كطلانيا تقبل بالهجرة في حدود معقولة

الإثنين 16 يناير 2006 - 14:31
جوزيب هوغي

أفاد جزيب هوغي، الوزير الكطلاني المكلف بالتجارة والسياحة والاستهلاك، أن المغرب وكطلانيا تجمعهما أذواق متشابهة، تقربهما أكثر على المستوى التجاري.

وأشار إلى أن كطلانيا استفادت من الشروط التنافسية التي يقدمها المغرب، خصوصا بفضل تكلفة الإنتاج، وهو الأمر الذي أهلها لاختراق سوقين كبيرين هما السوق الإفريقية وسوق أميركا الشمالية.

وأعلن هوغي، في حوار مع جريدة "لومتان"، أن كطالانيا بإمكانها أن تقبل بالهجرة المقننة، مشددا على ضرورة مراقبة مسلسل الهجرة والحيلولة دون حصولها بشكل فوضوي.
واستسرل موضحا "علينا أن نساعد دول المصدر على التطور، وذلك يمر خصوصا عبر تواجد الشركات الصغرى والمتوسطة في شمال إفريقيا، وخلق مقاولات صغرى ومتوسطة مغربية".

من جهة أخرى، اعتبر جوزيب هوغي، أن حزبه "اليسار الكطلاني الجمهوري"، حزب سوسيو ديموقراطي قريب من القطاعات الشعبية في البلاد، مبرزا أنه لعب دورا حاسما في تنصيب حكومة ذات ميول "وسط يسار"في كطالونيا، ودورا محوريا في تعيين الرئيس خوسي لويس ثاباثيرو .

٭ ما هو الدور الذي من الممكن أن تلعبه كطالونيا في تطوير التجارة بين المغرب والاتحاد الأوروبي؟
ـ نحن بمثابة جسر صغير، وسواء عبر الطريق أو عبر الباخرة فكطالونيا ليست بعيدة عن المغرب، بل إنها قريبة منه كثيرا.
ولدينا تقارب كبير خصوصا في المجال الغذائي، كطالونيا هي مكان عبور، لدينا أذواق متشابهة وهذا يقربنا على المستوى التجاري.

٭ ما هي نوعية الشراكة التي من الممكن خلقها بين كطالونيا والمغرب وبالتحديد مع أي من المناطق يمكن بلورتها؟
ـ من الناحية الاقتصادية، يمكنني ذكر استثمارات الشركات الكطالانية في المغرب وأيضا الشراكات التي تربطنا بالمقاولات المغربية التي لدينا مصالح مشتركة معها .

وعلينا البحث عن أسس للتعاضد، وقد استفدنا من الشروط التنافسية التي يقدمها المغرب، خصوصا بفضل تكلفة الإنتاج، واغتنمنا بالتالي الفرصة لاختراق سوقين كبيرين هما السوق الإفريقية وسوق أميركا الشمالية .
ليس لدينا تفضيل لمنطقة على أخرى في المغرب، إلا أن شمال المملكة يتوفر على موانئ أكثر وهو أيضا أقرب إلينا جغارفيا.

أما بالنسبة للسياحة، فهي سوق تنمو بسرعة والشركات الكطلانية بدأت تستثمر في هذا القطاع، لكن ليس بالشكل الكافي من وجهة نظري.
ولا يجب أن ننسى أن كطالانيا هي أول منطقة سياحية في أوروبا ، من ناحية أخرى، نحن نتمنى أن تقوم الشركات المغربية بدورها بالاستثمار في كطالونيا.

٭ يمنح شمال المغرب، بفضل البنى التحتية التي هي في طور الإنشاء فرصا جديدة، هل تنوون حث الشركات الإسبانية على الاستثمار هنالك وكيف ؟
ـ يمثل المغرب لنا أولوية في هذا المجال، ومخططنا منح الاقتصاد الكطلاني إشعاعا دوليا شاهد على ذلك
وهو مخطط مفيد بالنسبة للجانبين، والدفعة التي أعطيناها بتعاون مع غرفة التجارة في برشلونة للسلطات المغربية قصد خلق قطب صناعي لفائدة الشركات المغربية ـ الكطلانية بالقرب من طنجة، مثال جيد في هذا الاتجاه.

