تتكفل بـ 50 ألف طفل وتنشئ أكبر مكتبة مجانية في العالم

وينفري تكتسح قائمة أفضل مقدمي البرامج الأميركية

الجمعة 10 فبراير 2006 - 11:00
أوبرا وينفري

احتلت الإعلامية اوبرا وينفري المركز الأول بين مقدمي البرامج التلفزيونية في الولايات المتحدة الأميركية للسنة الرابعة على التوالي، وللمرة السادسة بشكل عام، وذلك في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة هاريس المتخصصة.

وينفري احتلت المراكز الثلاثة الأولى في كل الاستطلاعات السنوية التي كانت تجريها مؤسسة هاريس منذ 12 عاما، وجرى جمع حصيلة الاستطلاع الأخير من خلال المقابلات الهاتفية التي أجرتها المؤسسة مع 960 مواطنا أميركيا.

في حين جاء جون ستيوارت مقدم برنامج "الاستعراض اليومي مع جون ستيوارت"في المركز الثاني، وسوف يشارك في تقديم جوائز مهرجان الأوسكار المقبل، بعد أن أزاح دافيد ليترمان مقدم البرنامج الشهير "لايت شو"الذي تبثه شبكة "آي بي سي"ودفع به الى المركز الثالث.

كما تساوى مقدم برنامج "تونايت شو"على شبكة "إن بي سي"جاي لينو مع مذيع شبكة فوكس بيل أورايلي في المركز الرابع، بينما تقدمت ايلين دي جينيريس مركزا واحدا لتحل في المرتبة السادسة.

واحتل مقدم البرامج كونان اوباين المرتبة السابعة وهو دخل إلى اللائحة للمرة الأولى، بينما تراجع جيري سينفيلد إلى المركز الثامن.

جاء جورج لوبيز وهو أحد الجدد في اللائحة في المركز التاسع، بينما تراجع المقدم الشهير تيم ألن ليحتل المركز العاشر .

ومن بين الأسماء التي غابت عن لائحة العام الحالي راي رومانو وبيل كوسبي وفيل ماكغرو وريجيس فيلبين.

ويرى المتتبعون أن أوبرا وينفري ملكة الإعلام الأميركية اثبتت بجدارة أنه بمقدور الإنسان الذي لا يملك شيئا ان يحصل على ما يريد، فمن خلال إصرارها على أن يكون اسمها في قائمة أغنى الأشخاص واكثرهم شهرة في العالم، أصبحت أول سيدة أميركية افريقية تدخل ضمن قائمة إحصاء أموال الأغنياء، حسب صحيفة الرياض.

نجحت وينفري بتقديم برنامج من أنجح البرامج الأميركية على الإطلاق حيث اتسعت شهرته لتمتد إلى جميع أنحاء العالم من خلال تسليط الضوء على العديد من الموضوعات المهمة والجادة والهزلية أحيانا، باسلوب لا يخلو من عنصري التشويق والتواصل مع الجمهور .

أثارت وينفري في برنامجها الشهير "اوبرا شو"العديد من القضايا المهمة التي يعاني منها المجتمع اهمها قضايا الطلاق، الزواج، الحب، مشاكل المخدرات، الادمان على الكحوليات، الجنس، حالات الاختطاف، أمراض السرطان، عالم الفقراء والمعدومين، الأغنياء واسلوب معيشتهم، وأمور كثيرة ومهمة تناولتها في برنامجها بعيدا عن الانحلال الخلقي والعري.

ولدت اوبرا وينفري عام 1954 من والدين غير مرتبطين بالزواج، واضطرت بالتالي الى العيش مع جدتها التي كانت تعمل غسالة للملابس في الحي الفقير في ولاية مسيسبي، ترعرعت أوبرا في هذا البيت الفقير لكنها اصرت أن تكون سيدة مشهورة وغنية وأن لا تعمل بوظيفة جدتها التي عانت من شظف العيش .

تقول أوبرا : "في طفولتي كنت املك حلما بأن أكون مشهورة وغنية، إلا انني كنت اعي الظروف التي ولدت في ظلها، حيث تربيت في بيت جدتي الفقير التي تعلمت منها القراءة، واهلتني كي أصبح على ما أنا عليه الآن".

اختلفت حياة اوبرا بشكل سلبي عندما بلغت سن التاسعة من عمرها حيث تعرضت للاغتصاب على يد احد أبناء عمومتها، كما تعرضت لسلسة من الاعتداءات والتحرش من قبل أحد اقربائها مما جعلها تتساءل عما اذا كانت الحياة هكذا بطبيعتها.

كانت تلك المرحلة بداية سلبية في حياة أوبرا، فقد وضعت قدميها على اول السلم لفهم امور الحياة، وأصبحت تعي تماما بأن للحياة وجها آخر مظلما ورديئا.

وتقول أوبرا : ان وقتا طويلا مضى قبل أن أتعلم كيف أقول "لا"لكل من كان يحاول استغلالي، بل إنني وصلت إلى تلك المرحلة بعد ان تجاوز عمري السابعة والثلاثين، حيث اتضح لي أنني اضعت الكثير من الوقت في حياتي سدى، لذلك أترجم وأنقل معاناتي السابقة للناس من خلال حلقات برنامجي "اوبرا شو".

