تأزمت العلاقات بين الدنمارك والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من جهة وسوريا من جهة ثانية، في خضم الاحتجاجات ضد الإساءة للنبي التي امتدت يوم الأحد إلى بيروت، حيث أحرقت قنصلية الدنمارك ودعت كوبنهاغن الدنماركيين إلى المغادرة.
دعت وزارة الخارجية الدنماركية في بيان يوم الأحد رعاياها إلى مغادرة لبنان بعد أن أحرق متظاهرون في بيروت القنصلية الدنماركية احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال بيان وزارة الخارجية إن "جميع الدنماركيين مدعوون لمغادرة البلد الدنماركيون مدعوون للزوم منازلهم إلى أن تتوافر إمكانات رحيلهم".
وتابعت الخارجية أن "الوضع في لبنان تطور بصورة سلبية جدا خلال يوم الأحد الوضع في بيروت خارج عن السيطرة"، ناصحة رعاياها بالامتناع عن السفر إلى لبنان.
وأحرق متظاهرون يوم الأحد مبنى القنصلية الدنماركية في بيروت احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية عن النبي محمد في صحف دنماركية وأوروبية".
وأفادت مصادر طبية أن 28 شخصا أصيبوا بجروح في مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين تمكنوا من إشعال النار في مبنى القنصلية الدنماركية في حي الأشرفية المسيحي في بيروت.
واستنكر رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في حديث تلفزيوني بشدة أعمال العنف التي رافقت المظاهرة واتهم "مجموعات تريد إثارة فتنة" بالوقوف وراءها.
وقال إن "هناك مجموعات تريد أن تخل بالأمن في لبنان وتخلق وضعا يثير الفتنة في البلاد ونعمل على معالجة الوضع".
وأضاف السنيورة أن "هذا الموضوع لا يعالج بهذه الطريقة ونحن نستنكر أشد الاستنكار ما جرى"، متهما هذه المجموعات التي لم يسمها بأنها "قامت باستعدادات من أجل خوض معركة وليس من أجل التعبير عن الاستنكار" على الرسوم الكاريكاتورية للنبي عليه الصلاة والسلام.
ونددت الرئاسة النمساوية للاتحاد الأوروبي في بيان بالهجمات والتهديدات ضد سفارات دول اسكندينافية في سوريا والأراضي الفلسطينية معتبرة أنها "غير مقبولة".
وقالت وزيرة الخارجية النمساوية أورسولا بلاسنيك في بيان يوم الأحد إن "رئاسة الاتحاد الأوروبي تدين موجة الاعتداءات والتهديدات ضد مواطنين أوروبيين وأملاكهم والتي بلغت ذروتها في هجمات على مكاتب الاتحاد الأوروبي ودول أعضاء في الأراضي الفلسطينية وإحراق سفارات للدنمارك والسويد والنرويج في دمشق".
وفي سوريا أقفلت السفارة الأميركية في دمشق أبوابها أمس غداة إحراق متظاهرين السفارة النرويجية والمبنى الذي يضم السفارة الدنماركية احتجاجا على نشر الصحافة الأوروبية رسوما كاريكاتورية تسيء للنبي صلى الله عليه وسلم.
وقال موظف في السفارة الأميركية بدمشق إن "السفارة مقفلة اليوم".
وأوضحت مصادر متطابقة أن المدرسة الفرنسية والمركز الثقافي الفرنسي أقفلا أيضا أبوابهما "كإجراء وقائي".
وأفادت المصادر أنه جرى تعزيز الإجراءات الأمنية في محيط السفارة الفرنسية في دمشق التي ظلت مفتوحة يوم الأحد.
وكان متظاهرون غاضبون توجهوا الى السفارة مساء السبت و"رشقوها بالحجارة وحاولوا اقتحامها"، وأعرب مفتي سوريا العام الشيخ أحمد بدر الدين حسون عن أسفه لإحراق المتظاهرين السوريين مبنيي سفارتي الدنمارك والنرويج.
وقال في تصريح أوردته أمس الصحافة السورية "نشعر بالحزن لما قام به بعض الأشخاص الذين دفعتهم العواطف إلى مرحلة أساؤوا فيها إلى حوارنا مع الشعب الدنماركي والنرويجي".
وقال وزير الخارجية الدنماركي بير سيتغ مولر يوم الأحد إن إحراق متظاهرين للمبنى الذي يضم سفارة بلاده في دمشق السبت "مرفوض تماما".
وقال الوزير الدنماركي في بيان أن "سوريا لم تقم بواجبها، ونرفض بالكامل عدم قيام السوريين بحماية السفارة".
وأضاف "اتصلنا برئاسة الاتحاد الأوروبي التي تدين الأحداث في سوريا المرفوضة بالكامل".
وكان متظاهرون اقتحموا بعد ظهر السبت المبنى الذي يضم سفارة الدنمارك في دمشق احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية في الصحافة الأوروبية المسيئة للنبي وأضرموا النار في الطبقة الأولى منه. ودعت الحكومة الدنماركية السبت مواطنيها الى مغادرة سوريا فورا.
وكان البيت الأبيض قد أدان "بأقسى العبارات" الهجومين على سفارتي الدنمارك والنرويج في دمشق واتهم النظام السوري بتأييدهما.
وحذر المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان النظام السوري قائلا إنه يحمل دمشق مسؤولية حماية البعثات الديبلوماسية الأجنبية.