ولا يجب أن ننسى أن 33٪ من الشركات الإسبانية التي تنشط في المغرب كطلانية، في حين أن كطالونيا لا تمثل سوى 19٪ من الاقتصاد الإسباني.
بالإضافة إلى ذلك، فالتظاهرات الاقتصادية الأورو متوسطية المنظمة بمبادرة من كطلونيا مؤشر آخر على مراهنتنا على المغرب.

٭ على المستوى السياسي، وتحديدا في الجانب المتعلق بالهجرة السرية، هل تنوون الانخراط في حل المشكلة وبأي طريقة؟
ـ الهجرة تكون إيجابية إذا ضمنا التحكم في تدفقات المهاجرين، أي أن تكون هذه الهجرة شرعية
وكطالانيا بإمكانها أن تقبل بالهجرة المقننة، وعكس ذلك سيكون مضرا بالمهاجرين أنفسهم لأن الحظوظ في دول الاستقبال ستتقلص.

علينا أن نراقب مسلسل الهجرة والحيلولة دون حصولها بشكل فوضوي، وعلينا أن نساعد دول المصدر على التطور، وذلك يمر خصوصا عبر تواجد الشركات الصغرى والمتوسطة في شمال إفريقيا، وخلق مقاولات صغرى ومتوسطة مغربية.

ويجب التذكير هنا أن العديد من المخططات التي تتوخى العمل من الأعلى إلى الأسفل خصوصا بالنسبة للشركات الكبرى قد فشلت، والتطوير الاقتصادي لمنطقة ما، يجب أن يكون مصحوبا بتعزيز الديمقراطية ومحاربة الفساد .

٭ ماهي الإسهامات التي من الممكن أن تقدمها كطالونيا؟
ـ كطالونيا تعرف كيف تدير التعدد اللغوي، ففي كطالونيا لدينا لغتنا الخاصة، وهي الرسمية، أما الكطلانية فهي لغة مصاحبة للغة الرسمية وهي الإسبانية.
نحن واعون بأن المغرب بلد متعدد اللغات، واللغة العربية الرسمية والعربية الدارجة والأمازيغية كلها لغات تتعايش داخله.

والواقع هو أن الاعتراف بالاختلاف هو ضمان التطور الإنساني، وكل أولئك الذين يريدون أن يستفيدوا من التجربة الكطالانية فنحن نرحب بهم .

٭ ماهو الدور الذي يلعبه حزبكم داخل الحكومة الكطالانية من أجل إعادة تعريف الدولة الفيدرالية الإسبانية؟
ـ اليسار الكطلاني الجمهوري هو حزب سوسيو ديموقراطي قريب من القطاعات الشعبية في البلاد، نحن نؤمن بشدة بأن إسبانيا بلد متعدد اللغات والإثنيات، وعليه يتبنى دستورا توحي به الطبيعة الفيدرالية للدولة، ومساهمتنا في عمل الحكومة الكطالانية مثل دعمنا لحكومة مدريد تسير في هذا الاتجاه.

٭ ما هو الدور الذي يلعبه حزبكم في دعم الرئيس ثباثيرو؟
ـ دور أساسي ، لقد لعب اليسار الجمهوري الكطلاني دورا حاسما في تنصيب حكومة ذات ميول "وسط ـ يسار" في كطالونيا .
وهو أيضا كان وراء تكوين حكومة ذات اتجاه "وسط ـ يسار"في مدريد، وهي حكومة أكثر اهتماما بالسياسة المتوسطية وبالسياسات الاجتماعية، وهو ماقاد إلى تغيير كبير مقارنة بالسياسة الأطلنتية للحكومة الإسبانية السابقة.
اليسار الكطلاني الجمهوري لعب أيضا دورا محوريا في تعيين الرئيس خوسي لويس ثاباثيرو .




تابعونا على فيسبوك