حالة استنفار في صفوف البديل الحضاري

الإثنين 16 يناير 2006 - 13:05
مصطفى معتصم يتزعم حزب حزب البديل الحضاري

علمت "الصحراء المغربية" أن حزب البديل الحضاري، ثاني تنظيم إسلامي مرخص له بالعمل القانوني، أعلن حالة استنفار في صفوفه، لتعبئة مناضليه وقواعده، لجعل مسألة الاستقطاب الحزبي أولوية المرحلة الراهنة، من أجل أن تكون أول مشاركة انتخابية له، في استحقاقات 2007، قوي

وأفادت مصادرنا أن البديل الحضاري اعتمد تكتيكا سياسيا في البداية، ينبني على تفادي تشتيت جهود مناضليه في مختلف مناطق تواجده، والاستعاضة عن ذلك بتركيز الاستقطاب في مناطق محددة بدقة، من بينها، حسب المصادر ذاتها، مدينة الرباط ليضمن الحزب لنفسه موقع قدم في العاصمة السياسية، وكذا مدينة سلا، التي أضحت تعد قطبا قويا للإسلاميين المغاربة.

وأضافت مصادرنا أن المحطة الثانية من تكتيك الحزب الانتخابي تتجه إلى جس نبض الأحزاب السياسية الأخرى لبحث إمكانية بناء تحالفات، جزء منها مرحلي، ويتعلق بتحالفات مع بعض الأحزاب في دوائر انتخابية محددة، والجزء الثاني استراتيجي، يتجه إلى التنظيمات التي تشترك مع الحزب في المرجعية الإسلامية، وفي مقدمتها »الحركة من أجل الأمة«، التي يقودها محمد المرواني، والتي لم تتمكن بعد من الحصول على ترخيص السلطات بالعمل القانوني.

وقالت مصادرنا إنه رغم بعض الخلافات العارضة بين التنظيمين في المرحلة السابقة، التي كانا يعملان فيها معا، فإن حركة المرواني تبقى أقرب تنظيم إلى بديل المعتصم، من حيث أنهما يشتركان في ما يسميه بعض المراقبين توجهات "اليسار الإسلامي"، وأن الحوار بينهما وصل إلى مستوى العمل معا على بلورة صيغة للتحالف على شكل "ميثاق شرف".

بيد أن مصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري، نفى أن يكون حزبه يستعد لتوقيع ميثاق شرف مع "الحركة من أجل الأمة".

وقال المعتصم، في تصريح لـ "الصحراء المغربية"، إن المجلس الوطني للحزب طرح، في آخر اجتماع له، اقتراحا للتفكير في صيغة للتعامل مع "الحركة من أجل الأمة"، تكون على شكل ميثاق "يجمعنا، في أفق التفكير في صيغة وحدوية، أو تنسيقية للتعاون في ما بيننا".

وأكد المعتصم أن ما هو موجود حاليا هو مجرد تفكير في هذا الميثاق، ولم تبدأ لحد الساعة أي مشاورات أو مفاوضات بين التنظيمين.

وأضاف أن المشاورات مع "الحركة من أجل الأمة" ستبدأ بمجرد أن تقبل هذه الأخيرة بعرض "البديل الحضاري" توقيع ميثاق عمل سياسي بينهما، أو أي صيغة للعمل المشترك، مشيرا إلى أن الحزب لم يتلق بعد أي رد من الحركة في هذا الاتجاه .

وأكد المعتصم أن هذه الخطوة لم يتخذها الحزب باتجاه "الحركة من أجل الأمة" وحدها، بل إنه يقوم حاليا بمبادرات مماثلة مع بعض الأطياف السياسية الأخرى، وقال "نحن نحاول الآن اقتراح صيغ للتعامل مع مجموعة من الأطراف، والحركة من أجل الأمة طرف في هذه المفاوضات، كما أننا نفكر في إحياء القطب الديمقراطي مع اليسار".

وبخصوص اختيار "الحركة من أجل الأمة"لإجراء أولى المشاورات حول ميثاق عمل ثنائي، مع العلم أنها حركة ذات مرجعية إسلامية، عرفت بقربها سابقا من الفاعلين الأساسيين في الحزب، يوضح المعتصم أن البديل الحضاري يعتمد على ما يشبه شكبة متعددة الأبعاد في حواراته مع مكونات الساحة السياسية بالمغرب، وقال "يمكننا ربط علاقات مع الحركة من أجل الأمة، أو حزب اليسار الاشتراكي الموحد، أو العدالة والتنمية، أو حزب الاتحاد الاشتراكي.

ويمكننا توقيع مواثيق شرف مع أي طرف توصلنا معه إلى حد أدنى من الاتفاق، في إطار برنامج عمل سياسي موحد .
وهذه بالنسبة لنا ظاهرة صحية، لأننا لا نبحث عن الاختلاف من أجل الاختلاف، بقدر ما نبحث ما أمكن أن نجتمع مع القوى السياسية حول ما يمثل هما مشتركا، وأن نبحث عما يجمعنا أكثر مما يفرقنا
وأن نقطع مع العمل في السياسة على أنقاض الآخر، والهجوم على مشاريعه".

وأكد المعتصم أن حزبه لديه مشروعه الخاص، وجزء من هذا المشروع هو إعطاء السياسة معنى غير ذلك الذي تعارفت عليه الساحة السياسية المغربية حتى الآن.

وحول ما إذا كانت هذه الصيغ التنسيقية للبديل الحضاري تأتي مع اقتراب استحقاقات 2007، وحتمية خلق تكتلات، وتحالفات حزبية، أم أن الظرفية السياسية الحالية هي التي تمليها، يؤكد المعتصم أن الظروف التي يمر منها المغرب، والتفاعلات التي شهدها أخيرا، هي التي تحفز أكثر هذه التكتلات، بهدف إعادة المعنى للحياة السياسية وإعطائها دينامية جديدة، ولا ينفي المعتصم كون استحقاقات 2007 تستحوذ حاليا على اهتمام الحزب، وتشكل دافعا لخق تحالفات مستقبلية، ".

لكن ليس بالشكل، الذي تتحول معه إلى هاجس يومي كما هو الشأن عند كثير من الأحزاب المغربية، التي لا تظهر تعبئتها وحيويتها السياسية إلا مع اقتراب آجال الانتخابات"، مشددا على أن الأهم يبقى هو بناء التنظيم الحزبي حاليا، لأنه هو الذي سيخوض الانتخابات، وإن لم يكن مبنيا على أساس جيد، فلن يكون الفوز حليف الحزب في هذه الاستحقاقات.




تابعونا على فيسبوك