الطيب صالح

لسنا مطالبين بإقناع الغرب بما نكتب

الخميس 16 فبراير 2006 - 12:15

عزا باحثون ومترجمون يشاركون في الملتقى الثالث للترجمة الذي أنهي أعماله مؤخرا في القاهرة مشاكل نشر وتوزيع الأدب العربي في الغرب إلى عدم إقبال القارىء الأوروبي عليه.

وفي طاولة مستديرة، اعتبر الباحث والمترجم ماهر شفيق أن عدم الإقبال الأوروبي والغربي بصورة عامة على المؤلفات العربية المترجمة إلى اللغات الأجنبية رغم الجهود المبذولة سببه "اكتفاء الغرب بالنتاج الأدبي الذي يملكه منذ فترة طويلة"
وأضاف "الأدباء العرب يميلون إلى لغة تعتمد الصيغة البلاغية بعيدا عن لغة الحياة التي أصبحت تميز الأدب الغربي ولو استخدم العرب لغة الحياة لتحسن توزيع الكتاب العربي بشكل كبير".

لكن الأديب السوداني الطيب صالح صاحب رواية "موسم الهجرة إلى الشمال"، التي اعتبرت من أشهر الروايات العربية وترجمت الى عدة لغات أوروبية أوضح ان عدم انتشار الرواية العربية في الغرب يعود إلى "غياب حب الاطلاع لدى شرائح واسعة من الشعوب الأوروبية".

وقال صالح "نحن لسنا مطالبين بإقناع الأوروبيين والأميركيين بما نكتب، إن موقفهم من الرواية العربية يعكس ابتعادهم عن التفاعل مع الناتج الإنساني في مختلف فروع الأدب والمعرفة وهي معضلة تواجه الثقافة الأوروبية ويقع على عاتقهم معالجتها" من ناحيته، قال أستاذ الأدب العربي الباحث والمترجم الألماني هارتموث فاندريش ان حكايات "ألف ليلة وليلة"، التي حققت انتشارا واسعا في العالم الغربي وخصوصا في المانيا قد تكون إحدى العوائق التي أثرت على عدم إقبال القارىء الغربي على الأدب العربي الحديث.

وقال فاندريش إن حكايات "ألف ليلة وليلة" "لاقت صدى كبيرا في السوق الألمانية والأوروبية والأميركية بشكل عام وهذا الصدى ساهم في انتشارها الواسع وسمح بتعرف عدد كبير من الغربيين على أحد إبداعات العالم العربي والإسلامي الأدبية"
وأضاف "ان الانتشار الذي شهدته هذه الحكايات أوجد حاجزا بين القارىء الأوروبي والأدب العربي الحديث لأن توقعات القارىء الأوروبي والغربي بالنسبة للأدب العربي ما تزال تقليدية إذ يتطلع الى ان تكون كل الكتب التي تترجم الى لغته مماثلة لحكايات ألف ليلة وليلة"، لكن غالبية المتحدثين أشاروا الى أن ترجمة الأدب العربي ضرورية للغات الأخرى خصوصا ان الاهتمام بها بدأ متأخرا نسبيا لأسباب عدة أهمها حداثة تاريخ الرواية العربية الذي يعيد البعض ميلاده الى مطلع القرن الماضي مع رواية "زينب".

وأضافوا ان الاهتمام العالمي بالرواية العربية جاء بعد فوز الروائي المصري نجيب محفوظ بجائزة نوبل للأداب عام 1988، حين سجل ارتفاع ملحوظ لعدد الروايات والكتب الأدبية المترجمة الى مختلف اللغات الأوروبية، وحينها بدأ الجمهور الأوروبي يطلع على بعض الكتاب العرب إلى جانب محفوظ مثل جمال الغيطاني ومحمد البساطي وصنع الله إبراهيم ومن الشباب هدى بركات وميرال الطحاوي وغيرهم.

يضاف الى هؤلاء الكتاب العرب الذين يكتبون باللغات الأوروبية مثل أمين معلوف وطاهر بن جلون ورشيد بو جدرة الذين عسكوا الواقع الاجتماعي الذي انطلقوا منه وقدموا رؤيتهم الابداعية من خلال لغة اخرى.

ونظم المؤتمر الذي بدأ اعماله السبت الماضي من قبل المجلس الأعلى للثقافة المصري لمناسبة صدور الكتاب الألف في إطار المشروع القومي للترجمة إلى اللغة العربية
وتم في المناسبة تكريم عشرة مترجمين اجانب وعرب نقلوا مؤلفات عربية إلى لغات أجنبية من بينهم الفلسطينية سلمى خضراء الجيوسي والإيطالية ايزابيلا كاميرا دي فيلتو والاميركي روجر الن وفاليريا كيريتشينكو.

وشارك في الملتقى الثالث للترجمة أكثر من مائتي باحث ومترجم عربي وأجنبي للبحث في محاور عدة متعلقة بالترجمة وهي "المشروع القومي والترجمة" "الشعر والترجمة" "اللغة العربية والترجمة" "مشكلات الترجمة" "العلاقات الثقافية والترجمة" "الملكية الفكرية والترجمة"و "الترجمة الآلية".




تابعونا على فيسبوك