عرض لتاريخ العرب والمسلمين

العرب من الجاهلية إلى عبد الناصر

السبت 14 يناير 2006 - 12:08
مغلف الكتاب

استعرض السير " انتوني ناتنج " تاريخ العرب والمسلمين فيما يقرب من 1350 سنة في كتاب بعنوان " العرب منذ العصر الجاهلي حتى عصر جمال عبد الناصر " ، كان شديد الولع بتاريخ العرب بالإضافة الى انه يملك الوسائل التي تساعده على استعراض هذا التاريخ.


فقد عمل وزير الدولة للشؤون الخارجية في الحكومة البريطانية في وزارة السير " انتوني ايدن " ، ولديه الكثير من المعلومات والاسرار، بالإضافة إلى انه بحكم تعليمه وتكوينه الثقافي يملك عقلية موسوعية، فضلاً عن الخارجية البريطانية وما تحويه من دراسات وأسرار، قام بترجمة الكتاب المهندس حلمي سلامة، وأشارت مكتبة دبولي الناشرة للكتاب في مقدمته ان " السيرأنتوني ".

تعرض لبعض الشؤون الدينية والعقدية عند العرب والمسلمين، ولكن بما يتصادم مع الثوابت في الدين الإسلامي مثل رأيه في واقعة الاسراء والمعراج، مسالة الوحي، تعليم وتثقيف ومرجعية النبي محمد عليه الصلاة والسلام وغير ذلك، لذلك قامت بتكليف
أحمد زيادي بتحقيق الوقائع الدينية والتاريخية ليظهر الكتاب بهذه الصورة.

تناول المؤلف عصر الفتوحات والعالم العربي قبل الإسلام، ومجيء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، والثورة العباسية وعصر الف ليلة وليلة، وانفصال مصر عن الخلافة وثورة الشيعة واندثار العباسيين، بالإضافة إلى انتصارات صلاح الدين، والمغول والمماليك، وسطوة الأتراك، واعادة الصحوة في مصر، والعديد من الثورات مثل الثورة المهدية، ثورة الجزائر، الثورة العرابية، وأفرد فصلاً كاملاً عن خيانة الغرب للعرب، ونكبة فلسطين، وعصر نوري السعيد، ثم مصر من كرومر إلى ناصر، والجمهورية العربية المتحدة والغير متحدة.

بالإضافة إلى استعراضه الحكام العرب الملوك والرؤساء والشيوخ والسلاطين، وتعرض لاساليب تنصيبهم وأساليب إسقاطهم سواء بالتآمر أو ما شابه ذلك، تحدث عن الحدود التبعية والأقليات والارهاصات الوطنية ومحاولات الوحدة العربية.

سجل " السير انتوني " ما يراه واقعاً في مجالات السياسة والاقتصاد، والسلم والحرب، والوقيعة والتآمر، ومشكلات الحدود بين الامارات والمشخيات والدول، مسجلا السلبيات والايجابيات من وجهة نظره في مواقف زعماء الامة العربية خلال ما يزيد على الف عام، كما سجل العوامل التي كانت تساعد في تشكيل موقف زعيم أو رئيس أو ملك، كما سجل ما هي القوى الضاغطة التي تملك حق الموافقة وحق النقض على ما يتم اتخاذه من قرارات، كان في موقع يستطيع من خلاله ان يصف وان يصنف، ويملك كل الظواهر السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما انه لم يترك عادة ولا تقليداً ولا عرفاً في الاعراف الا وتعرض بالاشارة اليه، فجاءت هذه الدراسة في السياسة والاقتصاد والتاريخ والاجتماع، مما جعل الكتاب من أفضل الكتب مبيعاً في طبعته باللغة الانجليزية في أوائل الستينات.

شرح " السير أنتوني " ، تصوره عن العرب وطباعاهم وعاداتهم، تحت عنوان " معضلة العرب " ، محللاً الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما شرح وجهة نظره بالعادات والتقاليد وقارن بينها وبين الدول الأوروبية، كيف أنها أنتجت مجتمعاً اقتصادياً متحداً، كما أشار إلى كيفية تحسين العلاقات الغربية مع العرب، بالإضافة إلى طريقة زوال الخوف من إسرائيل من وجهة نظره، هي عندما يصبح العرب أقوياء بكفاءة أدبية وموضوعية، ليشعروا بالمساواة مع إسرائيل.

وأشار أنه سوف يستغرق ذلك وقتاً طويلاً، وصبراً للانجاز، وتحتاج إلى خلق وحدة حقيقة نامية بأساس لا يهتز، لانه بدون وحدة لا يمكن ان يكون هناك قوة، وبدون قوة سوف يكون هناك الخوف الذي يبقي العرب وإسرائيل منقسمين، ويعتبر أن الوقت كفيل بأن يخبرنا إذا كان العرب يقدرون على حشد صبر كاف وتصميم، وخلق مصادر كافية من التفكير الأصلي والأفعال البناءة لانجاز هذه الوحدة القوية، ووضح ان العرب فعلوا ذلك سابقاً من 13 قرناً، وفعلوها أيضاً تحت قيادة صلاح الدين وبيبرس، وبرأيه أن العرب مهيأون لفعلها مرة ثانية بالرغم من معوقاتهم الحالية وتقصيرهم، والجدير بالذكر ان هذا الكتاب نشر في الستينات بطبعته الانجليزية فهل لا يزال " السير انتوني " يتوقع قيام هذه الوحدة بالرغم من مرور أكثر من 30 عاماً على توقعاته وتحليلاته.

الكتاب عبارة عن موسوعة من المعلومات والأسرار، ووثيقة تاريخية لفترة من الزمن، حتى لو اختلفت مع المؤلف في كثير أو بعض المواقف أو التحليلات إلا انه كتاب يستحق أن يٌقرأ.




تابعونا على فيسبوك