أميركا تحذر من النمو الاقتصادي على الطريقة الصينية

السبت 14 يناير 2006 - 11:48
البنك الدولي يفصل بين الاحصاءات الرسمية والواقع الاقتصادي

حذر معهد أميركي من خطورة تسارع الوتيرة الحالية للنمو الاقتصادي في الصين والتي يمكن أن تشكل ضربة قاضية للعالم في حال لم تقم بكين وباقي دول العالم بتعديل سريع لطريقة الإنتاج والاستهلاك.

وقال رئيس معهد سياسة الأرض في واشنطن "ارث بوليسي" لستر براون خلال تقديم كتابه الأخير الذي يحمل عنوان"خطة بديلة لإنقاذ كوكب يتعرض للضغوط وحضارة معرضة للخطر" إن"الاقتصاد العالمي يسير في اتجاه بيئي لا يمكن للأرض أن تتحمله".

واعتبر أن "ما يحدث في الصين يجب أن يبدأ بإقناع الاقتصاديين" بضرورة إعادة هيكلة النظام الاقتصادي.

وأشارت الأرقام التي جمعها المعهد إلى أن الصينيين يستهلكون حاليا ضعف ما يستهلكه الأميركيون من اللحوم 67 مليون طن مقابل 39 مليون طن والفولاذ 258 مليون طن مقابل 104 ملايين طن لافتين إلى أنه إذا استمرت الصين في"نسخ" الحلم الأميركي، فإنه يتوقع أن يستهلك سكانها 1.45 مليار نسمة بحلول 2031 ما يعادل ثلثي الإنتاج العالمي الحالي للحبوب وأكثر من ضعف الإنتاج العالمي الحالي من الورق.
وقال براون"هكذا ستختفي الغابات عن الكوكب"


واعتبر أن النموذج الاقتصادي الغربي القائم على الطاقات الأحفورية مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي وعلى استخدام السيارات والمنتجات التي يمكن التخلص منها، لا يمكن أن ينجح في الصين وفي الهند التي سيتخطى عدد سكانها عدد سكان الصين بحلول2031.

وفي ظل العولمة والتنافس الشديد لإنتاج وبأسعار تنافسية، سيقضي هذا النموذج على العالم.
وعلى مستوى التغييرات المناخية، يرى لستر براون أن العالم قد يكون وصل إلى نقطة اللاعودة وأن المعطيات العلمية المتوافرة لا تسمح بتكذيب هذا القول.

ويقترح براون في خطته البديلة إعادة هيكلة الاقتصاد العالمي لإنقاذ حضارتنا وإطلاق جهود شاملة للقضاء على الفقر وإعادة تأهيل المواقع الطبيعية، وقال إن خمسة من الشركات الصينية الثماني الكبرى في مجال الإلكترونيات والصناعات الجوية أعلنت عن لجوئها إلى الطاقة الهوائية، على غرار العملاق الأميركي"جنرال إلكتريك".

وأضاف أن الصينيين "اعتمدوا معايير تسمح باستغلال جيد لوقود السيارات"، مضيفا أن بكين بدأت تهتم أكثر بتلوث الهواء والمياه، وقال إنه يجب استغلال مصادر الطاقة المتجددة بطريقة ذكية لتفادي نقص المنتجات الغذائية وارتفاع أسعارها على سبيل المثال في حال قرر المزارعون بصورة جماعية إنتاج الإيثانول وهو وقود طبيعي مستخلص من الحبوب.

وفي غضون ذلك كان موقع دويتشه فيله الألماني قد استضاف الخبير الاقتصادي الصيني كلاوس جريم الذي استبعد أن تشكل الصين خطرا على الولايات المتحدة كقوة اقتصادية، لافتا إلى أن الرقم الذي وصل إليه الناتج المحلي الإجمالي الصيني لا يقول الكثير عن قوة الصين الاقتصادية.

وقال إذا وزعنا هذا الناتج على عدد السكان لظهر أنها ما تزال بعيدة عن مستوى الدول الصناعية.
وأشارت إحدى دراسات البنك الدولي إلى أن الاقتصاد الصيني أكبر بنحو 20٪ من الرقم المعلن عنه حيث أن الإحصائيات الرسمية شيء والواقع الاقتصادي الفعلي شيء آخر وهو ما يطلق عليه اقتصاد ظلٍ لدينا وفي كل مكان.

من ناحيتها لا تتخازل الصين في الإعراب عن نيتها اتخاذ إجراءات للإبطاء من الفورة الاستثمارية والنمو الاقتصادي الذي ارتفع في بعض القطاعات.

وكانت السلطات الصينية بدأت تفرض شروطا أكثر صرامة على القروض المصرفية في بعض القطاعات، فيما تقيد الاستثمار في قطاعات أخرى ترى أن الإنفاق فيها يتسارع بصورة مضطردة ويتوسع بوتيرة لا يمكن ضبطها، وهي تاليا معرضة لمخاطر مالية كبيرة، بحسب وكالة الأسوشيتد برس.




تابعونا على فيسبوك