المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدار البيضاء

مصلحة لاستقبال التبرعات بالدم وإنقاذ الحياة

السبت 14 يناير 2006 - 13:20
عملية التبرع بالدم

نظم المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدارالبيضاء مؤخرا حملة تبرع بالدم من أجل تحسيس المواطنين بعملية التبرع كعمل إنساني من شأنه إنقاذ حياة البشر وهي حملة عرفت نجاحا اعتبارا لأهمية هذا العمل الانساني الذي "لا يشكل أي خطورة على المتبرع.

كما يعتقد البعض، بل تضمن تجديد الدم للمتبرع القادر على ذلك، كما تضمن فرصة للمتبرعين لتتبع أوضاعهم الصحية عن طريق إخضاعهم للتحاليل الطبية اللازمة للتأكد من سلامة الدم المتبرع به" يوضح الدكتور حسن مفضال نائب رئيسة مركز تحاقن الدم بالدار البيضاء.

ويمكن القول أن المركز يلعب دورا أساسيا في تزويد المراكز الاستشفائية سواء العمومية أو الخاصة بشكل منتظم من هذه المادة، بفضل التبرعات التي تبقى لحد الآن هي المصدر الرئيسي للحصول على كميات كافية تستجيب للحاجيات "وقد بلغ عدد المتبرعين في غضون سنة واحدة، 50 ألف متبرع، تمكنا عبر هذه التبرعات من صنع 80 ألف مشتقة، واستفاد منها 34 ألف مريض" يوضح الدكتور مفضال، مشيرا إلى أن المتطوعين يشكلون من 65 إلى 70٪ من المتبرعين فيما تصل مساهمة تبرعات عائلات المرضى 30٪.

تأسس المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدار البيضاء منذ الأربعينيات وبدأ نشاطه بصفة مكثفة بداية فترة الاستقلال حيث ارتفعت وثيرة النمو الديمغرافي وازدادت الحاجيات بسبب عدد من يعانون نقص في الدم.

وخضع المركز لإصلاحات مهمة في بداية التسعينات، مكنته من نفس المواصفات التي تنعم بها المراكز المتطورة عبر العالم، حيث يخضع لنفس التنظيم وأساليب الكشف ومعايير التحليل والجودة وتهيئ مشتقات الدم ومركز الدار البيضاء الجهوي، هو مصلحة تابعة للمركز الوطني لتحاقن الدم الذي يشتمل على 17 مركزا جهويا و 35 بنكا للدم من اختصاصاته التوعية والتحفيز على التبرع بالدم وتنظيم الحملات والقيام بالفحوصات الإجبارية على الدم قبل تسليمه، وكذا القيام بالتصنيف الدموي لصالح من هم بحاجة إلى الدم، وإجراء كل تحاليل المناعة لتفادي حدوث تضاد المناعة بين المتبرع والمستفيد
أيضا من مهام المركز القيام بالفحوصات المخبرية على أكياس الدم التي يتم جمعها بأبناك الدم، وتزويد منتظم وبكميات كافية هذه الأبناك بأكياس المشتقات الدموية، وتقسيم الدم المتبرع به إلى "البلاسما" بالإضافة إلى تأمين المراقبة الطبية للمتبرعين بواسطة الفحوصات السريرية البيولوجية اللازمة.

ليس هذا كل شيء، بل يشكل التكوين للأطباء والممرضين في سلامة التحقين الدموي، وكذا التكوين المستمر للموظفين الطبيين وشبه الطبيين، جزءا مهما من مهام المركز
هذا، ويتم أخذ الدم تحت رعاية طبية في أكياس معقمة ذات الاستعمال الوحيد، ويجزئ الدم الكامل إلى 3 عناصر أساسية، تتمثل في الكريات الحمراء التي تساعد في علاج فقر الدم والنزف الدموي، والصفائح التي تستعمل لإيقاف النزيف الدموي، ثم البلاسما وهو العنصر الدموي الذي يحتوي على البروتينات الضرورية للدم.


