عزيمان يدعو مدريد إلى الحوار

اليمين مستاء لعدم إشارة ثباتيرو إلىإسبانية سبتة ومليلية

الخميس 02 فبراير 2006 - 17:29
ثاباتيرو يزور مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين ويتجنب أي إشارة إلى اسبنة سبتة ومليلية

وصف عمر عزيمان، سفير المغرب في إسبانيا، زيارة ثباتيرو إلى سبتة ومليلية المحتلتين بـ "غير المناسبة"، مضيفا أن "المملكة يصعب عليها تفهم هذه الزيارة لأنها جاءت في وقت بلغت فيه العلاقات الإيجابية بين البلدين مرحلة مهمة جدا".

واعتبر عزيمان، في حديث أجراه يوم الأربعاء مع وسائل الإعلام الإسبانية ونقل من خلاله موقف الحكومة المغربية، أن "العلاقات بين البلدين لم تتأثر بالزيارة"، بيد أنه حث في المقابل على ضرورة "التقدم على مستوى الحوار بشأن قضيتي سبتة ومليلية".
وردا على سؤال للصحافيين حول ما إذا ظلت فكرة إنشاء "خلية التأمل الثنائية" المكلفة ببحث مستقبل المدينتين قائمة، أكد السفير المغربي أن "مسار العلاقات بين الرباط ومدريد يجب أن يتقدم، ولكي يتقدم يجب أن نتحاور، ولكي نتحاور علينا أن لا يكون لدينا موضوعات تعد طابوهات"، وزاد قائلا "حيث يوجد مشكل يجب أن نتحاور لأنها الطريقة الوحيدة التي بين أيدينا من أجل التقدم إلى الأمام".
من جانبه، أبدى اليمين الإسباني استياءه من حصيلة الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية إلى مدينتي سبتة وامليلية السليبتين.
وبرر اليمين هذا الاستياء، كما أظهرت تصريحات مسؤولين سياسيين في الحزب الشعبي، لكون أن ثباتيرو "لم يشر في حديثه إلى إسبانية المدينتين خلال زيارته التي دامت يومين".
وكان ماريانو راخوي، زعيم الحزب الشعبي، وجه، خلال جولته في الجنوب الإسباني من أجل جمع التوقيعات ضد مشروع "وضع كطالونيا"، انتقادات لرئيس الحكومة لكونه "لم يتطرق إلى إسبانية سبتة ومليلية"، واسترسل قائلا "على ثباتيرو أن يؤكد على ما نعرفه جميعا وهو أن سبتة وامليلية إسبانيتان، كما أنه يجب عليه أن يكون فعالا في الدفاع عنهما".

الموقف نفسه اتخذه عدد من المحللين والإعلاميين المحسوبين على التيار اليميني، إذ ذكر إغناسيو فييا، مدير تحرير الأخبار في إذاعة "كوبي" اليمينية المقربة من الكنيسة، في مقال له نشر يوم الأربعاء "إن تصرف رئيس الحكومة، بعدم تصريحه بإسبانية سبتة وامليلية، أثناء الزيارة إلى المدينتين هو إساءة إلى الإسبانيين جميعا"، ملمحا في الوقت نفسه إلى أن "ما كان منتظرا من هذه الزيارة، ليس الحديث عن مشاريع تربوية وصحية واجتماعية، بل الإشارة بشكل صريح إلى إسبانية المدينتين وهو أمر امتنع عن فعله ثباطيرو".
وقال مدير تحرير الأخبار في إذاعة "كوبي" إن "الإسبانيين كانوا ينتظرون التأكيد على ذلك الأمر خاصة بعد أن رأوا أن المغرب يوما بعد يوم يؤكد مطالبته بالمدينتين، ويزداد ذلك أكثر أمام هذه الحكومة الحالية التي تعيش في خضوع لمطالب الرباط".
وبينما علقت الحكومة الإسبانية الحالية على انزعاج المغرب من الزيارة بالتأكيد على "أن العلاقات بين إسبانيا و المغرب جيدة"، سارع ممثلون سياسيون عن الحزب الشعبي بالرد على هذا الانزعاج قائلين "إنه خطاب معتاد من المغرب".
وأكد فرانسيسكو أنطونيو كونزاليث، نائب برلماني من الحزب المذكور، أن "مطالب الرباط ليس لها أدنى معنى، فلا التقاليد ولا التاريخ له صلة بواقع المدينتين".
وعلى المستوى الإعلامي اعتبرت بعض الأقلام اليمينية أن مطالبة المغرب بالمدينتين "هو استفزاز من المغرب"، وهو ماجاء في مقال نشر بصحيفة إلموندو عنوانه "ثباطيرو عليه أن يرد على استفزازات المغرب"، كما انتقد صاحب المقال "صمت ثباتيرو تجاه السيادة الإسبانية على المدينتين".

