نصبا على خمسة أشخاص بعقود عمل وهمية إسبانية

تأجيل النظر في قضية

الأحد 29 يناير 2006 - 15:40

خصصت المحكمة الابتدائية بابن سليمان، يوم الاثنين المنصرم، جلسة ثانية للنظر في قضية ما يعرف بـ "فقيه الكونترادا"، التي يتابع من خلالها المتهمين (أج) بتهمة النصب والمشاركة فيه، و(م ل) المتابع في حالة سراح مؤقت بتهمة المشاركة في النصب، وأجلت القضية إلى شهر ف

اعتقلت الضابطة القضائية لمدينة بوزنيقة، المتهمين (أ ج) و(م ل)، أخيرا، بعد توصلها بخمس شكايات متوالية، من طرف الضحايا الخمسة (م.د) و(ز ي) و(م ذ) و( ب ش) و(ح ع)، تفيد بتعرضهم للنصب وتبديد أموالهم من طرف المتهمين، مقابل تهجيرهم إلى الديار الإسبانية لأجل العمل بعقود عمل صحيحة.

بعد التحقيق المعمق مع المتهمين، اعترفا أنهما يعملان إلى جانب ثلاثة أشخاص آخرين كوسطاء في شبكة محلية لجلب الراغبين في الهجرة إلى إسبانيا، وحجزت الشرطة القضائية مع المتهمين جوازات سفر الضحايا الخمسة.

وأكد المتهم الرئيسي (أ ج) الملقب بالفقيه، أنه تعرف على شخص يدعى (ح أ) وأقنعه بإمكانية ترحيل كل من يرغب في العمل بالديار الإسبانية، وأنه يملك شركة للسياحة وفندق، وطلب منه التدخل كوسيط لجلب الراغبين في الهجرة مقابل مبالغ مالية جرى الاتفاق عليها مسبقا.

وصرح الضحية (م د) للضابطة القضائية، أنه لما بلغ إلى علمه وجود بعض الأشخاص يعملون كوسطاء للعمل بالديارالإسبانية، اتصل بالمتهم الثاني (م ل)، الذي عرفه على المتهم الرئيسي (أ ج) المدعو الفقيه، وأقنعه هذا الأخير بوجود صديق له يتوفر على شركة سياحية بإسبانيا، وباستطاعته ترحيله للعمل مقابل مبلغ مالي حدده في 35 ألف درهم.

وأضاف الضحية أن "الفقيه"، عمل على اصطحابه إلى مدينة الرباط، حيث كان أحد أعضاء الشبكة المدعو (ح أ) في انتظارهما قرب المحطة الطرقية.

يمتطي سيارة برتقالية اللون، وأكد له الفقيه أنه الوسيط في عملية الهجرة، فسلمه مبلغ خمسة آلاف درهم كدفعة أولى من المبلغ المتفق عليه وجواز سفره، وأضاف أنه انتظره طويلا ليحصل على ما تم الاتفاق عليه من عقد عمل صحيح يضمن به الحصول على تأشيرة دخول لدولة إسبانيا والاستقراربها، لكن اتضح له أن الفقيه وشركاءه نصبوا عليه

ومن جهته أكد الضحية (م ذ) في تصريحه للأمن الوطني ببوزنيقة، أن المدعو (ح أ) ذاته، استلم منه عن طريق الوسيط الفقيه مبلغ 11 ألف درهم كدفعة أولى من المبلغ نفسه المتفق عليه وهو 35 ألف درهم.

كما سلمه جوازسفره لكن الفقيه لم يلتزم بما وعده به التصريحات ذاتها، اعترف بها كل من الضحايا الثلاثة المتبقين، إذ سلمت للضحية (ز ي) للمتهم الرئيسي عشرة آلاف درهم وجواز سفرها، وسلمه الضحية (ب ش) مبلغ خمسة آلاف درهم وجواز سفره، وسلمه (ح ع) مبلغ خمسة آلاف درهم وجواز سفره، وأكدوا جميعهم أنهم انتقلوا إلى مدينة الرباط لملاقاة المتهم (ح أ) وأصر الضحايا الخمسة على متابعة المتهمين قضائيا.

بعد الاستماع إلى شكاوى الضحايا، وتسجيل اعترافات المتهمين، أحالت الضابطة القضائية لبوزنيقة المتهمين على المحكمة الابتدائية لابن سليمان، التي حددت جلسة لبداية محاكمتهما، فيما شكلت فرقة بحث خاصة لمواصلة البحث عن المتهمين الثلاثة ومن بينهم المتهم (ج أ)، بعدما حررت في حقهم مذكرة بحث.

وأصبحت مدينة بوزنيقة في السنوات الأخيرة، مرتعا خصبا لوسطاء الهجرة السرية وللراغبين فيها.
لعل المتتبع لعدد الأطفال والشباب الذين هاجروا من مدينة بوزنيقة إلى خارج المغرب، يدرك مدى استفحال الظاهرة.

فعلى طول الطريق السيار وقرب محطات الاستراحة، يتوارى مجموعة من الشباب الفقراء وراء الأشجار والمنحدرات، ينتظرون فرصة توقف الشاحنات المحملة بالسلع المصدرة إلى أوروبا، للصعود على متنها مسلحين بسكاكين لقطع الأغطية الواقية لسلع الشاحنات من أجل الاختباء بداخلها، وقارورة ماء بلاستيكية تسد حاجتهم في طريقهم نحو المجهول
وكلهم أمل في تحسين ظروفهم المعيشية والعودة يوما إلى بلدهم، ممتطين السيارات الفاخرة كما فعل من سبقهم من"الحراكة".




تابعونا على فيسبوك