الجمعية المغربية للوقاية والتربية من أجل الصحة تجري استطلاعا للرأي

24 في المائة فقط يتوجهون عند الطبيب للعلاج

الإثنين 18 دجنبر 2006 - 14:22

أظهر استقصاء للرأي، أنجزته الجمعية المغربية للوقاية والتربية من أجل الصحة، حول مدى معرفة الأشخاص العاديين بالأنفلونزا،

أنه أصبح من الضرورة الإسراع بوضع استراتيجية وطنية للوقاية من الأنفلونزا الفصلية، وذلك بإشراك جميع مهنيي القطاع الصحي ووسائل الإعلام، لحماية عموم المواطنين من هذا الفيروس، الذي يتسبب في الوفاة بصمت بالنسبة إلى بعض الحالات من المرضى الذين يشتكون أمراض مزمنة وخطيرة، تجعلهم في وضعية صحية هشة

وكشف الاستطلاع ذاته، عن معرفة 88 في المائة من المغاربة بمرض الأنفلونزا، في مقابل تصريح 65 في المائة منهم بعدم وجود تفرقة بين الأنفلونزا ونزلة البرد العادية
وأبان استقصاء الرأي نفسه، أن هناك جهلا حقيقيا بفيروس الأنفلونزا، من خلال ما قدمه المستجوبون في ما يتعلق بمعرفتهم بأعراض المرض، إذ 65 في المائة يربطون الإصابة به بحدوث سيلان أنفي، و57 في المائة بالإحساس بآلام الرأس، وعند 55 في المائة ترتبط الإصابة بالأنفلونزا بحدوث رعشة، ولدى 51 في المائة، يشكل السعال الجاف والمؤلم، أهم الإشارات الدالة على الإصابة بنزلة البرد أكثر منها بالأنفلونزا

وأوضحت نتائج استطلاع رأي المواطنين المغاربة حول الموضوع ذاته، أنه رغم اعتبار 63 في المائة من المستجوبين بأن الأنفلونزا هي مرض خطير، فإن 24 في المائة فقط من يتوجهون إلى عيادة الطبيب في حالة الإصابة به
وصرح 79 في المائة من المستجوبين أنهم أصيبوا بفيروس الأنفلونزا خلال الأشهر الإثني عشر الأخيرة، وأكدوا أن الإصابة بالأنفلونزا غالبا ما تجري في فترة الخريف ، ما بين شهر أكتوبر ونونبر، إذ يحتل فصل الشتاء المرتبة الثانية على صعيد فترات الإصابة بالفيروس

وعبر 70 في المائة من المستجوبين، أن الهواء المستنشق، يعتبر من أبرز طرق انتقال العدوى بالداء بين الأشخاص، إذ يطلق الشخص المصاب الفيروس في الهواء أثناء عملية تنفسه، بينما يرى 41 في المائة من الأشخاص أن الإصابة بالأنفلونزا تكون بسبب الاحتكاك الجسدي، ويعتقد 12 في المائة أن سبب الإصابة بالعدوى يكون بواسطة اللعاب
وأفاد شخص من بين خمسة آخرين أنهم توجهوا إلى الطبيب عقب شعورهم بأعراض المرض، فيما توجه 40 في المائة إلى الصيدلية لأخذ بعض الأدوية المهدئة لأعراضه، وأن 30 في المائة من المغاربة، يلجأون للتداوي بواسطة الطب الشعبي المعتمد على الأعشاب لتجاوز حدة المرض

ويشار إلى أن 51 في المائة من حالات الإصابة بالأنفلونزا، تعالج بواسطة المضادات الحيوية التي يصفها الأطباء للمرضى، إذ 21 في المائة من الأطباء نصحوا مرضاهم بأخذ نوع من الفيتامينات كعلاج، فيما 13 في المائة وصفوا دواء الأسبرين، في حين 6 في المائة من الأطباء المعالجين، هم من وصفوا المضادات الفيروسية لمرضاهم بغرض التماثل للعلاج

وتختلف وسائل الوقاية التي يتخذها الشخص البالغ، عن تلك التي تتخذ بالنسبة إلى الأطفال، إذ أن 41 في المائة من المرضى بالأنفلونزا البشرية، يعتقدون ان ارتداء الملابس الدافئة يساعد على تجاوز مضاعفات المرض، وأن 27 في المائة يلجأون إلى الطب البديل، و16 في المائة يتشبثون بأخذ الأدوية لتجنب الشعور بمضعفات الداء
وفي مقابل ذلك، أوضح 12 في المائة من المستجوبين أنهم خضعوا للقاح ضد الأنفلونزا، و15 في المائة خضعوا لعلاج بالمضادات الفيروسية