الموقف السياسي والإعلامي ليس له مبرر في نظر عدد من المراقبين الذين يرون بأن "زيارة ثباتيرو لم تكن تحمل رسائل إلى الخارج بقدر ما هي موجهة إلى الداخل"، أو كما وصفها أحد الإعلاميين الإسبان في إحدى القنوات التلفزيونية الإسبانية، بأنها "زيارة موجهة للاستهلاك الداخلي".
واعتبرت المصادر ذاتها أن التردد في الإعلان عن موعد الزيارة، وكذلك تحاشي الإشارة إلى "إسبانية المدينتين" ثم إلغاء ندوة صحافية كان مقررا عقدها، كلها ممارسات تشير إلى أن "الزيارة تحمل رسائل داخلية فقط".
من جهة أخرى خصصت الصحف الإسبانية حيزا مهما لحدث زيارة ثباطيرو للمدينتين السليبتين، وكتبت "الباييس" بعنوان بارز "الرباط تنتقد الزيارة الأولى منذ 26 عاما إلى سبتة ومليلية"، كما نشرت الجريدة ذاتها مقالا آخر عن الحدث اختارت له عنوان "الحكومة المغربية تتأسف للزيارة وتصفها بغير المناسبة"، وجاء فيه أن "الرد المعتدل للحكومة المغربية على زيارة ثباطيرو يوحي بأن العلاقة بين مدريد والرباط لم تتضرر"، ثم مضت تقول "إن الحكومة المغربية تثق بأن إسبانيا ستهدي خلال شهرين قبولا جيدا لمخططها حول الصحراء الذي ستعرضه في الأمم المتحدة".

ثم عادت الصحيفة من خلال ذلك المقال لتقارن بين موقف الحكومة المغربية من الزيارة، وموقف الصحف المغربية واعتبرتها "تختلف عن الموقف الرسمي" في إشارة أنها كانت أكثر حدة.
من جهة أخرى اختارت صحيفة إلموندو عنوانين لمقالين نشرا على صفاحتها تناولا موضوع الزيارة وموقف المغرب منها، جاءا على النحو التالي "الرباط تطالب بالسيادة على سبتة ومليلية في خضم زيارة ثباطيرو"، و"ثباطيرو عليه أن يجيب على استفزازالمغرب"، وأشار مقال "إلموندو" إلى صمت ثباطيرو حول سيادة سبتة ومليلية"، مفسرا "أن ثباطيرو لم يتبن إسبانية المدينتين حتى لا يزعج الحكومة المغربية".
أما صحيفة لاراثون المقربة من الجيش الإسباني، فاختارت عنوانا لموضوعها الذي تطرق إلى موقف الحكومة المغربية من زيارة ثباطيرو إلى المدينتين السليبتين، على هذا النحو "المغرب يتدخل في زيارة ثباطيرو"، نقلت فيه تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية الذي نقل فيه موقف الحكومة المغربية من زيارة ثباطيرو، واكتفت الصحيفة بالتعليق على ذلك التصريح قائلة "إن الرباط حزينة على زيارة رئيس الحكومة إلى سبتة ومليلية وتصفها بغير المناسبة" ثم مضت تسرد المشاريع الاقتصادية والاجتماعية التي طرحها ثباطيرو في زيارته الأخيرة.




تابعونا على فيسبوك