بدأت حياتها المهنية وهي ماتزال تدرس في المرحلة الثانوية، فقد تمكنت من الحصول على وظيفة في اذاعة wvol في مدينة ناشفيل بسبب اتقانها للقراءه، وحين أصبحت في سنتها الجامعية الأولى لفت حضورها الإذاعي أشخاصا اقترحوا عليها العمل في التلفزيون لتصبح أول أميركية من اصل افريقي تقدم لأخبار في تلفزيون wtvf-tv .

في عام 1984 انتقلت أوبرا الى شياغو لتقديم البرنامج الصباحي A.M.CHICAGO الذي أصبح بعد مرور شهر على بثه البرنامج الأول على القناة، وفي أقل من عام كامل تغير اسم البرنامج الى أوبرا وينفري شو ومددت فترته الى ساعة كاملة.

بعد أن تحولت أوبرا إلى مراسلة اتهمها البعض بأنها لم تكن في الموقع المناسب، الى أن كان يوم ارتكبت فيه خطأ على الهواء من خلال قراءة اسماء دول اجنبية وحاولت تحويل الخطأ الى نكتة على الهواء، فقال لها المخرج انه كان عليها أن تمضي قدما بطريقة طبيعية بدلا من التركيز على الخطأ ولفت انظار الناس فكان ذلك بمثابة درس تلفريوني حقيقي لها.

في عام 1986 أصبح بث البرنامج على المستوى الوطني ليكون الأكثر مشاهدة على مستوى برامج الحوارات، واصبح في ما بعد من إنتاج شركة أوبر الخاصة بها، ويشاهده 25 مليون مشاهد في الولايات المتحدة، وأكثر من مائة دولة على الصعيد العالمي.

ومن خلال برنامجها أوبرا وينفري شو استطاعت أوبرا الوصول الى قلوب المشاهدين، حيث سلطت الضوء على سلبيات المجتمع الأميركي قبل ايجابياته وأوجدت الحلول لعديد من القضايا المهمة، لكنها لم تتطرق يوما لسلبيات دول أخرى ضمن دائرة حواراتها لأنها بعيدة عن العنصرية ومعاداة السامية.

وكان من أهم إنجازاتها زيارتها التاريخية لقارة إفريقيا، واطلاعها على معاناة الأطفال الفقراء هناك، كي تقرر وهي لا تنجب أطفالا أن تتبنى أكثر من 50 ألف طفل إفريقي ليعيشوا من خلالها حياة سعيدة كريمة.

وعن سر نجاحها في برنامجها تقول أوبرا : اعتقد أن الأمر مرتبط بذلك الخيط الذي يربط بين اذهان البشر وعقولهم، فكلنا نرغب في الأشياء نفسها وتجاربنا الإنسانية متشابهة إلى حد ما، ليس هذا وحسب، بل إن الشعور الذي تنقله الى من تحاوره بأنه مواز لك، وانك لا تعتبر نفسك اعلى منزلة منه الأمر الذي يجعل الحوار أكثر تلقائية وراحة، أن كثيرا من الذين حاورتهم أصبحوا أصدقائي ويدعوني لزيارة منازلهم وتناول الغداء معهم.

بدأت اوبرا التمثيل مع المخرج الأميركي ستيفن سبيلبيرغ عام 1985 في فيلم The color purple وحازت على ترشيحات من الأكاديمية والغولدن غلوب عن دورها في الفيلم، كما لعبت في عام 1998 دور seethe في الفيلم المبني على الرواية الفائزة بجائزة pulizer للكاتب توني موريسون.

في مطلع عام 2000 كانت اوبرا أحد مؤسسي قناة اوكسجين الخاصة بأمور النساء، حيث اطلقت اوبرا برنامج opera after the show الذي كان يبث حصريا لقناة اوكسجين وهو عبارة عن نصف ساعة من لقطات واقعية لا تلتزم بأي نص.

في ابريل عام 2000 صدرت مجلة اوبرا التي اصبحت من اهم المجلات المتصدرة والمتخصصة بحياة النساء، وسجلت المجلة نجاحا تاريخيا، وفي عام 2002 طرحت اوبرا النسخة العالمية من مجلتها في جنوب افريقيا.

وتعقب أوبرا على إصدارها مجلتها الخاصة وانشائها استديو خاصا لتصوير ولانتاج برامجها فتقول : "في بداية الأمر لم آخذ الأعمال بكثير من الاعتبار، حيث كانوا يقولون لي ورد اسمك في لائحة فوربز لاثرى الأثرياء في الإعلام، لم اكن اولي الأمر اهمية الى ان نمت لدي روح المنافسة وذهبت لافكر بالمرتبة التي حلت بي، لذلك اتصلت ببيل كوسبي وقلت له : ما رأيك لو تقرضني بعض المال كي اتقدم مرتبة في لائحة فوربز؟ لقد تخطاني اعضاء فريق نيوكيدز اون ذا بلوك؟.

وعن المحافظة على انجازاتها واعمالها تقول اوبرا : تعلمت أن أوقع شيكاتي بنفسي وان اعمل معظم الوقت، وان لا ارتاح إلا بعد يوم عمل لا يقل عن 14 ساعة، ففي تلك اللحظة فقط اشعر بأني استحق وعن جدارة الاسترخاء في مغطس بالفقاقيع، لانني أشعر أنني عملت جاهدة واستحق ذلك".




تابعونا على فيسبوك