التنافس بين الكتب الورقية والكتب المدمجة على الأقراص الممغنطة

الإثنين 16 يناير 2006 - 14:46
أصبح الإقبال كبيرا من طرف الشباب على الكتب المدمجة

تحت عنوان القرن الحادي والعشرين نشرت مجلة "النيوزويك" في أول اعداد الألفية الثالثة ملفا رسمت فيه صورة الحياة في القرن الجديد، عندما رصدت المجلة الجديد والمنتظر في الثقافة اشارت الى التنافس بين الكتب الورقية والكتب المدمجة علي الأقراص الممغنطة.

وفي حمى الاحتفالات بالألفية الجديدة والإحساس ان العالم كله يبدأ قرنا لابد أن يكون مختلفا أكد المحرر ان العالم يوشك أن يقلب الصفحة الاخيرة في حكاية الكتاب الورقي حيث ان التحول من الطباعة على الورق للنشرالرقمي على أقراص الـ cd بات أمرا محسوما .

مع ذلك فمنذ تداول تلك النبوءة شهد العالم عدة احداث تناقضت دلالاتها لتصبح نبوءة النيوزويك ليس فقط محل شك ولكن لتفتح أمام العالم احتمالات اكثر تنوعا، ففي الوقت نفسه الذي بدأت فيه دور النشر في تقديم أقراص ممغنطة لكلاسيكيات التراث الإنساني مثل مسرحيات شكسبير والانسيكولوبديا برتيانيكا وبدأت العديد من المكتبات في تخصيص أماكن للكتاب الالكتروني بل والتخلص من كميات من الكتب الورقية لتخصيص مساحات أوسع للكومبيوتر وأقراصه.

جاء نجاح سلسلة هاري بوتر وتحقيقها لمبيعات غير متوقعة ليقلب كل الموازين حيث منح إقبال الكبار والصغار على إقتناء نسخ الكتاب المطبوعة بالطريقة التقليدية الكتاب الورقي عمرا جديدا، لتعود كفتا الميزان للوضع الطبيعي وليظهر تيار ثالث لا يلغي اسلوب نشر لصالح الآخر، ويؤكد ان كلا من الكتاب الورقي والالكتروني سيظل له مكانه وقيمته في تاريخ الإنسانية .

من جانب آخر شهدت الأعوام الاخيرة مع التطور التكنولوجي ظاهرة النشر الفردي على شبكة الانترنت سواء من خلال المواقع المحددة لذلك أوانشاء المواقع الخاصة اوحلقات النقاش والحوار المتاحة علي الشبكة العالمية، واذا كانت لا توجد لدينا في عالمنا العربي احصائيات دقيقة تحدد لنا عدد هذه المواقع العربية أو نسبة المشاركة فيها أوحتى نوعية الحوارات والافكار واللغة المطروحة من خلالها فإن آراء بعض النقاد والمهتمين بالشأن الثقافي في الغرب ممن رصدوا الظاهرة يمكن أن توضح لنا بعضا من ملامحها ومدى أهمية ان نبذل بعض الجهد لدراستها ولدراسة طبيعة وآثار المنتج الثقافي المتداول فيها
فقد تراوحت آراء النقاد في أسلوب النشر علي الانترنت ما بين مؤيد مثل الروائي.

ستيفان كونر الذي رأي فيه تعبيرا عن الثقافة التحتية المجسدة لتجربة جماعات صغيرة أواشخاص وأكد انها ستكون المجال المختار لمعظم الناس بل والاختيار الوحيد للادب ان اراد ان يعيش ويصبح قوة مؤثرة في حياة البشر، وبين متخوف يري في الاسلوب الجديد اداة لهدم اللغة والانحدار بمستوي الادب والأفكار خاصة في ظل اختيار الفرد لمواقع معينة تروج لاساليب وأفكار بعينها مع المواقع الاخري التي تبث افكاراأاو آراء لاترضيه او تستخدم لغة لا يألفها، كذلك فقد اوضح البعض ان النشر على الانترنت يساعد على طرح موضوعات تتجاهلها اجهزة الاعلام الرسمية ويقدم للقارىء مادة تتميز بالجرأة والاختلاف والرؤى الجديدة حيث أكد المؤرخ الادبي توم تريسكي ان اساليب النشر غير الرسمية مثل الماستر والانترنت تعلي من قيمة الاختلاف وقوة الفرد وحرية التعبير .

ومع استمرار الحوار والجدل حول سلبيات وايجابيات النشر على الانترنت ظهر مفهوم الادب البديل او بمعني اصح الثقافة البديلة، ادب وثقافة يمكننا بالعين المجردة استجلاء ملامحهما سواء من حيث اللغة او المذاق أو المضمون الذي يقدم بدائل للحكمة التقليدية ووجهات نظر واساليب بديلة سواء من حيث التناول او الحبكة او الوصف او بناء العمل الادبي او حتي المقال لنواجهه بالرواية اللارواية والواقع المرئي وغير المرئي والشعر المنثور والنثر الشعري والتنوع اللغوي واللفظي مجتمعة في إطار واحد .

هذه هي الصورة التي لا يزال الباحثون في الغرب يدرسون ابعادها والتي لابد أن نحاول ان نبدأ في دراستها الآن بصورة جديدة خاصة انتشارالمواقع العربية التي لانعرف عددها حتي الآن والتي يمكن من متابعة بعضها اكتشاف مدي تباينها سواء من حيث مستوى اللغة أوالقضايا التي تتناولها او ترويجها للخرافات والخزعبلات، على الاقل لنستكشف صورة الثقافة البديلة التي سنعيش في ظلها خلال الأعوام المقبلة.




تابعونا على فيسبوك