تلقت كرة القم المغربية ضربة قاسية في الدورة الخامسة والعشرين لكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، إثر خروج المنتخب الوطني من الدور الأول من دورة مصر 2006 المقامة منذ العشرين من يناير الحالي وتستمر حتى العاشر من فبراير المقبل، بل الأكثر من ذلك فإن خط هجوم النخ
بالرغم من أن العرض الذي قدمه اللاعبون في الدورة الخامسة والعشرين كان باهتا، فان المتتبعين المغاربة وخاصة رجال الإعلام المواكبين للدورة، لم يرموا باللوم عليهم ولم يعتبروهم مسؤولين على تراجع أداء النخبة الوطنية بين دورتي تونس 2004 ومصر ،2005 وحتى المدرب فاخر اقتصرت الإنتقادات التي وجهت إليه في حدود عدم الرضى على اختياراته العامة، وتحديد التشكيلة، والنهج التكتيكي أثناء المباريات، لكن أصابع الاتهام وجهت بقوة إلى المسؤولين بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، باعتبارهم كانوا وراء تضييع الوقت بالتعاقد غير الواضح المضمون والأهداف مع الإطار الفرنسي فيليب تروسيي.
بالإضافة إلى ذلك فقد كان للمشاكل المشتعلة بين الفرقاء داخل الجامعة أثرا سلبيا على مسيرة المنتخب. فقد انشغل أعضاؤها بتصفية الحسابات فيما بينهم، بدل الاهتمام بالمهمة الأساسية المنوطة بهم، والمتمثلة في تدبير شؤون كرة القدم المغربية، التي يعتبر المنتخب الوطني أحد ركائزها الأساسية.
بالرغم من أن المنتخب الوطني يتشكل من لاعبين محترفين يلعبون في بطولات كبيرة، فإنهم لم يتمكنوا من التغلب على الإحباط عقب النتيجتين السلبيتين في المباراتين الأولتين ضد كل من الكوت ديفوار التي هزمتنا بهدف دون مقابل، ومصر التي تعادلنا معها بدون أهداف.
وبدا واضحا تأثر العناصر الوطنية بالوضعية التي أصبحت فيها عقب اليومين الأولين، إذ تأكد الكل أن المباراة الأخيرة ضد ليبيا لن تكون ذات قيمة ولو تحقق فيها الفوز، إلا أن الغريب في الأمر كون تصريحات اللاعبين قبل المباراة جاءت حماسية، فكلهم أبدوا رغبة جامحة في الفوز، لرد الاعتبار لكرة القدم المغربية التي لا يليق بها الخروج من المنافسات القارية بدون فوز ولا هدف. إلا أن كل هذا ظل مجرد كلام، حيث غاب الحماس على أرضية ملعب الكلية الحربية، وقدم الأسود أداء ضعيفا وكأنهم في حصة تدريبية.
ووقف المدرب امحمد فاخر عاجزا أمام الفتور الذي سيطر على اللاعبين،ولم تكن لتغييراته أي جدوى سواء التي قام بها في بداية المباراة بإشراك هشام أبو شروان أساسيا بدلا من أمين الرباطي، أو التي أقدم عليها وسط المواجهة بإدخال كل من علي بوصابون مكان هشام أبو شروان، ومحمد مديحي لاعب الوداد البيضاوي عوض موحى اليعقوبي.
فكان العنوان البارز لمباراة المغرب وليبيا هو الإحباط من الجانب المغربي، لتفتح صفحة جديدة من الانتقادات والمطالبة بالتغيير، والأكيد أن المسألة ستمس حتى اللاعبين.
افتقد المدرب الوطني امحمد فاخر للشجاعة عندما تفادى مقابلة الصحافيين عقب نهاية المباراة، ووجد المدرب المساعد جواد الميلاني الذي دفع به للنيابة عنه نفسه في موقف حرج، لعدم تحمس ممثلي وسائل الاعلام الوطنية في توجيه الأسئلة إليه، وفي محاولة منه لتبرير العرض الرديء الذي ختمت به المجموعة المغربية مشاركتها في دورة مصر 2006 قال:" المباراة ضد ليبيا تحكمت فيها عوامل نفسية، وليس الأمور ما تابعتموه على أرض الملعب".
وتلقى الميلاني التهاني من طرف الصحافيين الذين خيب ظنهم فاخر بهذا الهروب، الذي غطى به عن الخطوة الايجابية التي قام بها عندما بادر إلى عقد لقاء إعلامي مع رجال الصحافة أوضح خلاله الظروف التي أدت إلى تواضع أداء المنتخب الوطني أمام كل من الكوت ديفوار ومصر.
رمى الجمهور المغربي الذي حضر المباراة ضد ليبيا بجام غضبه على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وردد شعارات شديدة اللهجة بلغت آذان كل المسؤولين الجامعيين، وكذا أعضاء المجموعة الوطنية ورابطة الهواة الذين لم يعلم أحد الغاية من حضورهم إلى مصر على نفقة الجامعة.
الطريقة التي فجر بها الجمهور المغربي – بالرغم من قلته – غضبه على مدرجات ملعب الكلية الحربية يظهر مدى الانتشار الذي عرفته فضائح الجامعة بتجاوزها الحدود، بحكم أن غالبية المشجعين المغاربة يقيمون خارج الوطن.
ونال محمد الكرتيلي رئيس الوفد المغربي قسطا وافرا من السب والشتم من طرف الجمهور المغربي، الذي أكد بعض من تحدثت إليهم "الصحراء المغربية" أنه يتوجب محاسبة كل من تسببوا في هذا التراجع المخيف لكرة القدم المغربية ومن بينهم الكرتيلي دون أن يغفلوا الإشارة إلى محمد أوزال وأحمد عمور.
وتفادى اللاعبون المغاربة الدخول إلى القاعة المخصصة لعقد اللقاءات الصحفية بعد المباراة، و توجهوا إلى الحافلة تحت مراقبة أمنية مشددة.