها وزارة الداخلية أن السلطات الأمنية بمدريد تمكنت خلال السنة المنصرمة من اعتقال 90 شخصا مشتبها بتورطهم في القيام بأعمال إرهابية