ذكرت مصادر أمنية أنه سيجري، بداية الأسبوع الجاري، عرض المسمى محمد الخراز، الملقب باسم "الشريف بين الويدان"، على قاضي التحقيق لدى استئنافية الرباط.
مبرزة أن البحث التمهيدي، الذي باشرته المصالح المختصة مع "بين الويدان"، دفع إلى تمديد وضعه تحت الحراسة النظرية مدة 96 ساعة، في حين انطلقت، منذ الجمعة المنصرم، محاكمة المدعو هشام حربول، الملقب بـ "الأعور"، أحد العناصر البارزة في"ملف منير الرماش"، باستئنافية تطوان، بعدما تسلمته السلطات المغربية من نظيرتها بمدريد نهاية يوليوز المنصرم.
وقالت مصادر متطابقة إن سقوط محمد الخراز، المطلوب رقم 1 لدى القضاء المغربي في قضية "الرماش"، من شأنه أن يرفع النقاب عن العديد من الخبايا والأسرار، التي ظلت مفقودة طوال أيام فراره وهشام حربول من يد العدالة.
وأوضحت المصادر ذاتها أن التحقيق مع "الشريف بين الويدان"، الذي جرى ترحيله من منطقة القصر الصغير إلى العاصمة الرباط يوم اعتقاله، ستشمل التهم التي وجهها ضده المسمى "منير الرماش"، فضلا عن تهم أخرى تهم أنشطة محظورة بقوة القانون كان يمارسها "الخراز" على نطاق واسع.
وتوقعت المصادر أن توالي سقوط أباطرة المخدرات والتهريب بمنطقة الشمال ذوي الصلة بملف "الرماش"، سيكشف النقاب عن المالكين الحقيقيين للقوارب والزوارق والأسلحة، التي جرى حجزها، إبان انفجار قضية "منير الرماش ومن معه"، ليلة 2 و3 غشت 2003.
وأكدت مصادر عليمة أن اعتقال المسمى "الشريف بين الويدان" على يد عناصر من الدرك الملكي بعد سنوات من "فراره المستتر"، بعثر أوراق قضية الرماش من جديد، وأعلن عن بداية مسلسل آخر من الإطاحة برؤوس مسؤولة يشتبه في علاقتها "بالخراز".
يذكر أن "بين الويدان" الذي كان محط بحث وتعقب من قبل المصالح الأمنية المغربية منذ عام 2003، سبق أن جرت إدانته في قضية الاتجار في المخدرات منتصف التسعينيات، التي صادفت شن المغرب لحملة تطهير واسعة النطاق بأقاليم الشمال ضد تجار المخدرات.
ولم تخف مصادرنا أن تكون المصالح الأمنية فتحت تحقيقا سريا حول علاقة المدعو "الشريف بين الويدان" مع أحد المرشحين للغرفة الثانية، عقب تردد دخول "الخراز" ضمن لائحة المساندين لهذا المرشح.
وفي موضوع هشام حربول، الذي أخرت استئنافية تطوان النظر في ملفه الجمعة المنصرم، قالت المصادر إنه كان محط بحث وتعقب من قبل مصالح الأمن الإسبانية، خاصة بمنطقة ماربيا، على خلفية مباشرته لأنشطة محظورة، من قبيل تبييض الأموال والاتجار في المخدرات والتهريب الدولي بهوية مزورة.
وأبرزت المصادر ذاتها أنه كثيرا ما تردد، عبر وسائل الإعلام الإسبانية والمغربية، سقوط المسمى "هشام حربول" بين يدي العدالة، بيد أن قدرته الفائقة على الإفلات والهروب كانت بجانبه، عكس هذه المرة.
وأشارت المصادر إلى أن المسمى "هشام حربول" يعد زعيم الشبكة الثانية، التي بدأت العراك ليلة 2 و3 غشت 2003، وتسببت في كل ما حدث في ما يعرف "بقضية الرماش".
وعلم من مصادر متطابقة أن مختلف التصريحات والإفادات الواردة على لسان المتهمين في ملف "الرماش"، أكدت أن شبكة "هشام حربول"، كانت تركز أنشطتها على تجارة المخدرات وغيرها، وهي أنشطة عرف بهما "هشام حربول"، الذي تمكن من الفرار خارج المغرب، في ظروف غامضة فور اعتقال عناصر شبكته.