الحكومات الأوروبية متهمة في قضية السجون السرية

الجمعة 27 يناير 2006 - 16:30

كشف التقرير الذي أعده النائب السويسري ديك مارتي، بتكليف من المجلس الأوروبي، حول أنشطة الاستخبارات الأميركية في استعمال الأراضي الأوروبية لاعتقال أو نقل متهمين بالإرهاب، عبر طائرات خاصة تابعة لها، إلى سجون سرية أقامتها الولايات المتحدة بعدد من المناطق في


وقال مارتي في التقرير مؤكدا الاتهامات "إنه غير قابل للتصديق أن الحكومات الأوروبية، أو على الأقل أجهزتها السرية، لم تكن على اطلاع بما كانت تقوم به طائرات السي إي إيه بالأراضي الأوروبية".

التقرير المؤلف من حوالي 24 صفحة الذي صاغه ديك مارتي بالاستناد إلى معلومات وفرتها منظمة هيومان رايتس وتش، وصحف أميركية وخاصة واشنطن بوست، كان محل تعليق من مسؤول الداخلية في الاتحاد الأوروبي فرانكو فراتيني الذي أكد أنه "رصد في وثيقة التقرير معلومات مهمة وجديدة"، وطالب حكومات دول الاتحاد الأوروبي بالتعاون كليا مع التحقيق الجاري بخصوص رحلات طائرات الاستخبارات الأميركية عبر الأراضي الأوروبية التي كانت تقل معتقلين أو مختطفين متهمين بالإرهاب إلى سجون أميركية سرية
وكانت مصادر مقربة من البرلمان الأوروبي أكدت أنه "جرى تشكيل لجنة مؤقتة في البرلمان الأوروبي للتحقيق في مدى تورط الحكومات الأوروبية في السماح لطائرات السي آي إي باستخدام أراض أوروبية لنقل متهمين بالإرهاب".

وكانت حالات اختطاف بعينها نفذها جهاز الاستخبارات الأميركية ضد مواطنين بعضهم يحمل جنسية أوروبية، قد شكلت الركيزة الأساس التي اعتمد عليها التقرير الذي يعده المجلس الأوربي في سياق التحقيق في فضيحة أنشطة طائرات السي آي إي على الأراضي الأوروبية.

ومن أبرز تلك الحالات: حالة أبو عمر المواطن المصري الذي اختطف في 17 يونيو 2003 من ميلانو، وخالد المصري وهو ألماني من أصل لبناني "الذي اختطف خطأ من مقدونيا ونقل إلى كابول حيث جرى فيها التحقيق معه".

وأوضح التقرير أن "الطائرة التي نقلت أبو عمر حطت على الأقل ثلاث مرات بإسبانيا"
وكان قاضي إسباني يحقق في شكوى تقدم بها محامون من مايوركا تتحدث "عن استعمال مطار سان خوان بمايوركا من طرف طائرات الاستخبارات الأميركية في نقل معتقلين"، ووظف التقرير الأوروبي الذي أعده ديك مارتي هذا التحقيق الذي يقوم به القاضي الإسباني في كشف أنشطة رحلات طائرات السي آي إيه.

الحكومات الأوربية المعنية بهذه الفضيحة، حسب مصادر ديبلوماسية أوروبية ، آثرت بإجماع التزام الصمت، بل إن المجلس الأوروبي المكلف بالتحقيق اتهم هذه الحكومات بعدم التعاون.

ويشكك بعض الديبلوماسيين الأوروبيين في أن زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في ديسمبر إلى أوروبا، كانت وراء ذلك، "حيث يبدو أنها أقنعتهم بروايتها عن القضية في اجتماع لوزراء خارجية أوطان".

فضيحة رحلات طائرات الاستخبارات الأميركية على الأراضي الأوربية سيضع مصداقية الدول الأوروبية في مجال حقوق الإنسان موضع شك وذهب مندوب حقوق الإنسان في المجلس الأوروبي، ألفارو خيل روبلس، إلى أبعد من التشكيك حينما قال من الآن يصعب على الاتحاد الأوروبي منح دروس في حقوق الإنسان"، وطالب حقوقيون أوروبيون بمعاقبة دول من أوروبا الشرقية، على وشك الانضمام للاتحاد ،اتهمت بالسماح للولايات المتحدة بإقامة سجون سرية على أراضيها.




تابعونا على فيسبوك