وتختلف الوضعية بالنسبة إلى الأطفال، إذ 27 في المائة من المستجوبين، أكدوا أنهم منحوا تطعيمات لأطفالهم لتجنب الاصابة بالمرض، وأن 16 في المائة قدمت لهم علاجات بالمضادات الحيوية
وكشف استطلاع الرأي ذاته، أن قرارا ت الأشخاص تختلف حينما يتعلق الأمر بإصابة أطفالهم بالفيروس، إذ لا يتأخرون عن توجيه أبنائهم إلى طبيب معالج، إذ أن 66 في المائة من المستجوبين، يعرضون ابناءهم على أخصائي طب أطفال، الذي غالبا ما يتوفق في تشخيص إصابة الطفل بفيروس الأنفلونزا وذلك في 93 في المائة من الحالات

وتوضح العديد من الدراسات والأبحاث الطبية، أنه تتعدد أنواع داء الأنفلونزا، أولها الأنفلونزا الفصلية، التي تعاود الظهور كل سنة، خلال فصلي الخريف والشتاء، ورغم أن الداء فصليا، فإنه لا يمكن اعتباره مرضا عاديا، لأنه يتسبب، حسب معطيات دولية، في وفاة ما بين 500 ألف ومليون وفاة سنويا عبر العالم، خاصة في أوساط الأطفال، والأشخاص المسنين أو الأشخاص الذين يوجدون في وضع صحي هش

بينما تعرف الأنفلونزا الوبائية، بكونها تتسبب في إصابة العديد من السكان، كما تعتبر سببا في وفاة مجموعة من الأشخاص الذين يعانون أمراض مزمنة وخطيرة، تجعل جسدهم أكثر تحسسا للفيروسات، وتظهر في حالة ما إذا أضحت أنفلونزا الطيور تنتقل من شخص لآخر

ويشكل هذا الوباء الشامل تهديدا حقيقيا، خاصة وأن اللقاحات المتوفرة تبقى غير ذات نفع أو فعالية، وتبقى الوسائل الحمائية المتوفرة حاليا لمواجهة هذا الخطر، هو اتباع الإجراءات الصحية الاحترازية من ارتداء القناع، والتقليص من حدة الاختلاط، والنظافة، والعلاج بواسطة المضادات الفيروسية
وترى منظمة الصحة العالمية، أن هذه المضادات الحيوية، من شأنها المساهمة في التقليص من نسبة الوفيات، خلال فترة الوباء الشامل لمدة ستة أشهر في انتظار تصنيع اللقاح المضاد

أما أنفلونزا الطيور، فهو مرض فيروسي يصيب جميع أنواع الطيور المنزلية والبرية، تتميز بكونها معدية بشكل كبير للطيور، وتتسبب في وفاتها بسرعة، في حالة ما إذا كان الفيروس قاتلا
موضع حديث الجميع، إذ أن هذا الفيروس أصاب ما يزيد عن 285 حالة بشرية، سجلت منها 154 حالة وفاة في العالم

يشار إلى أن استطلاع الرأي، الذي أنجزته الجمعية المغربية للوقاية والتربية من أجل الصحة في الدار البيضاء ونواحيها، هو دراسة لتحديد مدى معرفة المواطنين المغاربة بالأنفلونزا، بعد إنجازدراسة مماثلة شملت الأطباء، إذ تهدف إلى تحديد السلوك والمواقف اتجاه علاج الأنفلونزا

وشارك في إنجاز هذه الدراسة، مكتب الدراسات »بي جي كونسولت«، شملت عينة من 400 شخص، يمثلون جميع شرائح المجتمع المغربي، جمعت المعلومات عنوانهم من خلال إجاباتهم خلال عشر دقائق على لائحة أسئلة
وضمت العينة المستجوبة 200 إمرأة، والعدد نفسه من الرجال، تتراوح أعمارهم مابين أقل من 20 سنة و 60 سنة، ينتمون إلى مختلف الفئات والطبقات الاجتماعية والاقتصادية المغربية




تابعونا على فيسبوك