أدت الإصابات والوفيات البشرية الجديدة بمرض أنفلونزا الطيور إلى تعبئة عالمية من أجل تطويق الخطر، وقالت شركة روش للأدوية التي أنتجت عقار تاميفلو أمس، إنها مستعدة للتبرع بالمزيد من العقار المضاد لفيروس أنفلونزا الطيور لقارة آسيا، فيما تعهدت منظمات الإغاثة با
وأعلن عن هذه المبادرات خلال اجتماع لمسؤولي الصحة في آسيا الذين اختتموا أمس أعمال يومين من المباحثات بشأن إيجاد سبل لاحتواء وباء ثارت المخاوف من احتمال ظهوره بعد انتشارأنفلونزا الطيور في تركيا. وقالت شركة روش إنها تخوض محادثات مع منظمة التجارة العالمية بشأن التبرع بمزيد من العقار لمراكمة مخزون آسيوي منه .
ويعتقد أن تاميفلو هو أفضل خط دفاع ضد سلالة " إتش5 إن1" القاتلة من الفيروس , وتبرعت الشركة السويسرية بالفعل بنحو 30 مليون كبسولة لمنظمة الصحة العالمية في إطار تخزين العقار بشكل سريع. وقالت ديفيد ريدي رئيس مجموعة العمل بشأن وباء الانفلونزا في شركة روش إن حصة من هذه الكبسولات أرسلت إلى تركيا .
كما أعلنت المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر أمس أن المفوضية الأوروبية ستساهم بمائة مليون دولار، 80 مليون أورو لمكافحة أنفلونزا الطيور في الدول خارج الاتحاد الأوروبي .
وقالت فيريرو فالدنر في مؤتمر صحافي في بروكسيل، إن المفوضية ستعلن هذا الالتزام خلال مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد الثلاثاء والأربعاء في بكين .
وأضافت أن " تهديدا عالميا يستدعي ردا عالميا، ولهذا السبب لا بد من استنفار تعاون دولي إنها المرة الأولى التي يشكل فيها مرض حيواني تهديدا شاملا على نطاق شامل".
وقدرت الحاجة الإجمالية للدول خارج الاتحاد الأوروبي بـ 1.2 مليار دولار على مدى ثلاثة أعوام، إضافة إلى مساهمة المفوضية .
وسيشارك في مؤتمر الدول المانحة الذي يعقد برعاية الصين والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي نحو 80 دولة و20 منظمة دولية .
ولقي ثلاثة أطفال حتفهم في تركيا بسبب المرض في أول حالات وفاة خارج منطقة جنوب شرق آسيا مما أثار مخاوف من أن الفيروس ينتشرإلى أوروبا .
وعلى الصعيد الدولي أصاب الفيروس نحو 147 شخصا لقي 78 منهم حتفهم حسبما أفادت أحدث إحصائيات منظمة الصحة العالمية .
ويقول علماء إنه لا يزال من الصعب انتقال سلالة " إتش5 إن1" بين البشر وأنها تنتقل في جميع الحالات تقريبا عبر الاختلاط بطيور مصابة، لكن ارتفاع عدد الحالات البشرية يزيد احتمالات تحور السلالةإلى شكل يسهل انتقاله بين البشر، مما قد يؤدي إلى مقتل الملايين .
واكتشف مختبر بريطاني أن اثنين من الضحايا في تركيا مصابان بسلالة متحورة بدرجة بسيطة
وعلى الرغم من أن هذه السلالة لا تبدو أكثر خطرا لكن نظرية التطور قد تساعد على انتقال الفيروس بسهولة من الطيور إلى البشر .
ودعا مسؤولو صحة خلال الاجتماع الذي عقد في طوكيو وحضره ممثلون عن أكثر من 20 دولة إلى تشديد المراقبة وحثوا الدول الغنية على مساعدة الدول الأقل ثراء على تحقيق ذلك .
وقال شيجيرو أومي المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة غرب المحيط الهادي " العقاقير المضادة للفيروس مهمة والأمصال مهمة، لكن دون القدرة على الاكتشاف والتحليل والإبلاغ عن الحالات، فإن جميع هذه الأسلحة مثل الأمصال والعقاقير لن تكون مفيدة كما ينبغي".