والمتبرع نوعان : هناك من يفدون على المركز، سواء للتبرع التلقائي أو للتبرع لفائدة أحد أفراد العائلة، وهناك من ينتقل طاقم طبي من المركز عندهم عبر الوحدات المتنقلة لجمع الدم، وذلك بمختلف المؤسسات العمومية أو الخاصة أو الجامعات والثانويات وغيرها.

ويشير الدكتور مفضال إلى أن هذه المهمة الانسانية هي أكثر المهمات التي تعبر عن التضامن الاجتماعي الذي يميز المجتمع المغربي "فمادة الدم مادة حيوية لا تصنع، لذا فالمريض الذي يحتاجه من ضحايا حوادث السير مثلا أو مرضى سرطان الدم والنزف، أو النساء الحوامل أثناء الولادة.

لا يخلصه سوى هذا التبرع الذي يبقى إنسانيا محضا، فالأمر يتعلق بإنقاذ حياة بشرية، ومادام لا يشكل هذا أي خطورة على من تسمح لهم حالتهم الصحية بذلك، فإننا نسعى دائما إلى التحسيس اتجاه هذه العملية الانسانية، خاصة وأن الكمية المتبرع بها لا تتعدى 7٪ من الكتلة الدموية في الإنسان، كما أن كل شخص يجدد كل يوم 250 مليون من الكريات الحمراء، أي أنه في حالة التبرع يعوض دمه".

ويفترض في المتبرع أن يبلغ من العمر أكثر من 18 سنة وأقل من 60 سنة ولا يقل وزنه عن 50 كلغ، وأن يتمتع بصحة جيدة "وهذا ما يقرره الطبيب المسؤول بعد إجراء فحص للمتبرع، يتأكد فيه من سلامته الصحية"، يشرح مفضال مضيفا أن المتبرع إن كان رجلا فيمكنه التبرع أربع إلى خمس مرات في السنة بينما تتبرع المرأة من ثلاث إلى أربع مرات في السنة بناء على تكوين جسماني أضعف من الرجل"، ويشترط أن يتم احترام مدة شهرين للفصل بين عمليات التبرع.

يسهر المركز بفضل تجهيزاته المتطورة وكفاءاته الطبية على سلامة الدم وسلامة المتبرع والمرض معا وهو لهذا يسخر معدات تقنية وطبية وكواشف مخبرية ومعدات معلوماتية، وأدوات تطبيق على مستوى سرعة إجراء التحاليل كما يعتمد على طاقة بشرية رفيعة المستوى.

وتخضع التبرعات إلى تحاليل مخبرية تحدد الصنف الدموي الذي يميز الكريات الحمر، ويمكن من التعرف على الدم المطابق للمريض كما تكشف هذه التحاليل عن مضادات الكريات الحمر وعن فقدان المناعة المكتسبة ومرض الكبد B وC ومرض الزهري، وقياس الأنزيمات الكبدية.

لكن في حالة عثور على أي دم فاسد أو ملوث "فتتخذ الإجراءات اللازمة لحرق الكيس ثم استدعاء المتبرع المعني لإخضاعه لعدة تحاليل جديدة، حتى إذا ما تبينت إصابته بمرض ما فإننا نلتزم بمتابعة حالته الصحية وعلاجه بالمجان في المستشفى، لأننا نتعهد بذلك لأي متبرع" ويستبعد الدكتور مفضال انتقال العدوى من المتبرع إلى المستفيد مؤكدا على أن المركز يتوفر على كواشف متطورة جدا "فهناك ما يسمى بجهاز اليقظة عند استعمال الدم، وهو مجموعة من البرامج المعدة لمراقبة جميع المراحل التي يمر منها الدم من التبرع إلى حين تحقين المريض.

الهدف منها هو تحصيل واختبار المعلومات حول المضاعفات المترتبة عند استعمال الدم والوقاية من ظهورها مرة أخرى، وهذه المنظومة من المراقبة والتتبع يشرف عليها المركز من البداية إلى آخر مرحلة وهي تخزين الدم ومشتقاته أما نقل الدم من المركز إلى المستشفى وتهييء المريض لعملية التحقين ومراقبة الصنف الدموي بجانب المريض أثناء وبعد التحقين، فكلها من اختصاص الممرضين والأطباء الموجودين داخل المؤسسة الاستشفائية".

