"صار لي أكثر من أسبوع، لا أنام، وليس لدي ما أفعله لأهلي، هم الآن محاصرون في بيروت" بهذه الكلمات عبرت، جيهان بيرلا إلكوسطا، اللبنانية الأصل، والفرنسية الجنسية عن معاناتها .
وقالت زوجة ميشيل كامي فورغ الرئيس الدولي لمجموعة مطاعم"رولي باريس"، إن الحرب التي تشهدها لبنان، وما يصل من أنباء مفجعة، عن الدمار الذي خلفه هجوم إسرائيل على هذا البلد،"جعل النوم يخاصمني، ولا أعرف ماذا أفعل.
أنا أتألم" وكادت جيهان تبكي خلال حفل العشاء، الذي أقامته سلسلة المطاعم التي يمتلكها زوجها، للإعلان عن أن مطعم"الداوليز"في كورنيش عين الذئاب في الدار البيضاء، أصبح يحمل العلامة التجارية "رولي باريس"، وقالت جيهان وهي ترفع عينيها إلى السقف طاردة الدموع، التي كانت ستنهمر منهما "لبنان الذي خرج قبل أعوام من حرب استمرت عشرين عاما، ها هو مرة أخرى يواجه الحرب".
وأضافت في تصريحها لـ "الصحراء المغربية"، أنها تتصل بأهلها هناك، وأن كل الأخبار التي تتوصل بها تدرك كنهها وحمولاتها، فهي حسب ما أفادت، عاشت كل سنوات الحرب التي كانت لبنان مسرحا لها، وقالت "لدي عائلة كبيرة هناك هم الآن بدون كهرباء ولا ماء ولا مؤونة ولا أي شيء".
وتستحضر جيهان ما عاشته في لبنان حين كانت الحرب مشتعلة، لترسم صورة لأهلها الآن وهم هناك، يعيشون الظروف التي كانت عاشتها قبل سنوات، إذ تقول "الحياة على إيقاع الحرب فظيعة، يؤثثها الخوف والترقب، كان الماء والكهرباء ينقطعان وقد يستمر ذلك مدة 20 يوما، وكنا نضطر لاقتناء كل هذه المواد بأسعار ملتهبة كما الحرب".
حاولت الابتعاد قليلا عن هذه الأحاديث احتراما للمناسبة، وقالت "بعد أن وضعت الحرب أوزارها، أصبحت لبنان جنة، وعاد أبناؤها إلى نشاطهم وحيويتهم المعهودة، وأعيد تشييد البنايات مع الاحتفاظ بطابعها القديم".
السؤال عن مآل مطعم "رولي باريس" ببيروت، جعلها ترد دون أدنى تفكير "مغلق، إنه يحتل شارعا "كثير حلو" يقع في قلب بيروت"، جيهان التي كانت تنظر إلى زوجها، وكأنها تحاول قراءة ذاكرته، ليتسنى لها مدنا بمزيد من المعلومات، عادت لتقول "هاجرت عائلتي إلى فرنسا حين اندلعت الحرب، بحكم ارتباطنا بهذا البلد، وحين توقفت الحرب، عادت العائلة إلى لبنان، والآن أفرادها محاصرون" وأضافت قائلة "أحب المغرب وأحب البلدان العربية، لكني أحب كثيرا لبنان، لأن الناس فيه يتعايشون ويقبلون الآخر دون اعتبار للاختلاف".
اعتذرت لزوجها لأنها تتحدث عن هذه المأساة خلال هذا الحفل، لكن ميشيل كامي فورغ تحدث بدوره عن كل المآسي التي شهدتها البلدان العربية، وكأنه رجل سياسة وليس رجل أعمال، وقال في سياق حديثه عن الهجوم الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية " . المسيحيون في حاجة إلى زعيم صارم"، وأوضح، مبديا أسفه لما تعرضت له الناصرة من هجوم وتدمير، وعاد يقول »أنا وزوجتي مسيحيان، وقد حز في قلبينا أن تدمر الناصرة، ففيها ولدت مريم العذراء وبشرت بالمسيح، وفيها نشأ السيد المسيح وقضى معظم حياته، إنها مدينة مقدسة بالنسبة إلينا نحن المسيحيين"، وشدد على أن المسلمين بدورهم معنيون بحماية المقدسات المسيحية، "لأن الدين الإسلامي يؤمن بالرسول المسيح".
وكاد ميشيل كامي فورغ الرئيس الدولي لسلسلة مطاعم "رولي باريس"، أن ينسى الحديث للصحافيين الذين حضروا الحفل، عن مشاريعه الاستثمارية، ومطاعم السلسلة التي تستعد لفتح مطعم بالقنيطرة والرباط، بعد نجاح مشروعها بكل من طنجة ومراكش.
حرص ميشيل كامي فورغ، على التنقل بين الموائد التي غطتها أصناف أطباق حملت بصمة السلسلة، حتى يجالس كل الصحافيين ويتعرف إليهم.
وعن اختيار مدينة القنيطرة لإقامة مطعم فيها، قال فورغ »كنت مسافرا إلى مدينة طنجة، حيث فتحت سلسلة »رولي باريس« مطعما قبل بضع سنوات، وحين توقفت في الطريق راعني الإقبال الذي يعرفه أحد المطاعم، فقلت هؤلاء الزبناء لي، وقررت أن يكونوا زبنائي، فحرصت على تحقيق هذا الطموح، فانطلق المشروع.
سلسلة "رولي باريس" المغرب، وفي إطار التشجيعات التي تقدمها الحكومة المغربية للشركات الأجنبية، استطاعت الآن إرساء مطاعمها في كل من طنجة ومراكش والدارالبيضاء والرباط، والقنيطرة مستقبلا.