بني عمار

قرية بحجم الأمل ومهرجان بسعة الحلم

السبت 11 فبراير 2006 - 13:36

ترشحت جمعية قدماء تلاميذ بني عمار زرهون لنيل جائزة اليونسكو للتواصل القروي التي لم يسبق للمغرب أن فاز بها، ولكي يكون الترشيح في المستوى، بعثت الجمعية ملفا متكاملا لليونسكو، أملا في نيل هذه الجائزة المهمة.

تأتي هذه الخطوة تتويجا للتظاهرات الثقافية والفنية والاجتماعية التي نظمتها الجمعية بشكل مكثف خلال السنوات الأخيرة، ومن أبرز تلك الأنشطة : إنجاز شراكة مع وزارة الثقافة، جرى بموجبها رد جانب من الاعتبار للمعمار التاريخي لقصبة "بني عمار" الذي أصبح مهددا بالانقراض، فتم ترميم باب السور الفوقية التي كانت مهددة بالسقوط في أي وقت.

وقبل ذلك نظمت الجمعية عملية جرد لأغلب المآثر التاريخية لقصبة بني عمار بمعية لجنة خبراء من مديرية الآثار التابعة للوزارة نفسها، كما ينتظر أن تضع مديرية الكتاب رهن إشارة الجمعية مجموعة من الكتب وتجهيزات المكتبة السمعية البصرية والمكتبة المعلوماتية، لإيداعها في الخزانة متعددة الوسائط التي هي في طور البناء

ونظمت الجمعية خلال يوليوز الفارط الدورة الأولى لملتقى زرهون لسينما القرية بدعم من المركز السينمائي ووزارة الثقافة والجامعة الوطنية للأندية السينمائية تحت شعار "الفيلم المغربي وسؤال الانتماء".

وتضمنت أنشطته عرض 16 شريطا ومغربيا طويلا وقصيرا وندوة حول مستقبل السينما المغربية بمساهمة نقاد سينمائيين مغاربة ولقاء مفتوحا مع الفنان رشيد الوالي والمخرج لحسن زينون.

واستقبلت الجمعية قافلة المحبة التي يقودها الفنان الفرنسي مارك فيلا خلال أبريل 2004، فجرى تنظيم أنشطة متعددة بمساهمة 33 من الفنانين الموسيقيين والتشكيليين والباحثين من فرنسا وبلجيكا والمغرب، بالإضافة إلى أطر الجمعية وفناني القصبة.

ودأبت الجمعية ـ سنويا ـ على تنظيم "مهرجان ربيع بين عمار" الذي يتميز بإقامة سهرات فنية تساهم فيها مجموعة من الفرق الفنية الذائعة الصيت، فبالإضافة إلى مجموعة ناس الغيوان التي أحيت سهرة حاشدة في ربيع الدورة الثانية، أكملت الجمعية حلقة المجموعات الغيوانية بتنظيم سهرة لمجموعة لمشاهب وثانية لمجموعة السهام خلال الدورة الثالثة صيف 2003، ومجموعة جيل جيلالة خلال الدورة الرابعة صيف 2004.

واكتفت خلال دورة 2005 بفرقة شابة من مكناس هي مجموعة جيل الغيوان، ولابد من الوقوف عند الاهتمام الذي يناله فن الملحون في برامج المهرجان، فقد شاركت في التظاهرة مجموعة من رجال الملحون من مكناس وسلا ومراكش والصويرة الذين أحيوا سهرة كبيرة وغنوا خلالها قصائد ملحونية لأول مرة أغلبها من إبداع شيخ الملحون الشاعر والإعلامي أحمد سهوم ومنها قصيدة حول بني عمار كتبها الفنان المذكور بعد حضوره الدورة الثانية للمهرجان.

وخلال الدورتين الرابعة والخامسة أحيت جمعية قصبة هدراش لفن الملحون بمكناس سهرتين عموميتين، بالإضافة إلى المشاركة في حفلات السمر الفني بدار الضيافة
من ناحية أخرى، وفر المهرجان فضاءات رحبة لعدد من الفرق الفنية كمجموعة أزرو الأمازيغية وفرقة جذور لفن كناوة من الرباط وجمعية الأنوار في مجح النبي المختار والمجموعة النحاسية من مولاي إدريس زرهون وفرقة "هل التوات" من موساوة
كما ساهمت الفرقتان العيساوية والحمدوشية خلال كل دورات المهرجان.

ومن جهة أخرى، شهدت التظاهرة تقديم ثلاث مسرحيات لفرق جهوية من تطوان ومراكش والرباط بدعم من مسرح محمد الخامس، كما شاركت الجمعية بثلاث أعمال درامية ومسرحية لجمعية من مكناس، النشاط الفكري حظي هو الآخر باهتمام المنظمين، حيث أقيمت خلال دورات المهرجان عدة ندوات: "التنمية المحلية في الفلاحة والسياحة ودور الجماعات المحلية"، "العمل الجمعوي بين التطوعية والاحترافية"، "واقع الفلاحة بجبل زرهون"، "انعكاسات العولمة على القرية"، "مستقبل الإبداع السينمائي بالمغرب، المؤشرات والرهانات"، بالإضافة إلى تنظيم أمسيات أدبية وجلسات للسمر الفني، شارك فيها عدد من الشعراء والفنانين والعازفين الموسيقيين.

وخصصت فقرة التكريم لأسماء لها حضورها في ذاكرة الجمعية والقصبة، فضلا عن عطاءاتها في مجالات اشتغالها، واستهدفت هذه الفقرة الاعتراف بالجميل الذي قدمه نخبة من مؤسسي الجمعية وأطر القصبة، مساهمة في توثيق صلات الأخوة والمحبة بين سائر الأعضاء والأجيال.

ومن أطرف فقرات مهرجان ربيع بني عمار إقامة سباق للحمير ، أملا في إعطاء التظاهرة تفردا وتميزا وإشعاعا إعلاميا قويا، وكذا بحثا عن بدائل اقتصادية أخرى كالسياحة الجبلية والثقافية، ولكي يكون لهذه السباقات مدلول اقتصادي واجتماعي وازن ـ إلى جانب مدلوله الثقافي والسياحي ـ هيأت الجمعية مشروعا خاصا بذلك السباق وعرضته على مؤسسات لاحتضانه وتمويله، لكن بدون جدوى.

ومع ذلك، كسب المنظمون شريكا جديدا هو جمعية الرفق بالحيوان والحفاظ على البيئة الطبيعية التي انخرطت بحماس في الدورة الأخيرة، سواء بالحملة البيطرية أو بالجوائز أو بالتأطير، مما فتح المجال أمام إمكانية تطوير تلك السباقات وتحقيق أهدافها الاقتصادية والإعلامية لفائدة المهرجان والمنطقة ككل، ولتنويع المسابقات وإشراك أكبر عدد من السكان فيها، تم إحداث مسابقة عروس القصبة الخاصة بالفتيات، التي نظمت خلال الدورتين الرابعة والخامسة.

ومن هنا، يتبين أن مثل هذه الجهود تستحق كل دعم وتقدير، خاصة بالنظر لندرة إمكانيات الجمعية المذكورة ولاستنادها إلى تطوّع الأعضاء ونضاليتهم ومحبتهم لقرية "بني عمار" وسعيهم للتعريف بها وطنيا وعالميا.




تابعونا على فيسبوك