القلق الذي سيطر على الصحافيين المواكبين للدورة الخامسة والعشرين لبطولة كأس الأمم الإفريقية بمصر، دفع ببعضهم التفكير في مغادرة أرض الكنانة التي لم يلتزم المسؤولون على الجانب التنظيمي بما وعدوا بتوفيره قبل انطلاق هذا العرس الكروي الإفريقي الكبير.
تضررت الجماهير في الملاعب خاصة في الملعب الدولي بالقاهرة، الذي يتحول إلى ما يشبه ساحة المعركة عندما يكون المنتخب المصري طرفا في المباراة التي يحتضنها. معاناة في الطريق لإغلاق الكثير من الشوارع المؤدية للملعب، وازدحام كبير عند البوابات، وهو ما يخلق متاعب للآباء الذين يصطحبون معهم أبناءهم .
وفي عمق هذه الفوضى سمعت الكثير من المصريين يقسمون بعدم المجيء ثانية إلى ملعب القاهرة، وما يبرز جسامة (البهدلة) أن القرار نفسه اتخذ من طرف صحافيين رياضيين مصريين فضلوا متابعة مباريات منتخبهم على شاشة التلفزة .
وإذا كان قرار مقاطعة متابعة المباريات في الملعب يريح فعلا، فإنه حل غير ناجح بالنسبة لممثلي صحافة العرب والأفارقة غير المصريين (لأن الأجانب من الأوروبيين يحظون بمعاملة خاصة) الذين يجدون نفسهم مضطرين لتحمل (بهدلة) الملاعب وصعوبة التنقل إليها، حتى في حال استعمال الحافلة التي تنطلق من المركز الإعلامي، لغياب التنسيق بين شركة النقل والمنظمين، فقد سبق أن قوبلنا برفض سائق حافلة ومرافق له نقلنا من الملعب إلى المركز الإعلامي، بدعوى أنه لم يتلق إشارة لتنفيذ مطلبنا العادي والمشروع من طرف المنظمين .
المهندس هاني أبو ريدة رئيس اللجنة المنظمة لكأس أمم إفريقيا مازال يجادل كل من قابله بالحجة والبرهان ليبرر له سوء التنظيم الذي طبع الدورة الخامسة والعشرين للبطولة واختصر عبارة واحدة لإبعاد كل اللوم على لجنته بالقول »إن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم هي المسؤولة على ما يحدث من انفلاتات في التنظيم« لتظل المعاناة مستمرة .