اسمها زينات، وأرادت ان تصبح المعلمة زينات لذلك قررت أن تتاجر في السموم، استغلت امتلاكها لمقهى فحولته إلى وكر لتجارة وبيع وتعاطي هذه السموم وجاءت النهاية سريعة بالقبض عليها.
ظلت حياة زينات هكذا، تراها بائسة دائما حتى بلغت 20 عاما وبدأت تلفت الأنظار إليها بجمالها وأنوثتها المبكرة، بدأ العرسان يطرقون بابها ويطلبون الزواج منها لكنها كانت ترفض وبإصرار، حتى تعرفت على زوجها الحالي "سيد".
أعجبت به بشدة، خفق قلبها بالحب لأول مرة، وبادلها سيد الشعور نفسه، رأت فيه الحلم والأمن الذي طالما راودها، فهو يعمل مياوما لكنه ميسور الحال من وجهة نظرها، فيكفيها أنه يمتلك شقة تمليك بالقليوبية، سرعان ما تقدم سيد لخطبة زينات وتم الزواج وانتقلت العروس لمنزل زوجها والأهل يحذوها أمل أن تتغير حياتها للأفضل، لكن كل أحلامها انهارت بمجرد أن وطأت بقدميها منزل الزوجية.
فالعريس لم يكن ميسور الحال كما كان يدعي قبل الزواج وإنما يكاد يحصل على قوت يومه، لايبقى في عمل واحد باستمرار وإنما دائم التنقل من مكان لآخر.
لم يكن أمام زينات مفر من الاستمرار في حياتها خاصة أنها كانت تحمل في احشائها طفلا.
استمرت حياة الزوجين حتى رزقت الزوجة بطفلة جميلة اسمها دنيا، كان هذا منذ أربع سنوات، وعلى الرغم من فرحة الزوجين بالمولودة الجديدة كانت المشكلة هي الانفاق على الأسرة الصغيرة.
فكرت زينات في أن تساعد زوجها في الانفاق على المنزل وبعد تفكير عميق قررت أن تستأجر مقهى ليكون هو السند لهما.
مقهى الكيف
استأجرت مكانا بالقليوبية وبعد تجهيزه وافتتاحه، بدأت في استقبال الزبائن في البداية كان يدر دخلا معقولا لكن بمرور الوقت وأمام زيادة احتياجات ومتطلبات الأسرة لم يعد المقهى كافيا للوفاء بالالتزامات، تعرضت زينات وأسرتها لأزمة مالية خانقة، خاصة وأن زوجها في ذلك الوقت كان بلا عمل.
تناست ابنتها الصغيرة، وقررت أن تدير المقهى لأصحاب الكيف، في البداية كانت تسمح لتجار المخدرات بعقد الصفقات داخل المقهى مقابل أجر مناسب تحصل عليه، وبمرور الوقت، أصبحت زينات تشارك في عقد هذه الصفقات المشبوهة، وأصبحت في أيام قليلة تاجرة مخدرات، وبدلا من أن تحصل على أجر مادي مقابل استضافة التجار في المقهى، بدأت تعقد الصفقات بنفسها وتشارك في الربح.
وكلما عقدت صفقة كبرت أحلامها وازدادت طموحاتها، لكن الطريق لم يكن مفروشا بالورود كما ظنت، فعلى الرغم من حرصها الشديد طوال عام ونصف، كانت عيون رجال المباحث تراقبها وترصد تحركاتها حتى حانت اللحظة المناسبة لسقوطها.
اعتقال زينات
التحريات وردت لرئيس مباحث قسم شرطة الوراق، تفيد بوجود سيدة تدير مقهى لتعاطي المخدرات والاتجار فيها، وتتخذ منه مكانا لعقد صفقاتها المشبوهة، على الفور أخطر مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، الذي أمر بتشكيل فريق بحث قاده مفتش مباحث قطاع الشمال، الذي قام على الفور بإعداد مأمورية خاصة للقبض على زينات.
بعد منتصف الليل قاد معاونا المباحث الحملة إلى المقهى وإلقاء القبض على زينات متلبسة وبحوزتها كمية من المخدرات ونبات البانجو، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الخمور والبيرة تبين بعد ذلك أن معظمها كان مغشوشا ولايصلح للاستخدام الآدمي.
أحيلت المتهمة إلى النيابة التي أمرت بحبسها 15 يوما على ذمة القضية، وأكدت المتهمة زينات وهي في طريقها للسجن، أن هذا هو الثمن الذي دفعته غاليا، فطفلتها هي السبب، ومن أجلها تحولت إلى تاجرة مخدرات.
عن أخبار الحوادث المصرية