عالم إحيائي مغربي بهيوستن يبتكر علاجا جديدا للسرطان

الأربعاء 13 دجنبر 2006 - 11:05

اكتشف الدكتور أمين حاجيتو، وهو باحث وعالم إحيائي مغربي بمركز (إم دي أندرسون) للسرطان التابع لجامعة تكساس، مؤخرا طريقة جديدة لعلاج السرطان، تعتمد على استعمال "فيروس بكتيري" قابل للتعديل جينيا وتحويله إلى جزيئة علاجية.

وأوضح الدكتور أمين حاجيتو في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الجزيئة أو الصنف الجديد من "الفيروسات الهجينة" التي تم اكتشافها بعد ثلاث سنوات من البحث، لها خصوصية تتمثل في كونها تتجه مباشرة, بمجرد حقنها في دم فأر، نحو الورم السرطاني دون أن تؤثر على الأنسجة السليمة.

وأبرز أن "ميزة هذا الابتكار تتمثل في قابليته للرصد وقدرته على إعطاء صورة للورم السرطاني التي تظهر أن الجزيئة العلاجية قد بلغته مع الحفاظ على الخلايا السليمة، وذلك خلافا للطرق الأخرى لعلاج السرطان".

وأشار أن هذا الابتكار الهام، الذي تم تجريبه بنجاح على فئران مصابة بالسرطان قد حظي بتنويه الأوساط العلمية الدولية، بعد نشره لأول مرة في مجلة "سيل"، وهي دورية متخصصة في الإعلان عن الاكتشافات "المتميزة في التاريخ الإنساني للعلم وفي مجال علم الاحياء".

وقال "لقد توصلت برسائل من الأوساط العلمية العالمية, وحتى من باحثين في بلجيكا حيث درست هناك طيلة ست سنوات لإعداد دكتوراه الدولة والقيام بأبحاث حول سرطان الثدي"، مشيرا إلى أن "الجميع يسعى للحصول على هذه الجزيئة العلاجية لتجريبها على السرطان البشري".

وأشار إلى أن تجريب هذا العلاج الجديد من قبل معهدا آخر للبحث على كلاب مصابة بالسرطان، أعطى، منذ شهرين، نتائج إيجابية خلفت "ارتياح الجميع, والأمل معقود الآن لتجريبه على الانسان".

وأضاف أن شركات لصناعة الأدوية بصدد التفاوض مع مركز السرطان (إم دي أندرسون)، الذي يملك وحده براءة الاختراع، حول "إمكانية ابرام اتفاق لتطوير النتيجة التي توصلت إليها الطريقة الجديدة للعلاج إلى دواء يمكن تقديمه للمرضى".

وأوضح الدكتور أمين حاجيتو أن هذا الاكتشاف الجديد, تم اختياره من قبل مركز السرطان إم دي أندرسون "كأفضل عمل ونتيجة بحث" سنة 2006، وسيتم نشره في التقرير السنوي للمركز برسم 2007 .

وكان الدكتور حاجيتو قد التحق سنة 2002 بمركز السرطان إم دي أندرسون الذي يشتغل فيه 12 ألف شخص، والذي يعد من بين أول مركزين للبحث وعلاج السرطان بالولايات المتحدة والعالم، وذلك لمتابعة دراسته في مجال العلاج الجيني التي كان قد شرع فيها ببلجيكا ثلاث سنوات قبل التحاقه بالمركز.

وقال " اشتغلت في مختبر بالولايات المتحدة ولدي فكرة استهداف العلاج الكيميائي البيولوجي. ووجدت أنه عوض استعمال فيروس يصيب الخلايا البشرية، فإنني أستعمل فيروسا بكتيريا".

وأوضح " إذا حقنا الفيروس البكتيري لدى حيوان أو مريض، فإنه لا يصيب الخلايا، لأنه موجود لإصابة البكتيريا".

وأضاف أن " الاختصاصيين استعملوا فيروسا بكتيريا قبل فترة المضادات الحيوية لعلاج المرضى الذين كانوا يعانون من التهابات بكتيرية. ولذلك, فقد انطلقت من هذه النقطة وعدلت بشكل جيني فيروسا بكتيريا وجعلته يصير كجزيئة علاجية".

ويشار إلى أن أمين حاجيتو (37 ) سنة، حصل على الإجازة في العلوم البيولوجية في 1999 بكلية العلوم بفاس قبل الحصول على شهادة الدراسات العليا المعمقة بتولوز في فرنسا، والتوجه إلى بلجيكا.

وكانت مجلة (سيل) قد أعلنت أن باحثين من مركز السرطان (إم دي أندرسون) من جامعة تيكساس " ابتكروا صنفا جديدا من الفيروسات الهجينة وأظهروا قدرته على البحث وإبراز وحقن جينات في أورام سرطانية لفئران".

واعتبرت المجلة أن الباحثين يعتبرون هذا الاكتشاف " خطوة جديدة تجعل السرطان البشري مرضا أكثر وضوحا وقدرة على علاج. كما ستمكن من الوقاية ومراقبة نمط عمل العناصر الخاصة المضادة للسرطان".

ونقلت الصحافة الأمريكية المتخصصة عن الدكتور أمين حاجيتو الذي قام بدراسة حول الخلايا، قوله" نحن سعداء لكون الآثار الكبرى لنقل الجينة على أورام الفئران يمكن أن تطبق على الأمراض المنتشرة كسرطان الثدي والبروستات".

وقالت الدكتورة وأستاذة الطب وبيولوجيا السرطان, ريناتا باسكواليني التي أنجزت الدراسة إلى جانب حاجيتو " لدى الفئران الحاملة للأورام، لاحظنا أن الفيروس الهجين يمكن أن يستهدف تلقائيا الاورام".

وأضافت " الإشارة خاصة فقط بالأورام. وبذلك يمكن أن نلاحظ فاعلية الدواء على المستوى الجزيئي".

وتم تمويل الدراسة من طرف مساعدات المؤسسات الوطنية للصحة ووزارة الدفاع وهبات ( جيلسون لونغبوف) ومؤسسة (كيك) ومؤسسة سرطان البروستات.




تابعونا على فيسبوك