إذن، هناك تعاون وعمل متكامل بين المركز والمؤسسة الاستشفائية ويشرح الكتور حسن مفضال أن مركز تحاقن الدم يصدر أثناء تسليم الدم وثيقة التحقين التي يملؤها الممرض ويوقعها الطبيب بعد إنهاء التحقين، ثم تعود إلى المركز خلال 48 ساعة
وهذه الوثيقة تصلح لتأكيد هوية المريض الذي تلقى الدم أو أحد مشتقاته المدون في الوثيقة نفسها، وبالتالي، تمكن المركز من تثبيت العلاقة بين المتبرع والمستفيد دون أي خطر أو خوف من انتقال عدوى معينة.

وبالرغم من ارتفاع الطلب على الدم في السنوات الأخيرة إلا أن المركز لا يعاني من أي خصاص "فهو يتوفر على احتياطي كاف يستجيب لحد الآن للحاجيات
لكن قد يواجهنا بعض النقص في بعض الأصناف من "الريزوس السلبي" فصيلة 0 أو A، وهي أصناف قليلة جدا، وهنا نعمد إلى استدعاء بعض المتبرعين الذين يتوفرون عليها أو نوجه نداء عبر الإذاعة حتى نتمكن من الحصول عليها، وكثيرا ما نجد من يؤدي هذا العمل النبيل دون تردد".

الإدريسية منظور: 64 تبرع وميدالية ذهبية
حصلت الإدريسية منظور على الميدالية الذهبية خلال حملة التبرع بالدم التي نظمها المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدار البيضاء والذي تم خلاله تكريم عدد من المتبرعين المتطوعين تقديرا لعطائهم النبيل وهبة دمهم لإنقاذ حياة الآخرين.

والإدريسية منظور، الكاتبة العامة للجمعية المغربية للمتبرعين بالدم لجهة الدار البيضاء الكبرى، والكاتبة العامة للرابطة المغربية لجمعيات المتبرعين بالدم بالدار البيضاء، ساهمت بـ 64 عملية تبرع لحد الآن.

تؤكد أن فكرة التبرع انتابتها منذ الصغر إيمانا منها بأن هذا واجب إنساني ونبيل وقد زرعت بذوره أستاذة فرنسية كانت تأخذ التلاميذ لمركز تحاقن الدم، ومنذ ذلك الحين وهي تتبرع على الأقل 3 مرات في السنة باستثناء بعض الفترات عرفت فيها المرض.

انضمامها إلى الجمعية كان بنفس الإيمان وانطلاقا من هدف تشجيع الناس على التبرع بالدم وجعله مبدأ في حياتهم، لهذا لا تكل في البحث والتنسيق مع العديد من الجمعيات غير المتخصصة لتنظيم حملات التبرع. وهذا ما دأبت عليه الجمعية منذ تأسيسها سنة 1984 التي استطاعت بفضل جهود أعضائها أن تبث الكثير من روح هذا الإيمان وهذا العمل الإنساني في نفوس المواطنين.

الحاج الخدير: قيدوم المتبرعين
يعتبر الحاج الخدير قيدوما للمتبرعين بالدم بدون منازع، فمنذ سنة 1966 لحد الآن يكون الحاج الخدير قد تبرع وبشكل منتظم 182 مرة بمعدل 4 إلى 5 مرات في السنة وكان يتبرع بشكل تلقائي وتطوعي إلى غاية سنة 2000 حين التحق بالجمعية المغربية للمتبرعين بالدم.

يؤمن الحاج الخدير بهذا العمل الإنساني ويؤكد على أنه يجب أن تكون لدينا كمغاربة تربية وثقافة التبرع بالدم، حتى لا نخذل مرضانا ومن هم بحاجة إلى مساعدتنا. لذا وجد الحاج الخدير ضالته في الجمعية المغربية للمتبرعين الذي يشغل فيها منصب نائب رئيس، وهو بهذا يكون أقرب إلى المواطنين للتوعية والتحسيس.




تابعونا على فيسبوك