إحدى مبادرات تنمية وتأهيل هذه المناطق

إنقاذ واحات أقاليم كلميم وآسا وطاطا

الإثنين 18 دجنبر 2006 - 15:02

يعد برنامج إنقاذ وتثمين واحات أقاليم كلميم وآسا وطاطا الذي أعده برنامج الأمم المتحدة للتنمية

بشراكة مع وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أقاليم الجنوب بالمملكة وجهة كلميم ـ السمارة من بين المبادرات التي من شأنها حماية هذه المناطق وإعادة تأهيلها لما لها من قيمة إيكولوجية وتاريخية

ويهدف هذا البرنامج الذي سينجز على مدى خمس سنوات إلى الحفاظ على نظام استغلال بيئي ودائم، وإرساء نظام حيوي للفلاحة في الواحات، وإدماج البرنامج في السياسات على المستوى الوطني، كما يهدف برنامج إنقاذ وتثمين الواحات في إطار منهجيته وبتعاون مع مؤسسات الدعم المنخرطة، الجماعات القروية والحضرية وفلاحي الواحات وجمعيات المجتمع المدني والنساء والقطاع الخاص في مجال التنشيط السياحي

وتعد حماية الواحات التي شكلت على الدوام مخزنا للغذاء، وتجسدا لتراث تاريخي أرسته القوافل التجارية في حلها وترحالها، العنصر الأساس لمحاربة التصحر بواحات الجنوب المغربي، ومكافحة الفقر بهذه المناطق، عبر إعداد مشاريع تنموية تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات هذه المناطق وتشرك السكان المحليين في مختلف مراحل إنجاز المشاريع

وحسب برنامج إنقاذ وتثمين واحات أقاليم كلميم وآسا وطاطا فقد حددت الإشكاليات والأزمات التي تعانيها الواحات، في نقص المياه مما يتسبب في إتلاف مئات الهكتارات من أشجار النخيل وشيخوخة هذه الأشجار، إذ لاتتجاوز نسبة الأشجار المثمرة 40 في المائة، وانتشار مرض البيوض والطفيليات وتملح الأرض والانجراف وزحف الرمال مما يقلل من جودة المنتوج ويزيد في تفاقم الوضعية

كما أن اختفاء نظام التدبير الجماعي للثروات المعتمد عل الزراعة المشتركة الإرادية، والانضباط والتضامن، وبروز قيم الفردانية الناتجة عن الحداثة، وهجرة اليد العاملة، والنمو الديموغرافي، كلها عوامل مسؤولة عن التغيرات المجتمعية التي عرفتها المنطقة، وأدت إلى القطع مع دينامية التنمية الخاصة بالواحات، والثروة النخيلية، أضف إلى ذلك أن الواحة المهجورة أوالمهملة لم تعد تلعب دورها كما في السابق، في مجال الحفاظ على الثروة المادية والمعنوية لامتداد أرحب من مجالها الجغرافي

وأوضح كريم أنكاي خبير في المجال البيئي بوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب أن الغاية من هذا البرنامج من حيث المحافظة على الواحة، هو الاقتصاد في استعمال الماء، وحسن تدبيره بكل الوسائل، وإحياء النظام البيئي بالواحة، ومحاربة التصحر والتلوث، وخلق وحدات إنتاجية ذات طابع خاص بالمنطقة وتنمية السياحة في الواحات

وأضاف في تصريح للصحافة خلال الزيارة التي نظمها برنامج الأمم المتحدة للتنمية ووكالة الجنوب إلى واحات الجنوب الغربي للمملكة أن هذا البرنامج أنجز وفق استراتيجية اعتمدت على مبادئ التنسيق بين استراتيجيات التنمية وإعداد التراب وإشراك أفضل للشركاء والمجتمع المدني والجماعات المحلية وتقوية قدرات مختلف المتدخلين في البرنامج

وأبرز أنكاي أن برنامج إنقاذ وتثمين واحات أقاليم كلميم وآسا وطاطا الذي يهدف أيضا إلى محاربة التصحر والفقر، يأتي لدعم برنامج العمل الوطني لمحاربة التصحر، الذي يعد أداة أساسية لتنفيذ استراتيجية 2020 للتنمية القروية، وذلك عبر تطوير أنشطة ومشاريع مندمجة كمحاربة التصحر والفقر




تابعونا على فيسبوك