جلها يتمركز في محور أكادير وإنزكان أيت ملول

49 في المائة من سكان سوس ماسة درعة يشكون بعد المؤسسات الصحية

الإثنين 25 دجنبر 2006 - 12:08

يحاصر قطاع الصحة بجهة سوس ماسة درعة، قلة الموارد البشرية والمادية في قطاع الصحة عموما، مع افتقار بعض الأقاليم إلى الوحدات الاستشفائية،

مثل إقليم اشتوكة أيت بها، في الوقت الذي تتمركز فيه معظم التجهيزات الصحية والمصحات في عمالتي أكادير وإنزكان أيت ملول من جهة، ومن جهة أخرى، بعد الوحدات الصحية عن معظم السكان القرويين، وما يوازيه من مشكلة إغلاق بعض المؤسسات الصحية بسبب قلة الأطر التمريضية، مع ضعف نسبة الإيواء بمستشفيات الجهة، فضلا عن قلة العناية بجناح مرضى الأمراض العقلية الوحيد بجهة سوس ماسة درعة

واستنادا إلى تقرير جهوي لمجلس جهة سوس ماسة درعة حصلت »المغربية« على نسخة منه، فإن الجهة ما تزال في حاجة ماسة إلى النهوض بالقطاع الصحي، سواء من حيث البنيات التحتية للقطاع أو التجهيزات الأساسية أو نوعية الخدمات الصحية
ويعد السكان القرويون أكثر المتضررين من غياب استراتيجية لتحسين مستوى الأداء الصحي وخدماته في الجهة، حيث نجد نسبة كبيرة من السكان يعانون من الولوج العسير للخدمات الصحية، فما يوازي 49 في المائة منهم في الجهة السالفة الذكر يشكون من بعد المؤسسات الصحية وخاصة في المناطق الجبلية
كما أن التأطير الطبي نفسه يعد مشكلة حقيقية على مستوى الجهة كلها، بحيث إن متوسط عدد السكان لكل طبيب يبلغ 3510 نسمة مقابل 2120 نسمة على الصعيد الوطني

وإذا كانت الجهات تعاني الفوارق الصحية جهويا، فإننا للأسف لم نسلم من هذه الفوارق داخل الجهة الواحدة، فمؤشرات التأطير الطبي تتفاوت بين أقاليم جهة سوس ماسة درعة، والإحصائيات تشير إلى أن أعلى مستويات التأطير الطبي تعرفها عمالة أكادير إداوتنان بنسبة 1660 نسمة لكل طبيب، بينما يعرف إقليم زاكورة أدنى مستويات هذا التأطير بنسبة 6000 نسمة لكل طبيب

وإذا ما شخصنا المشاكل التي يعرفها هذا القطاع الاجتماعي الحيوي، سنجد أن ما هو متوفر الآن غير كاف لتوفير التغطية الطبية والصحية المنشودة، ينضاف إلى ذلك بطء عملية إنجاز المشاريع البنائية الصحية المبرمجة، وتفشي بعض الظواهر الخطيرة كالرشوة والمحسوبية في بعض المستشفيات بالجهة إلى ما يشهده القطاع الصحي بالمنطقة مما يستلزم إنشاء مراكز لتحاقن الدم بمختلف أقاليم الجهة، وفتح المؤسسات الصحية التي جرى إغلاقها، مع العمل على إحداث مركز استشفائي جامعي بأكادير، وإنشاء مستشفى خاص بالأمراض العقلية والنفسية، وفتح مدارس للممرضين المساعدين لتلبية حاجيات الجهة في المجال، وفي الآن نفسه العمل على مراعاة المناطق القروية والنائية في تعيين الأطباء والممرضين، ودعم التأطير الصحي للنساء خاصة في العالم القروي، وتفعيل أدوار المساعدات الاجتماعية في التوعية الصحية، وتشجيع التكوين المستمر للممرضين، إضافة إلى تأصيل ثقافة الجودة وسلوك الخدمة الخيرة في المرافق الصحية، وإيلاء النفايات الطبية ما تستحق حتى لا تتحول مضاعفاتها الى كوارث عبر اعتماد المقاربة التشاركية في معالجة مشاكل القطاع، وتشجيع الاستثمار فيه




تابعونا على فيسبوك